لم يخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( صحيحه ) في رفع اليدين غير حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وحديث مالك بن الحويرث ، وقد أفرد للرفع كتابا ، خرج فيه الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة ، وكذلك صنف في الرفع غير واحد من أئمة أهل [ ص: 304 ] الحديث ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=17032ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما .
وسبب اعتنائهم بذلك : أن جميع أمصار المسلمين ، كالحجاز واليمن ومصر والعراق كان عامة أهلها يرون رفع الأيدي في الصلاة عند الركوع والرفع منه ، سوى أهل الكوفة ، فكانوا لا يرفعون أيديهم في الصلاة ، إلا في افتتاح الصلاة خاصة ، فاعتنى علماء الأمصار بهذه المسألة ، والاحتجاج لها ، والرد على من خالفها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : ما اجتمع عليه علماء أهل الحجاز والشام والبصرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه حين يكبر لافتتاح الصلاة ، وحين يكبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، إلا أهل الكوفة ، فإنهم خالفوا في ذلك أئمتهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( كتابه في رفع اليدين ) بعد أن روى الآثار في المسألة : فهؤلاء أهل مكة والمدينة واليمن والعراق قد اتفقوا على رفع الأيدي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي : لا نعلم مصرا من الأمصار تركوا الرفع بأجمعهم في الخفض والرفع منه ، إلا أهل الكوفة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، أنه تناظر هو nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري في هذه المسألة بمكة ، وغضب واشتد غضبه ، وقال للثوري : قم بنا إلى المقام نلتعن أينا على الحق ، فتبسم nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري لما رأى nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي قد احتد ، رضي الله عنهما .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مما اتفق العلماء كلهم على [ ص: 305 ] صحته وتلقيه بالقبول ، وعليه اعتمد أئمة الإسلام في هذه المسألة ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ، وقال : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
كذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق وغيرهم .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، فإنه خرجه في ( كتاب الموطأ ) في ( باب : افتتاح الصلاة ) ، وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يعمل به .
وقد روى عامة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، أنه كان يعمل به ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب وأبو مصعب وأشهب والوليد بن مسلم وسعيد بن أبي مريم .
وإنما روى عنه الرفع عند افتتاح الصلاة خاصة nindex.php?page=showalam&ids=16337ابن القاسم ، قال : وكان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يرى رفع اليدين في الصلاة ضعيفا ، وقال : إن كان ففي الإحرام .
قال محمد بن الحكم : لم يرو أحد عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك مثل رواية nindex.php?page=showalam&ids=16337ابن القاسم .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، عن أحمد بن خالد - وهو : ابن الجباب ، وكان أعلم أهل الأندلس بالفقه والحديث في وقته - ، قال : كان جماعة من أصحابنا يرفعون أيديهم في الصلاة على حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ورواية من روى ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وجماعة لا يرفعون ، على رواية nindex.php?page=showalam&ids=16337ابن القاسم ، ولا يعيب هؤلاء على هؤلاء ، ولا هؤلاء على هؤلاء .
قلت : افترق الناس في هذه المسألة فرقا ثلاثة .
ففرقة منهم : تنكر على من يرفع أو تبدعه ، وهؤلاء عامة فقهاء أهل الكوفة ، حتى غالى بعضهم فجعله مبطلا للصلاة ، وادعى بعضهم أن الرفع نسخ .
[ ص: 306 ] وقد وافقهم بعض المتقدمين من أهل الشام ، حتى ضرب من رفع يديه في صلاته في زمن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز وغضب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من ذلك وأنكره على من فعله وحجبه عنه .
وفرقة : لا ينكرون على واحد من الفريقين ، ويعدون ذلك من مسائل الخلاف السائغ ، ثم منهم من يميل إلى الرفع ، ومنهم من يميل إلى تركه ، ومنهم : nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري .
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في ( كتابه ) عن طائفة كثيرة من الصحابة والتابعين ، أنهم لم يرفعوا أيديهم إلا عند الافتتاح ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر .
وهي رواية nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عنه ، وقد ضعفها nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني وغيرهم .
ومنهم : nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وأصحابهما .
وقد روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود مرفوعا ، وضعف المرفوع عامة أئمة الحديث قديما وحديثا .
وأكثر الصحابة والتابعين على الرفع عند الركوع ، والرفع منه - أيضا - حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاتهم كأن أيديهم المراوح ، إذا ركعوا وإذا رفعوا رءوسهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16486عبد الملك بن أبي سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه سئل عن رفع [ ص: 307 ] اليدين في الصلاة ، فقال : هو شيء يزين به الرجل صلاته ؛ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم في الافتتاح ، وعند الركوع ، وإذا رفعوا رؤوسهم .
وهو قول عامة التابعين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز : إن كنا لنؤدب عليها بالمدينة إذا لم نرفع أيدينا .
وقول عامة فقهاء الأمصار .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد لا يبالغ في الإنكار على المخالف في هذه المسألة :
روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=15202المروذي وغيره ، أنه سئل عمن ترك الرفع يقال : إنه تارك للسنة ؟ قال : لا تقل هكذا ، ولكن قل : راغب عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
ونقل عنه nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني ، قال : الرفع عندنا أكثر وأثبت ، فإن تأول رجل ، فما أصنع ؟
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، فقيل له : إن عندنا قوما يأمروننا برفع اليدين في الصلاة ، وقوما ينهوننا عنه ؟ فقال : لا ينهاك إلا مبتدع ، فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يحصب من لا يرفع .
فلم يبدع إلا من نهى عن الرفع وجعله مكروها ، فأما المتأول في تركه من غير نهي عنه فلم يبدعه .
وقد حمل nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى قول nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : إنه مبتدع ، على من ترك الرفع عند تكبيرة الإحرام ، وهو بعيد .
ونقل جماعة عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في تارك الرفع ، أنه يقال : إنه تارك السنة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى : إنما توقف في ذلك في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15202المروذي متابعة للفظ المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=886015 ( من رغب عن سنتي فليس مني ) ، وإلا ففي [ ص: 308 ] الحقيقة : الراغب عن الرفع هو التارك له .
ونقل حرب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، قال : أنا أصلي خلف من لا يرفع يديه ، والرفع أحب إلي وأصح .
وكلام nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( كتاب رفع اليدين ) له إنما يدل على الإنكار على من أنكر الرفع ، وقال : هو بدعة ، أيضا .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في ( صحيحه ) في الرفع عند الركوع والرفع منه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ومالك بن الحويرث ، أيضا .
وخرجه - أيضا - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=187أبي حميد في عشرة من الصحابة ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه - أيضا .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود - أيضا - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس .
وقد روي من وجوه أخر ، حتى قال بعضهم : رواه قريب من ثلاثين نفسا من الصحابة .
[ ص: 309 ] وقال غيره : رواه نيف وثلاثون من الصحابة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : رواه العشرة المشهود لهم بالجنة .
وفي هذه العبارات تسامح شديد ، وقد ذكرت هذه الأحاديث وطرقها وعللها في ( كتاب شرح nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ) بحمد الله ومنه .
وأحسن من ذلك قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر غير nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وهذه عبارة صحيحة حسنة مليحة .
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره من الحفاظ .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في ( جامعه ) له أربعة عشر راويا عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولم يوجب الرفع عند الركوع والرفع منه ، ويبطل الصلاة بتركه ، إلا شذوذ من الناس من أصحاب داود ونحوهم .
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن معنى رفع اليدين في الصلاة ؟ فقال : هو من إجلال الله .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : فعلته إعظاما لجلال الله ، واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجاء لثواب الله .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في ( مناقبه ) .