صفحة جزء
قلت : أرأيت معادن الذهب والفضة أيؤخذ منها الزكاة ؟ فقال قال مالك : نعم .

قال : وقال مالك في المعادن : ما نيل منها بعمل ففيه الزكاة ، فقيل له : فالندرة توجد في المعادن من غير كبير عمل ؟

قال : أرى فيها الخمس ، فقيل له : إنه قد تكلف فيها عمل ؟

قال : ودفن الجاهلية يتكلف فيه عمل ، فإذا كان العمل خفيفا ثم وجد هذا الذي وصفت لك من الندرة وهي القطعة التي تندر من الذهب والفضة ، فإني أرى فيها الخمس ولا أرى فيها الزكاة .

قال : وقال مالك : وما نيل من المعدن بعمل يتكلف فيه ، وكانت فيه المؤنة حتى أصاب مثل الذي وصفت لك من الندرة فإنما فيه الزكاة .

قال : وقال مالك : ما نيل من المعدن مما لا يتكلف فيه عمل أو تكلف فيه عمل يسير فأصيب فيه مثل هذه الندرة ، ففيه الخمس وما تكلف فيه العمل والمؤنة والطلب ففيه الزكاة .

قال أشهب ، وقال في المعدن : يوجد فيه الذهب النابت لا عمل فيه ، فقال لي : كلما كان من المعادن ففيها الزكاة ، إلا ما لم يتكلف فيها من المؤنة ففيها الخمس ، فكذلك ما وجد فيه من الذهب نابتا لا عمل فيه يكون ركازا ففيه الخمس .

قلت : أرأيت المعادن تظهر في أرض العرب ؟ فقال : ما زالت المعادن تظهر في أرض العرب ويعمل فيها الناس . وتكون زكاتها للسلطان ، وقد ظهرت معادن كثيرة بعد الإسلام فما رأيت ذلك عند مالك يختلف وما كان منها في الجاهلية ، قال : ولو اختلف ذلك عند مالك في أرض العرب أو عند أحد منهم لعلمنا ذلك من قوله إن شاء الله ، وما شأن ما ظهر في الجاهلية وما ظهر في الإسلام إلا شأن واحدة .

قال : وبلغني عن مالك ، أنه سئل عن معادن البربر التي ظهرت في أرضهم ؟ فقال : أرى ذلك للسلطان يليها ويقطع بها لمن يليها ويأخذ منها الزكاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية