صفحة جزء
قلت : أرأيت لو أن نخلة في أرض رجل ، فأردت أن أجدها ، فقال رب الأرض لا أتركك تتخذ في أرضي ، طريقا ؟

قال : لا أرى أن يمنعه من الذهاب إلى نخلته ليجدها أو ليصلحها . قلت : فإن كان رب الأرض قد زرع أرضه كلها ، فأراد أن يخرق زرعه إلى نخلته ، أيكون ذلك له ؟

قال : لا أرى أن يمنع الممر إلى نخلته ، ولا أرى أن يضر صاحب النخلة لرب الأرض في الممر إلى نخلته ، إن له أن يمر ويسلك إلى نخلته هو ومن يجد له ويجمع له ، وليس له أن يجمع نفرا من الناس يفسدون عليه زرعه فيما يتواطئون به من الذهاب إلى نخلته والرجوع . قال : ولقد سئل مالك عن الرجل تكون له الأرض في وسط أرض الرجل ، فزرع الرجل ما حول أرض صاحبه من أرضه ، فأراد صاحب الأرض الوسطى أن يخرق زرع هذا الرجل إلى أرضه ببقره وماشيته ليرعى الخصب الذي في أرضه . قال مالك : لا أرى له ذلك ، وأرى أن يمنع من مضرة صاحبه ; لأنه إن سلك بماشيته في زرع هذا إلى أرضه أفسد عليه زرعه . قال ابن القاسم : وأرى له أن يدخل يحتش خصب أرضه ، ولا يمنع من ذلك ولم أسمعه من مالك .

التالي السابق


الخدمات العلمية