ما جاء في قسمة الدور والساحة والمرفق بالساحة قلت : أرأيت
الدار تكون بين القوم لهم ساحة ولها بنيان ، كيف يقتسمونها ؟ أيقتسمون البنيان على حدة والساحة على حدة ، أم يقتسمون البنيان ولا يقتسمون الساحة ؟
قال : إذا كانت الساحة على حدة لم يقتسموا البنيان ولا يقتسمون الساحة .
قال : وإذا كانت الساحة ، إذا قسمت مع البنيان كان لكل واحد منهم في حصته من الساحة ما ينتفع به في مدخله ومخرجه ومربط دوابه ومرافقه ، فإن كانت هكذا قسمت الساحة والبنيان جميعا ، وإن كانت الساحة إذا قسمت مع البنيان لا يكون في نصيب كل واحد منهم ما يرتفق به في مدخله ومخرجه وحوائجه ، أو كان واحد منهم لقلة نصيبه من الساحة لا يكون في نصيبه من الساحة ما يرتفق به في مدخله ومخرجه ومرافقه ، وكان بقيتهم يكون في نصيبهم ما يرتفقون به ، فلا تقسم الساحة وتترك الساحة بينهم ويقسم البناء .
قلت : أرأيت إن كان أحدهم قليل النصيب ، فكان الذي يصير له من الساحة قدر مدخله ومخرجه وقدر طريقه فقط ، وبقيتهم يصير حظ كل واحد منهم من الساحة ما ينتفع به فأرادوا القسمة ؟
قال : لا تقسم الساحة ; لأن القليل النصيب إن اقتسموا لم يرتفق بأكثر من المدخل والمخرج وهم يرتفقون بأكثر من ذلك ، وإنما مرتفق الساحة بينهم كلهم القليل النصيب والكثير النصيب في ذلك سواء في الانتفاع بالساحة .
قلت : فإن أراد بعضهم أن يبني في الساحة بناء كان لهم أن يمنعوه ؟
قال : نعم .