صفحة جزء
ما جاء في الصلاة والوضوء والوطء على أرواث الدواب قال : وقال مالك : معنى قول النبي عليه السلام : { في الدرع يطهره ما بعده } وهذا في القشب اليابس .

قال ابن القاسم : كان مالك يقول : دهره في الرجل يطأ بخفه على أرواث الدواب ثم يأتي المسجد أنه يغسله ولا يصلي فيه قبل أن يغسله ، ثم كان آخر ما فارقناه عليه أن قال : أرجو أن يكون واسعا ، قال : وما كان الناس يتحفظون هذا التحفظ .

وقال مالك فيمن وطئ بخفيه أو بنعليه على دم أو على عذرة قال : لا يصلي فيه حتى يغسله ، قال : وإذا وطئ على أرواث الدواب وأبوالها ؟

قال : فهذا يدلكه ويصلي به وهذا خفيف .

قال ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن رجل عن أنس بن مالك { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا جاء أحدكم إلى المسجد فإن كان ليلا فليدلك نعليه وإن كان نهارا فلينظر إلى أسفلهما } . قال ابن وهب قال الليث بن سعد وسمعت يحيى بن سعيد يقول : نكره أن يصلي ببول الحمير والبغال والخيل وأرواثها ولا نكره ذلك من الإبل والبقر والغنم ، وقاله ابن شهاب وعطاء وعبد الرحمن بن القاسم ونافع وأبو الزناد وسالم ومجاهد في الإبل والبقر والغنم .

وقال مالك : إن أهل العلم لا يرون على من أصابه شيء من أبوال البقر والإبل والغنم وإن أصاب ثوبه فلا يغسله ، ويرون على من أصابه شيء من أبوال الدواب : الخيل والبغال والحمير أن يغسله والذي فرق بين ذلك أن تلك تشرب ألبانها وتؤكل لحومها ، وأن هذه لا تشرب ألبانها ولا تؤكل لحومها وقد سألت بعض أهل العلم عن هذا فقالوا لي هذا .

قال ابن وهب عن عمر بن قيس عن عطاء قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشون حفاة فما وطئوا عليه من قشب رطب غسلوه وما وطئوا عليه من قشب يابس لم يغسلوه .

قال وكيع عن سفيان بن عيينة عن سليمان بن مهران عن شقيق بن سلمة { عن عبد الله بن مسعود قال : كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتوضأ من موطئ } قال وكيع عن عيسى بن يونس عن محمد بن مجاشع التغلبي عن أبيه عن كهيل قال : رأيت علي بن أبي طالب يخوض طين المطر ثم دخل المسجد فصلى ولم يغسل رجليه .

قال : وقال مالك : لا بأس بطين المطر وماء المطر المستنقع في السكك والطرق [ ص: 128 ] وما أصاب من ثوب أو خف أو نعل أو جسد فلا بأس بذلك ، قال : فقلنا له : إنه يكون فيه أرواث الدواب وأبوالها والعذرة ، قال : لا بأس بذلك ما زالت الطرق هذا فيها وكانوا يخوضون المطر وطينه ويصلون ولا يغسلونه .

التالي السابق


الخدمات العلمية