[ ص: 294 ] كتاب القسمة الثاني ما جاء في الشريكين يقتسمان فيجد أحدهما بحصته عيبا أو ببعضها قلت : فلو أن
شريكين اقتسما دورا أو رقيقا أو أرضا أو عروضا ، فأصاب أحدهما بعبد من العبيد عيبا أو ببعض الدور أو ببعض العروض التي صارت في حظه عيبا ، كيف يصنع في قول
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ؟
قال : أرى ذلك مثل البيوع والدور ليس فيها فوت ، فإن كان الذي وجد فيه العيب ، هو وجه ما أخذ في نصيبه وكثرته ، رد ذلك كله ورجع على حقه وردت القسمة ، إلا أن يفوت ما في يدي صاحبه ببيع أو هبة أو حبس أو صدقة أو هدم يكون قد هدم داره فبناها فهذا عند
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك كله فوت . قال : فإن فاتت في يد هذا ، وأصاب هذا الآخر عيبا فإنه يردها ويأخذ من الذي فاتت الدور في يديه نصف قيمة الدور يوم قبضها ، وتكون هذه الدور التي ردها صاحبها بالعيب بينهما ، وإن كانت لم تفت ردت وكانت بينهما على حالها ، واختلاف الأسواق عند
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ليس بفوت في الدور .
قلت : وإن كان الذي وجد به العيب أقل مما في يديه من الذي صار له رده ؟
قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إذا كان الذي وجد به العيب أقل مما في يديه من ذلك ، وليس من أجله اشتراه ; رده ونظر إليه كم هو مما اشترى ، فإن كان السبع أو الثمن رجع إلى قيمة ما في يدي أصحابه وأخذ منهم قيمة نصف سبع ذلك أو نصف ثمنه ذهبا أو ورقا ، ولم يرجع بشيء مما في أيديهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الرجل يبيع الدار ثم يجد المشتري بها عيبا ، أو يستحق منها شيء ، قال : إن كان الذي وجد به عيبا واستحق من الدار الشيء التافه ، مثل البيت يكون في الدار العظيمة أو النخلات تكون في النخل الكثيرة ، فإن ذلك يرجع بحصته من الثمن ويلزمه البيع فيما بقي ، وإن كان جل ذلك رده . فكذلك القسمة والدار الواحدة والدور الكثيرة إذا أصاب بها عيبا ، سواء على ما فسرت لك ، إن كان الذي أصاب العيب يسيرا رد ذلك الذي
[ ص: 295 ] أصاب به العيب بحصته من الثمن ، ويلزمه ما بقي ويرجع على صاحبه بالذي يصيبه من قيمة ما بقي في يده ، ولا يرجع عليه في شيء مما في يديه فيشاركه فيه ، فإنما له قيمة ذلك ذهبا أو ورقا ، كان حظ صاحبه قائما أو فائتا .
قلت : وكذلك لو اقتسماه فأخذ أحدهما في حظه نخلا ودورا ورقيقا وحيوانا ، وأخذ الآخر في حظه بزا وعطرا وجوهرا ، تراضيا بذلك فأصاب أحدهما في بعض ما صار له عيبا ، فأصاب ذلك في الجوهر وحده أو في بعض العطر ، أيكون له أن يرد جميع ما صار له في نصيبه ، أو يرد هذا الذي أصاب به العيب وحده ؟
قال : ينظر في ذلك ، فإن كان الذي أصاب به العيب هو وجه ما صار له ; رد جميعه بحال ما وصفت لك ، وإن لم يكن ذلك رد ذلك وحده بعينه بحال ما وصفت لك .