صفحة جزء
قلت : أرأيت إن أعتق شقصا له في عبد وهو معسر فلم يقم عليه شريكه حتى أيسر ؟

قال : بلغني عن مالك أنه كان يقول قديما : إنه يقام عليه ، وأما منذ أدركناه فسألناه عنه غير مرة ووقفته عليه ، فقال لي : إن كان يوم أعتق يعلم الناس والعبد وسيده الذي لم يعتق أنه لو قام عليه لم يقوم عليه لعسره لم أر أن يعتق عليه وإن أيسر بعد ذلك ; لأنه كان حين أعتقه لا مال له إذا علم الناس أنه إنما تركه لعسره ، قال : فقلت لمالك : فإن كان العبد غائبا فلم يقدم حتى أيسر الذي أعتق نصيبه ؟

قال : قال مالك : أرى أن يعتق عليه ولم يره مثله إذا كان حاضرا معه وهو يعلم والناس يعلمون أنه إنما تركه ; لأنه لا مال له ، وأنه ليس ممن يقوم عليه ، وأن العبد حين كان غائبا لا يشبه إذا كان حاضرا ; لأن سيده الذي لم يعتق إنما منعه من أن يقوم على شريكه الذي أعتق لحال غيبة العبد فهو يقوم عليه إذا قدم العبد وهو موسر وإن كان يوم أعتقه معسرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية