قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : قوله : ( إسكاتة ) وزن إفعالة ، من السكوت ، ومعناه : سكوت يقتضي بعده كلاما ، أو قراءة مع قصر المدة فيه ، وإنما أراد ترك رفع الصوت ، ألا تراه يقول : ما تقول في إسكاتك .
قال : وقوله : ( اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد ) ، فإنها أمثال ، ولم يرد أعيان هذه المسميات ، وإنما أراد التوكيد في التطهير ، والثلج والبرد ماءان ، لم تمسهما الأيدي ، ولم يمرس ولم يمتهن .
قال : وفيه مستدل لمن منع من الماء المستعمل ؛ لأنه يقول : إن منزلة الخطايا المغسولة بالماء بمنزلة الأوضار الحالة في الماء والغسولات المانعة من التطهير .
[ ص: 343 ] قال : وعندي في قوله : ( اغسل خطاياي ) عجائب . انتهى ما ذكره .
وكأنه يشير إلى مسألة العصمة ، ولا حاجة إلى ذكرها .
ولما كانت الذنوب تؤثر في القلب دنسا ، وهو المذكور في قوله تعالى : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وتوجب للقلب احترافا ؛ طلب في هذا الدعاء المباعدة بينه وبينها على أقصى وجوه المباعدة ، والمراد : المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والأخروية .
وربما دخل فيه المباعدة بين ما قدر منها ولم يعمله بعد ، فطلب مباعدته منه ، على نحو قوله : ( أعوذ بك من شر ما عملت وما لم أعمل ) .
وطلب - أيضا - أن ينقي قلبه من دنسها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
وطلب - أيضا - إطفاء حرارتها وحريقها للقلب بأعظم ما يوجد في الدنيا إنقاء وتبريدا ، وهو الماء والثلج والبرد .
ولما كانت الصلاة صلة بين العبد وربه ، وكان المصلي يناجي ربه ، وربه يقربه منه ، لم يصلح للدخول في الصلاة إلا من كان طاهرا في ظاهره وباطنه ؛ ولذلك شرع للمصلي أن يتطهر بالماء ، فيكفر ذنوبه بالوضوء ، ثم يمشي إلى المساجد فيكفر ذنوبه بالمشي ، فإن بقي من ذنوبه شيء كفرته الصلاة .
قال سليمان الفارسي : الوضوء يكفر الجراحات الصغار ، والمشي إلى المسجد يكفر أكثر من ذلك ، والصلاة تكفر أكثر من ذلك .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي وغيره .
فإذا قام المصلي بين يدي ربه في الصلاة وشرع في مناجاته ، شرع له أول ما [ ص: 345 ] يناجي ربه أن يسأل ربه أن يباعد بينه وبين ما يوجب له البعد من ربه ، وهو الذنوب ، وأن يطهره منها ؛ ليصلح حينئذ للتقريب والمناجاة ، فيستكمل فوائد الصلاة وثمراتها من المعرفة والأنس والمحبة والخشية ، فتصير صلاته ناهية له عن الفحشاء والمنكر ، وهي الصلاة النافعة .
وقد روي ، أنه صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من صلاة لا تنفع .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار في ( مسنده ) بإسناد فيه ضعف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا : ( إذا صلى أحدكم فليقل : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بيني وبين المشرق والمغرب ، اللهم إني أعوذ بك أن تصد عني وجهك يوم القيامة ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أحيني مسلما وتوفني مسلما ) .
وهذا حديث غريب .
والاستعاذة من الإعراض مناسبة لهذا المقام ؛ فإن المصلي قائم بين يدي الله لمناجاته ، فيحسن أن يستعيذ به من أن يعرض بوجهه عنه .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة جواز التفدية بالأبوين ، وفيه كلام يذكر في موضع آخر إن شاء الله تعالى .
فقال كثير منهم : يستحب استفتاح الصلاة بقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ) .
[ ص: 346 ] صح هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، روي عنه من وجوه كثيرة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق في رواية .
وقد روي في ذلك أحاديث مرفوعة من وجوه متعددة ، أجودها : من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : نذهب فيه إلى حديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وقد روي فيه من وجوه ليست بذاك ، فذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
فصرح بأن الأحاديث المرفوعة ليست قوية ، وأن الاعتماد على الموقوف عن الصحابة ؛ لصحة ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، عن عبد الله بن أبي الخليل ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا حين افتتح الصلاة قال : لا إله إلا أنت سبحانك إني قد ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، فاغفر ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه افتتح الصلاة ، فقال : الله أكبر كبيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا ، اللهم اجعلك أحب شيء إلي ، وأخشى شيء عندي .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان [ ص: 347 ] يستفتح بذلك ، خرجه في ( أبواب : صلاة الليل ) .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وعنده : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح به في الصلاة المكتوبة .
وفي إسناده مقال .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من وجه آخر كذلك .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية محمد بن مسلمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا يقول ذلك .
وممن ذهب إلى الاستفتاح بهذا : nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ، في رواية .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أنه كان يستفتح به من وجه منقطع .
وظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وبعض أصحابه : أنه يستفتح به كله الإمام وغيره .
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق - في رواية - وطائفة من الشافعية ، ومنهم : nindex.php?page=showalam&ids=11817أبو إسحاق المروزي ، وطائفة قليلة من أصحابنا .
وقد ورد في الجمع بينهما أحاديث غير قوية الأسانيد .
وكل هذا على وجه الاستحباب ، فلو لم يستفتح الصلاة بذكر ، بل بدأ بالقراءة صحت صلاته ، ولو استفتح بشيء مما ورد حصلت به سنة الاستفتاح عند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره من العلماء ، ولو كان الأفضل عند بعضهم غيره .
[ ص: 348 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني : ما أحسن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الاستفتاح - يعني : الحديث الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا - فقيل له : فإن بعض الناس يقول : هذا كلام ؟ فقال - متعجبا - : وهل الدعاء إلا كلام في الصلاة ويجوز .
والمنكر لهذا هو من يقول من الكوفيين : إنه لا يجوز الدعاء في الصلاة إلا بلفظ القرآن ، فأما الثناء على الله فمتفق على جوازه في الصلاة .
وهذا مما يرجح به الاستفتاح ب : ( سبحانك اللهم وبحمدك ) ؛ لاشتماله على أفضل الكلام ، فإنه إذا جمع مع التكبير صار متضمنا لقول : ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهن : ( إنهن أفضل الكلام بعد القرآن ) .
وذهبت طائفة قليلة : إلى أن من ترك الاستفتاح عمدا أعاد صلاته ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة وغيره من أصحابنا ، وربما حكي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
وقال الحكم : إذا قال : سبحان الله حين يفتتح الصلاة والحمد لله ، أجزأه .
وهذا يشعر بوجوبه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : إن تركه عمدا فهو مسيء ، ولا يتبين لي إيجاب الإعادة ؛ لما ذكر في غير حديث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر قرأ فاتحة الكتاب .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن بعض أهل الكوفة : أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب يعمل به في التطوع دون الفريضة .
وكذلك خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في ( أبواب قيام الليل ) .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - في رواية ابن منصور - : أنا أذهب إلى قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وإن قال كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس ، وعامة ما قال في صلاة الليل .
[ ص: 349 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم : ذكرت ذلك لسعيد بن عبد العزيز ، فأخبرني عن المشيخة ، أنهم كانوا يقولون هؤلاء الكلمات حين يقبلون بوجوههم إلى القبلة ، قبل تكبيرة الاستفتاح - يعني : وجهت وجهي - قال : ثم يتبعون تكبيرة الاستفتاح ب : ( سبحانك وبحمدك ) إلى آخره .
وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك إلى أنه لا يشرع الاستفتاح في الصلاة ، بل يتبع التكبير بقراءة الفاتحة .
وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد - في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل - عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وأصحابه .
وهذا غريب .
واستدل لمن ذهب إلى هذا القول بظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا في أول الباب .
وقد تقدم عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ، أنه استدل به على أن الاستفتاح غير واجب .
وحمله آخرون على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتركه أحيانا ؛ ليبين أنه غير واجب .
وحمله آخرون على أن المراد به : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بقراءة الفاتحة قبل السورة ، ولم يرد به نفي الاستفتاح والتعوذ ، فالمراد به - حينئذ - استفتاح قراءة الصلاة بالفاتحة .
وعلى هذا حمله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه .
ويدل عليه : أن nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي خرج هذا الحديث من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12119أبي عوانة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة ب : الحمد لله رب العالمين ولو كانت رواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة التي خرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ظاهرها في افتتاح الصلاة لدلت على أن الصلاة تفتتح بكلمة : الحمد لله رب العالمين دون التكبير ، ولم يقل أحد : إن هذا هو المراد من [ ص: 350 ] هذا الحديث .
وخرجه - أيضا - من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وزاد : قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : فقلت لقتادة : أسمعته من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ؟ قال : نعم ، نحن سألناه عنه .
ففي هذه الرواية : تصريح nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بسماعه له من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فبطل بذلك تخيل من أعل الحديث بتدليس nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم - أيضا - من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة ، أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات ، يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يذكر ذلك .
[ ص: 351 ] فهذه الرواية صحيحة ، متصلة الإسناد بالسماع المتصل عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وقد روي حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بألفاظ أخر .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طرق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، بنحوه .
ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان وهمام عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة - أيضا - بنحوه .
ومن طريق زيد بن الحباب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وقال في حديثه : فلم أسمع أحدا منهم يجهر ب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة وحجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، ولفظه : فلم أسمع أحدا منهم يجهر بها .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16770غندر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، ولفظه : لم يكونوا يستفتحون الصلاة ب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قلت لقتادة : أسمعته من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ؟ قال : نعم ، ونحن سألناه عنه .
[ ص: 352 ] ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، فقال : عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، بنحو هذا اللفظ .
وأخطأ في قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ) ، إنما هو : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ) ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في ( كتاب العلل ) .
وقيل : إن الخطأ من عمار بن رزيق ، راويه عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وحميد وثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس من وجه آخر فيه نظر .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن حماد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة في ( كتابه ) كذلك ، إلا أنه قال : لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد في روايته : النبي صلى الله عليه وسلم .
يعني : أن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميدا وحده وقفه ، ولم يرفعه .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في ( الموطأ ) عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : قمت وراء nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فكلهم لا يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إذا افتتح الصلاة .
وقد رفعه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم وأبو قرة الزبيدي وإسماعيل بن موسى [ ص: 353 ] nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب ، من رواية ابن أخيه عنه .
والصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد لم يرفعه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني جماعة رووه عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ورفعوه ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر nindex.php?page=showalam&ids=16008وابن عيينة والثقفي وأبو بكر بن عياش ومروان بن معاوية وغيرهم .
ثم قال : والمحفوظ : أن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميدا رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وشك في رفعه ، وأخذه عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا .
وروي من وجه آخر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس من وجوه أخر ، منها : عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة وثمامة وعائذ بن شريح وغيرهم .
وقد اعترض طائفة من العلماء على هذا ، بأن حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس اختلفت ألفاظه ، والمحفوظ من ذلك رواية من قال : كان يفتتح الصلاة - أو القراءة - [ ص: 354 ] ب : الحمد لله رب العالمين كما هي الرواية التي خرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهذه الرواية تحتمل أن المراد : افتتاح القراءة بقراءة سورة الفاتحة دون غيرها من السور .
وزعم nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : أن عامة أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة رووه عنه كذلك ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب وحميد ، وأنه المحفوظ عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وكذلك رواه جماعة عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن أبي عمر الحوضي ، عنه ، كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
وكذلك ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد خالفوا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا في لفظ حديثه الذي خرجه في ( الموطأ ) ، وقالوا : كانوا يفتتحون قراءتهم ب : الحمد لله رب العالمين وذكر منهم سبعة أو ثمانية ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة والفزاري والثقفي .
والجواب عن ذلك : أن ما ذكروه من اختلاف ألفاظ الرواية يدل على أنهم كانوا يروون الحديث بالمعنى ، ولا يراعون اللفظ ، فإذا كان أحد الألفاظ محتملا ، والآخر صريحا لا احتمال فيه ، علم أنهم أرادوا باللفظ المحتمل هو ما دل عليها اللفظ الصريح الذي لا احتمال فيه ، وأن معناهما عندهم واحد ، وإلا لكان الرواة قد رووا الحديث الواحد بألفاظ مختلفة متناقضة ، ولا يظن ذلك بهم مع علمهم وفقههم وعدالتهم وورعهم .
لا سيما وبعضهم قد زاد في الحديث زيادة تنفي كل احتمال وشك ، وهي عدم ذكر قراءة البسملة في القراءة ، وهذه زيادة من ثقات عدول حفاظ ، تقضي على كل لفظ محتمل ، فكيف لا تقبل ؟ لا سيما وممن زاد هذه الزيادة nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي فقيه أهل الشام وإمامهم وعالمهم ، مع ما اشتهر من بلاغته وفصاحته وبلوغه الذروة العليا من ذلك .
[ ص: 355 ] والذي روى نفي قراءة البسملة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد هو nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك مالك في فقهه وعلمه وورعه وتحريه في الرواية ، فكيف ترد روايته المصرحة بهذا المعنى برواية شيوخ ليسوا فقهاء لحديث nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد بلفظ محتمل ؟
فالواجب في هذا ونحوه : أن تجعل الرواية الصريحة مفسرة للرواية المحتملة ؛ فإن هذا من باب عرض المتشابه على المحكم ، فأما رد الروايات الصريحة للرواية المحتملة فغير جائز ، كما لا يجوز رد المحكم للمتشابه .
ومن زعم أن ألفاظ الحديث متناقضة فلا يجوز الاحتجاج به فقد أبطل ، وخالف ما عليه أئمة الإسلام قديما وحديثا في الاحتجاج بهذا الحديث والعمل به .
وأيضا ؛ فأي فائدة في رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أو غيره : أن القراءة تفتتح بفاتحة الكتاب ، فتقرأ الفاتحة قبل السورة ، وهذا أمر معلوم من عمل الأمة ، لم يخالف فيه منهم أحد ، ولا اختلف فيه اثنان ، لا يحتاج إلى الإخبار به ، كما أن أحدا من الصحابة لم يرو في أمور الصلاة ما كان مقررا عند الأمة ، لا يحتاج إلى الإخبار به ، مثل عدد الركعات بعد استقرارها أربعا ، ومثل الجهر فيما يجهر به والإسرار فيما يسر ، ونحو ذلك مما لا فائدة في الإخبار به .
فكذلك ابتداء القراءة بالفاتحة ، لا يحتاج إلى الإخبار به ، ولا إلى السؤال عنه ، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=9أنس يسأل عن هذا - كما قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : نحن سألناه عنه ، وقد تقدم - وكان يقول - أحيانا - : ما سألني عن هذا أحد .
وروي عنه ، أنه قال : ما أحفظه .
وهذا يدل على أنه مما يخفى على السائل والمسئول ، ولو كان السؤال عن الابتداء بقراءة الفاتحة لم يخف على سائل ولا مسئول عنه .
فخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : [ ص: 356 ] بأي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح القراءة ؟ قال : إنك لتسألني عن شيء ما سألني عنه أحد .
ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس ... ، فذكره .
قال : وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل - يعني : ابن علية - ، ثنا سعيد بن يزيد ، أنا قتادة - أبو مسلمة - قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=9لأنس
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : وحدثنا غسان بن مضر ، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد ، قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أو الحمد لله رب العالمين ؟ فقال : إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ، أو ما سألني عنه أحد قبلك .
وخرجه من هذا الوجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وصحح إسناده .
وقد ذكرنا أنه مختلف فيه ، وعلى تقدير أن يكون محفوظا ، فالمراد : هل كان يقرأ البسملة في نفسه ، أم لا ؟ فلم يكن عنده منه علم ؛ لأنه لم يسمع قراءتها ، فلا يدري : هل كان يسرها ، أم لا ؟
وأيضا ؛ فقد شك الراوي : هل قال : ( لا أحفظه ) ، أو ( ما سألني عنه أحد قبلك ) ، فالظاهر : أنه إنما قال : ( ما سألني عنه أحد قبلك ) ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، كما تقدم .
وعلى تقدير أن يكون قال : ( ما أحفظه ) ، فيجوز أن يكون نسي ما أخبر به [ ص: 357 ] nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره من قبل ذلك ، ويكون قال ذلك عند كبره وبعد عهده بما سئل عنه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : من حفظ عنه حجة على من سأله في حال نسيانه . والله أعلم .
فإن قيل : فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان كانوا يستفتحون بأم القرآن ، فيما يجهر فيه .
وهذا صريح في أن المراد ابتداء القراءة بفاتحة الكتاب .
قيل : ليس المراد الإخبار بأنهم كانوا يقرأون أم القرآن قبل سور سواها ؛ فإن هذا لا فائدة فيه ، إنما المراد : أنهم كانوا لا يقرأون قبل أم القرآن شيئا يجهرون به في الصلاة ، فدخل في ذلك البسملة ؛ فإنها ليست من أم القرآن .
nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي إمام فقيه عالم بما يروي ، فرواياته كلها متفقة .
والثاني : أن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي كان يأخذ بهذا الحديث الذي رواه ، ولا يرى قراءة البسملة قبل الفاتحة سرا ولا جهرا ، وسنذكر قوله في ذلك فيما بعد إن شاء الله سبحانه وتعالى .
وقد عارض بعضهم حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس هذا بما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ( فضل [ ص: 358 ] القرآن ) من ( صحيحه ) هذا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16710عمرو بن عاصم ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : سئل nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كانت مدا ، ثم قرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، يمد ب : ( بسم الله ) ، ويمد ب : ( الرحمن ) ويمد ب : ( الرحيم ) .
وخرجه - أيضا - من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، إلى قوله : ( مدا ) ، ولم يذكر : ( ثم قرأ ) وما بعده .
وقد ذكر ابن أبي خيثمة في ( كتابه ) : أن nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين سئل عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير هذا ، فقال : ليس بشيء .
قلت : وروايات nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة فيها مناكير ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ويحيى وغير واحد .
وقد تابعه على هذا : nindex.php?page=showalam&ids=17258همام .
قال : وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة مرسلا ، وهو أشبه ، ذكره في ( العلل ) .
وفي الجملة ؛ فتفرد nindex.php?page=showalam&ids=16710عمرو بن عاصم عن nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بذكر البسملة في هذا الحديث .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بدون هذه الزيادة .
خرجه أبو الحسين ابن المظفر في ( غرائب nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ) .
[ ص: 359 ] وعلى تقدير أن تكون محفوظة ، فليس في الحديث التصريح بقراءته في الصلاة ، فقد يكون وصف قراءته في غير الصلاة ، ويحتمل - وهو أشبه - أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أو nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) على هذا الوجه ، وأراد تمثيل قراءته بالمد ، ولم يرد به حكاية عين قراءته للبسملة .
ويشهد لهذا ما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، ذكرت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين ) يقطع قراءته آية آية .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ولم يذكر في أوله البسملة ، وزاد : وكان يقرأها : ملك يوم الدين .
وقراءة هذه الآيات على هذا الوجه إنما هو من حكاية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج لحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، وقولها : nindex.php?page=hadith&LINKID=72743كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية ، كذلك قاله nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو داود السجستاني ، حكاه عنهما أبو بكر بن أبي داود في كتابه ( المصاحف ) .
وكذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16337ابن القاسم ، وقالوا : nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج هو الذي قرأ ( ملك ) ، وليس ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة .
ففي هذه الرواية تصريح nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج بأن هذه القراءة إنما هي حكاية ما قرأ لهم nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة .
وفي لفظ الحديث اختلاف في ذكر البسملة وإسقاطها .
وفي إسناده - أيضا - اختلاف ؛ فقد أدخل nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد في روايته عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة بينه وبين nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : يعلى بن مملك ، وصحح روايته nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في يعلى هذا : ليس بمشهور .
وقال بعضهم : عن يعلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
وقد ذكر الاختلاف فيه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في ( علله ) ، وذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=16684عمر بن هارون زاد فيه : عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وعد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية .
وعمر بن هارون ، لا يلتفت إلى ما تفرد به .
وقد يكون nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عدها آية أو nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة .
ومن زعم أنه صحيح ؛ لتخريج nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة له ، فقد وهم .
ومن زعم من متقدمي الفقهاء أن nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج كذلك وأنه أخبره به عنه غير واحد فقد وهم ، ورواه بالمعنى الذي فهمه هو ، وهو وأمثاله من الفقهاء يروون بالمعنى الذي يفهمونه ، فيغيرون معنى الحديث .
وحديث حفص مشهور ، مخرج في المسانيد والسنن باللفظ المشهور .
وقد ادعى طائفة أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وإسحاق بن أبي طلحة ومن تابعهما عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس كما تقدم معارض بروايات أخر عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، تدل على الجهر بالبسملة ، فإما أن [ ص: 361 ] تتعارض الروايات وتسقط ، أو ترجح رواية الجهر ؛ لأن الإثبات مقدم على النفي .
فروى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : نا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره ، أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال : صلى nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بالمدينة صلاة ، فجهر فيها بالقراءة ، فقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لأم القرآن ، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ، ولم يكبر حتى قضى تلك ، فلما سلم ناداه من شهد ذلك من المهاجرين من كل مكان : يا nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، أسرقت الصلاة ، أم نسيت ؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) للسورة التي بعد أم القرآن ، وكبر حين يهوي ساجدا .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج بهذا الإسناد ، وقال فيه : فلم يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) لأم القرآن ، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - أيضا - عن إبراهيم بن محمد - هو : ابن أبي يحيى - ، حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قدم المدينة فصلى بهم ، ولم يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ولم يكبر إذا رفع .
ورواه - أيضا - عن يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، فذكر بنحوه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وأحسب هذا الإسناد أحفظ من الإسناد الأول .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، عن ابن خثيم ، عن إسماعيل [ ص: 362 ] بن عبيد بن رفاعة ، عن أبيه ، عن جده ، أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية قدم المدينة .
قال : ويحتمل أن يكون ابن خثيم سمعه منهما ، والله أعلم . انتهى .
فعلى طريقة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في ترجيح الإسناد الثاني على الحديث ، ليس هذا الحديث من رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك بالكلية ، فلا يكون معارضا لروايات nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الصحيحة الثابتة .
وعلى التقدير الآخر ، فليس هذا الحديث مرفوعا ، وإنما فيه إنكار من كان حاضرا تلك الصلاة من المهاجرين ، وإنما حضر ذلك قليل منهم ؛ فإن أكابرهم توفوا قبل ذلك ، فغاية هذا : أن يكون موقوفا على جماعة من الصحابة ، فكيف ترد به الرواية المرفوعة ، وليس فيه تصريح بإنكار ترك الجهر بالبسملة ، بل يحتمل أنهم إنما أنكروا قراءتها في الجملة ، وذلك محتمل بأن يكون nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية وصل تكبيرة الإحرام بقراءة : الحمد لله رب العالمين من غير سكوت بينهما يتسع للبسملة ، ثم وصل الفاتحة بقراءة سورة من غير سكوت يتسع للبسملة .
ورواية nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج صريحة في أن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لم يقرأ البسملة مع الفاتحة - أيضا - فيدل هذا على اتفاقهم على أن البسملة ليست من الفاتحة ، وإلا لأمروه بإعادة الصلاة ، أو لأعادوا هم صلاتهم خلفه .
وبكل حال ؛ المضطرب إسناده وألفاظه لا يجوز أن يكون معارضا لأحاديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الصحيحة الصريحة .
وقد تفرد بهذا الحديث عبد الله بن عثمان بن خثيم ، وليس بالقوي ؛ ترك حديثه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي .
ومن العجب ، قول بعضهم : يكفي أن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما خرج له ، مع طعنه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في ( صحيحه ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس المصرح بنفي قراءة البسملة .
[ ص: 363 ] وقوله : إنه معلول غير ثابت ، بغير حجة ولا برهان ، نعوذ بالله من اتباع الهوى .
فإن قيل : فقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أحاديث صريحة في الجهر بالبسملة :
فروى nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم ) .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في ( المستدرك ) من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12322أصبغ بن الفرج ، عن حاتم ، به .
وقال : رواته ثقات .
قلت : هذا لا يثبت ؛ فقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من طريق آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16100شريك بن عبد الله عن إسماعيل المكي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فذكره .
فتبين بهذه الرواية أنه سقط من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من إسناده رجلان : أحدهما إسماعيل المكي ، وهو : ابن مسلم ، متروك الحديث ، لا يجوز الاحتجاج به .
وخرج - أيضا - بإسناد منقطع وجادة وجدها في كتاب عن محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني ، أنه صلى خلف nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان ، فكان يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم وقال : إني ما آلو أن أقتدي بصلاة المعتمر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 364 ] وهذا لا يثبت ؛ لوجوه :
منها : انقطاع أول إسناده .
ومنها : أنه ليس فيه تصريح برواية nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر للجهر بالبسملة بهذا الإسناد ، وإنما فيه اقتداء كلي في الصلاة ، ومثل هذا لا يثبت به نقل تفاصيل أحكام الصلاة الخاصة .
خرجه من طريقه كذلك nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وقال : هذا حديث ضعيف .
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال : إسناده ليس بذاك ، وقال : إسماعيل بن حماد ، هو : ابن أبي سليمان ، وأبو خالد ، هو : الوالبي ، كذا قال .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد - في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل - : إسماعيل بن حماد ليس به بأس ، ولا أعرف أبا خالد ، يعني : أنه غير الوالبي .
كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي ، قال : إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان حديثه غير محفوظ - يعني : هذا الحديث - ، ويحكيه عن مجهول كوفي .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي في ( كتابه ) من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر ، كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وغيره .
وخرج - أيضا - من طريق آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر ، قال : سمعت ابن حماد ، عن عمران بن خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
ثم قال : هذا الحديث لا يرويه غير nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر ، وهو غير محفوظ ، سواء [ ص: 365 ] قال : عن أبي خالد ، أو عمران بن خالد ؛ جميعا مجهولان .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : هذا الحديث -والله أعلم- إنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس من فعله لا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أن محمد بن المتوكل لم يخرج له في ( الصحيح ) ، وقد تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي وغيره ولينوه ، وهو كثير الوهم .
وقد روي عنه هذا الحديث على وجه آخر :
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن عبد الله بن وهيب الغزي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16887محمد بن أبي السري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17116معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=932501أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسر بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر .
فهذه الرواية المتصلة الإسناد أولى من تلك المنقطعة .
وتخريج هذا في ( المستدرك ) من المصائب ، ومن يخفى عليه أن هذا كذب على nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وأنه لم يحدث به على هذا الوجه قط ؛ إنما روى عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان كانوا لا يقرأون : بسم الله الرحمن الرحيم .
[ ص: 366 ] هكذا خرجه في ( الموطأ ) ، ورواه عنه جماعة ، وذكروا فيه النبي صلى الله عليه وسلم - أيضا - ، وقد سبق ذكر ذلك .
فمن اتقى وأنصف علم أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الصحيح الثابت لا يدفع بمثل هذه المناكير والغرائب والشواذ التي لم يرض بتخريجها أصحاب الصحاح ، ولا أهل السنن ، مع تساهل بعضهم فيما يخرجه ، ولا أهل المسانيد المشهورة مع تساهلهم فيما يخرجونه .
وإنما جمعت هذه الطرق الكثيرة الغريبة والمنكرة لما اعتنى بهذه المسألة من اعتنى بها ، ودخل في ذلك نوع من الهوى والتعصب ، فإن أئمة الإسلام المجتمع عليهم إنما قصدوا اتباع ما ظهر لهم من الحق وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن لهم قصد في غير ذلك رضي الله عنهم ، ثم حدث بعدهم من كان قصده أن تكون كلمة فلان وفلان هي العليا ، ولم يكن ذلك قصد أولئك المتقدمين ، فجمعوا وكثروا الطرق والروايات الضعيفة والشاذة والمنكرة والغريبة ، وعامتها موقوفات رفعها من ليس بحافظ ، أو من هو ضعيف لا يحتج به ، أو مرسلات وصلها من لا يحتج به ، مثلما وصل بعضهم مرسل nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في هذا ، فجعله عنه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ووصله باطل قطعا .
والعجب ممن يعلل الأحاديث الصحيحة المخرجة في ( الصحيح ) بعلل لا تساوي شيئا ، إنما هي تعنت محض ، ثم يحتج بمثل هذه الغرائب الشاذة المنكرة ، ويزعم أنها صحيحة لا علة لها .
وقد اعتنى بهذه المسألة وأفردها بالتصنيف كثير من المحدثين ، منهم : محمد بن نصر ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني ، وأبو بكر الخطيب ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، وغيرهم من المتأخرين .
ولولا خشية الإطالة لذكرنا كل حديث احتجوا به ، وبيان أنه لا حجة فيه [ ص: 367 ] على الجهر ؛ فإنها دائرة بين أمرين : إما حديث صحيح غير صريح ، أو حديث صريح غير صحيح .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وغيرهم .
وسعيد وخالد ، وإن كانا ثقتين ، لكن قال أبو عثمان البرذعي في ( علله عن nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي ) ، أنه قال فيهما : ربما وقع في قلبي من حسن حديثهما .
قال : وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : أخاف أن يكون بعضها مراسيل ، عن ابن أبي فروة وابن سمعان .
يعني : مدلسة عنهما .
ثم هذا الحديث ليس بصريح في الجهر ، إنما فيه أنه قرأ البسملة ، وهذا يصدق بقراءتها سرا .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في ( باب : ترك الجهر بالبسملة ) .
وعلى تقدير أن يكون جهر بها ، فيحتمل أن يكون جهر بها ليعلم الناس استحباب قراءتها في الصلاة ، كما جهرnindex.php?page=showalam&ids=2عمر بالتعوذ لذلك .
وأيضا ؛ فإنه قال : قرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم قرأ بأم القرآن ، وهذا دليل على أنها ليست من أم القرآن ، وإنما تقرأ قبل أم القرآن تبركا بقراءتها .
وأيضا ؛ فليس في الحديث تصريح بأن جميع ما فعله nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة في هذه [ ص: 368 ] الصلاة نقله صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما فيه أن صلاته أشبه بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم من غيره .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث أبي أويس ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا أم الناس قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم .
وهذا مما تفرد به أبو أويس ، وقد تكلم فيه ، وإن خرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ووثقه غير واحد .
وليس - أيضا - بصريح في الجهر ، بل يحتمل أنه كان يقرأها سرا .
وقد روي بهذا الإسناد بعينه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بها ، وسنذكره .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر بهذا الإسناد : التصريح بالجهر بها ، بإسناد فيه النضر بن سلمة ، شاذان ، وهو متهم بالكذب .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني - أيضا - من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11942أبي بكر الحنفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر ، عن نوح بن أبي بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=63787إذا قرأتم ( الحمد ) فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ إنها أحد آياتها ) ، وذكر فيه فضل الفاتحة ، قال الحنفي : لقيت نوحا ، فحدثني عن nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بمثله ، ولم يرفعه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في ( علله ) أن وقفه أشبه بالصواب .
قلت : ويدل على صحة قوله : أن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب روى الحديث في فضل الفاتحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15985المقبري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا ، ولم يذكر فيه : البسملة .
وظن بعضهم أنه إسناد صحيح ، وليس كذلك ؛ فإن السراج وهم في قوله في إسناده : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر ) ، إنما هو ( nindex.php?page=showalam&ids=12158أبو معشر ) ، كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني والخطيب ، وقبلهما nindex.php?page=showalam&ids=13779أبو بكر الإسماعيلي في ( مسند nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر ) ، وحكاه عن أبي بكر بن عمير الحافظ .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : الصواب nindex.php?page=showalam&ids=12158أبو معشر .
وأبو معشر ، هو نجيح السندي ، ضعيف جدا .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=700068كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتان : سكتة إذا قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم وسكتة إذا فرغ من القراءة ، فأنكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين ، فكتبوا إلى nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، فكتب : أن صدق nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة .
ورواة هذا الحديث كلهم ثقات ، كما ذكره غير واحد ، لكن سماع nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن من nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة مختلف فيه .
وإن ثبت فهو دليل على الإسرار بالبسملة ، لا على الجهر ؛ لأنه صرح بأن سكتته الأولى كانت إذا قرأ البسملة ، ومراده : إذا أراد قراءتها ، فدل على أنه كان يقرأها في السكتة الأولى ، وإلا فلا يقول أحد : إن السنة أن يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) جهرا ، ثم يسكت بعد ذلك سكتة ، ثم يقرأ الفاتحة ، ولا نقل هذا أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا قال به قائل .
وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة ، وفسر nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة [ ص: 370 ] السكتتين : إذا دخل في الصلاة ، وإذا فرغ من القراءة .
وفي رواية قال : سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وغيره .
وخرج - أيضا - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة ، قال : حفظت سكتتين في الصلاة : سكتة إذا كبر الإمام حتى يقرأ ، وسكتة إذا فرغ .
ففي هذه الروايات كلها : تصريح بأن السكتة كانت بين التكبير والقراءة ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وهذه زلة عظيمة ؛ فإن عبد الله بن عمرو بن حسان هذا هو الواقعي ، نسبه nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني إلى الوضع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : كان يكذب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : كان لا يصدق .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني هذا الحديث من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11869أبي الصلت الهروي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك ، وقال فيه : يجهر في الصلاة .
وأبو الصلت هذا ، متروك .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في ( أوسطه ) من طريق يحيى بن طلحة اليربوعي ، عن [ ص: 371 ] nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام بهذا الإسناد ، ولفظ حديثه : nindex.php?page=hadith&LINKID=932500كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم هزأ منه المشركون ، وقالوا : محمد يذكر إله اليمامة ، وكان مسيلمة يتسمى الرحمن ، فلما نزلت هذه الآية أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يجهر بها .
وهذا لو صح لدل على نسخ الجهر بها ، ولكن الصحيح أنه مرسل ، كذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ، ثنا شريك بن عبد الله بن سنان ، عن سالم الأفطس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال : نزلت في : بسم الله الرحمن الرحيم وذكر الحديث بمعناه مرسلا .
كذا خرجه عنه المفضل الغلابي في ( تاريخه ) .
وكذا خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في ( المراسيل ) عن عباد بن موسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن العوام ، وعنده : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفائها ، فما جهر بها حتى مات .
وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد ، مرسلا .
وهو أصح .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ، موصولا ، ولا يصح .
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في ( المعرفة ) .
وروى عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن عبد الكريم الجزري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، فأراد أن يقرأ ، قال : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : قد رفعه غيره أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، ولا يصح ؛ لأنه [ ص: 372 ] موقوف على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر من فعله ، كذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع ويزيد الفقير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : الصواب موقوف .
وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي في ( كتابه ) : لا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند .
يعني : مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وحكي مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
وما ينقل عنه في ( سننه ) من تصحيح أحاديث في هذا الباب ، فلا توجد في جميع النسخ ، بل في بعضها ، ولعله من زيادة بعض الرواة .
وفي ترك الجهر بها حديث nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، وهو شاهد لحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وهو من رواية أبي نعامة الحنفي ، nindex.php?page=hadith&LINKID=662597عن ابن عبد الله بن مغفل ، قال : سمعني أبي وأنا في الصلاة أقول : بسم الله الرحمن الرحيم فقال : أي بني ، محدث ، إياك والحدث ، قال : ولم أر أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الإسلام - يعني : منه - ، قال : وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ومع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ومع nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقولها ، إذا أنت صليت فقل : الحمد لله رب العالمين
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وقال : حديث حسن .
وأما هذا الحديث ، فقد رواه عن ابن عبد الله بن مغفل ، عن أبيه .
وابن عبد الله بن مغفل ، يقال : اسمه : يزيد .
وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ، عن أبي سفيان ، عن يزيد بن عبد الله بن مغفل ، عن أبيه .
وكذلك خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في ( كتاب الشافي ) له من طريق حمزة الزيات ، عن أبي سفيان ، عن يزيد بن عبد الله بن مغفل ، قال : صلى بنا إمام فجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم فقال له أبي : تأخر عن مصلانا ، تجنب عنا هذا الحرف الذي أراك تجهر به ؛ فإني صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر فلم يجهروا بها ، قال له رجل : nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ؟ فسكت .
ويزيد هذا ، لم نعلم فيه جرحا ، وقد حسن حديثه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
وما قاله طائفة من المتأخرين : إنه مجهول ، كابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر ، فقد علله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، بأنه لم يرو عنه إلا واحد فيكون مجهولا ، يجاب عنه : بأنه قد روى عنه اثنان ، فخرج بذلك عن الجهالة عند كثير من أهل الحديث .
كذا رواه غير واحد عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان .
وخالفهم nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، فرواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
ووهم فيه ، إنما هو أبو نعامة ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
ثم اختلف الحفاظ :
[ ص: 374 ] فمنهم من قال : الأشبه بالصواب رواية من رواه عن أبي نعامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5078ابن مغفل ، عن أبيه ، ومنهم : nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، وكلام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد يدل عليه أيضا ، قالوا : لأنه رواه ثلاثة عن أبي نعامة بهذا الإسناد ، وهم : nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري وعثمان بن غياث وراشد الحراني ، فقولهم أولى من قول nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء وحده .
ومنهم من قال : يجوز أن يكون القولان عن أبي نعامة صحيحين .
ومن العجائب تأويل بعضهم لحديث nindex.php?page=showalam&ids=5078ابن مغفل على مثل تأويله لحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وأن المراد افتتاحهم بالفاتحة .
وهذا إسقاط لفائدة أول الحديث وآخره ، والسبب الذي لأجله رواه nindex.php?page=showalam&ids=5078ابن مغفل ، وإنما الصواب عكس هذا ، وهو حمل حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس على مثل ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=5078ابن مغفل .
وروى عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17193نافع بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجهر في صلاته ب : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في ( علله ) .
وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات مشهورون ، ولكن له علة ، وهي : أن هذا الحديث قطعة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم في صفة تكبير النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه في الصلاة ، وقد رواه الثقات عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، عن عاصم العنزي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17193نافع بن جبير ، عن أبيه ، بدون هذه الزيادة ؛ فإنه تفرد بها الرقي عن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد .
وروى الحافظ أبو أحمد العسال ، ثنا عبد الله بن العباس الطيالسي ، ثنا عبد الرحيم بن زياد السكري ، ثنا عبد الله بن إدريس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1وأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فلم يقنتوا ولم يجهروا .
[ ص: 375 ] وهذا الإسناد أيضا كلهم ثقات مشهورون .
وهذا والذي قبله خير من كثير من أحاديث الجهر التي يصححها nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وأمثاله ، ويحتجون بها ، ولكن لا نستحل كتمان ما ذكر في تعليله .
فذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في ( العلل ) أنه تفرد به السكري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12562ابن إدريس مرفوعا ، قال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة والقطان nindex.php?page=showalam&ids=16925ومحمد بن بشر nindex.php?page=showalam&ids=13608وابن نمير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، موقوفا .
قال : وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في ( الموطأ ) عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، موقوفا .
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره .
وهذا إسناد جيد .
وقد عضده : أن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلما خرج بهذا الإسناد بعينه حديث : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) ، وذكر سورة الفاتحة بكمالها ، فلم يذكر فيها البسملة .
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار هذا ، تكلم فيه .
وليست هذه الأحاديث بدون الأحاديث التي يستدل بها nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وأمثاله على الجهر ، بل إما أن تكون مساوية لها ، أو أقوى مع اعتضادها بالأحاديث الصحيحة والحسنة المخرجة في الصحاح والسنن ، وتلك لا تعتضد بشيء من ذلك .
وفي الباب أحاديث أخر ، تركناها اختصارا ، وبعضها مخرج في بعض السنن أيضا .
وأما الآثار الموقوفة في المسألة فكثيرة جدا .
وإلى ذلك ذهب أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم : أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي وغيرهم ، ومن بعدهم من التابعين ، وبه يقول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ، لا يرون أن يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم قالوا : ويقولها في نفسه . انتهى .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان وأهل الرأي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12074وأبي عبيد ، قال : ورويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=14152والحكم وحماد .
قال : وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : الإمام يخفيها .
وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين عن عامة أهل السنة ، قال : وهم السواد الأعظم .
[ ص: 377 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15721حصين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، قال : كانوا لا يجهرون ب : بسم الله الرحمن الرحيم
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم بإسناده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير ، قال : أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا ب : الحمد لله رب العالمين
وعن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج مثله .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ، قال : ما أدركت أحدا يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم .
وعنه ، قال : الجهر بها بدعة .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، قال : أنا أعرابي إن جهرت ب : بسم الله الرحمن الرحيم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في ( كتابه ) ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17258همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : الجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم أعرابية .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن عبد الملك بن أبي بشير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : الجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم قراءة الأعراب .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11957أبي جعفر محمد بن علي ، قال : لا يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه الرواية تدل على أنه لا يصح ما حكي عن أبي جعفر وأهل البيت من الجهر بها ، ولعل الشيعة تفتري ذلك عليهم .
وممن روي عنه أنه كان لا يجهر بها : بكر المزني ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، وأبو إسحاق السبيعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز في رواية عنه رواها nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عنه ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=16438وابن شبرمة والحسن بن حي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : الجهر بها أعرابية .
وروي عنه من وجه آخر ، قال : الجهر بها قراءة الأعراب .
وأكثر هؤلاء يكرهون الجهر ، كما أنكره nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، وكما أنكره من قال : ذلك قراءة الأعراب ، ومن قال : هو بدعة ، ونص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على كراهته .
وروي عن طائفة ، أنه يخير بين الجهر والإسرار ، ولا يكره الجهر وإن كان الإسرار أفضل ، وحكي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ، ورجحه طائفة من أهل الحديث .
ومنهم من قال : الجهر أفضل .
وقالت طائفة : يجهر بها وهو السنة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : وروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أنهما كانا يستفتحان ب : بسم الله الرحمن الرحيم انتهى .
وليس عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر تصريح بالجهر ، بل بقراءة البسملة .
وأما المروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقد ثبت عنه في ( صحيح مسلم ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، أنه لم يكن يجهر بها ، فلعله جهر بها مرة ليبين جواز ذلك .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة بإسناد جيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود ، قال : صليت خلف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر سبعين صلاة ، فلم يجهر فيها ب : بسم الله الرحمن الرحيم ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، أنهم كانوا يجهرون ب : بسم الله الرحمن الرحيم ، والطرق ليست بالقوية ، وقد قدمنا الاختلاف عنهم في ذلك .
[ ص: 379 ] قال : وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فيها ثلاث روايات :
أحدها : أنه كان لا يقرؤها .
والثانية : أنه كان يقرؤها سرا .
والثالثة : أنه جهر بها .
وكذلك اختلف عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الجهر والإسرار ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا ، والأكثر عنه الجهر بها ، وعليه جماعة أصحابه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر جماعة ممن كان يرى الجهر بها ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن كعب القرظي ، قال : وهو أحد قولي nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، إلا أنه رجع عنه إلى الإسرار بها .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، قال : الجهر بها حسن .
ومراسيل nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري من أردأ المراسيل .
وإنما عنى أول من أسر بها ممن أدركه ، فقد ثبت عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان الإسرار بها ، فلا عبرة بمن حدث بعدهم وبعد انتقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب من المدينة ؛ فإن هؤلاء هم الخلفاء الراشدون الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم ، وهم كانوا لا يجهرون بها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وروينا الجهر بها عن فقهاء مكة : nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد - في رواية مهنا - : عامة أهل المدينة يجهر بها : nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري [ ص: 380 ] وربيعة ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير .
وأما ما ذكره الخطيب في كتابه في الجهر بالبسملة من الآثار الكثيرة في المسألة حتى اعتقد بعض من وقف عليه أنه قول الجمهور ، فغالب آثاره أو كثير منها معلول لا يصح عند التحقيق .
وكثير منهم يروي الجهر والإسرار ، وقد حكي عن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أنه قال في المنقول عن الصحابة : ... منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=14429ومسلم بن خالد ، وعن بعض أهل المدينة دون سائر الأمصار ، ولقلة من كان يجهر بها اعتقد بعضهم أن الجهر بها بدعة ، وأنه من شعار أهل الأهواء كالشيعة ، حتى تركه بعض أئمة الشافعية ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12535ابن أبي هريرة ، لهذا المعنى .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغيره من أئمة الأمصار يعدون الإسرار بالبسملة من جملة مسائل أصول الدين التي يتميز بها أهل السنة عن غيرهم ، كالمسح على الخفين ونحوه ، حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان لشعيب بن حرب : لا ينفعك ما كتبت حتى ترى أن إخفاء : بسم الله الرحمن الرحيم أفضل من الجهر بها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : لا يصلى خلف من يجهر بها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الصلاة خلف من يجهر بها : إن كان يتأول فلا بأس به ، وإن كان غير ذلك فلا يصلى خلفه .
يشير إلى أنه يصلى خلف من جهر بها من أهل العلم والحديث ، دون من [ ص: 381 ] يجهر بها من أهل الأهواء ، فإنهم المعروفون بالجهر بها .
ونقل أبو طالب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وسأله : يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : بالمدينة نعم ، وهاهنا من كان يرى أنها آية من كتاب الله مثلما قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير كانوا يجهرون بها ، ويتأولونها من كتاب الله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى : ظاهر هذا أنه أجاز الجهر لمن كان بالمدينة دون غيرها من البلاد ، قال : ولعله ذهب في هذا إلى أن أهل المدينة يرون الجهر بها ، فإذا خافت استنكروا فعله ، وامتنعوا من الصلاة خلفه .
قلت : إنما مراد nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد الإخبار عن الجهر بها أنه سائغ لمثل أهل المدينة ومن يتأول من غيرهم من أهل الحديث والعلم ، وليس مراده أنه يرى الجهر بها بالمدينة .
وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=14800أبو حفص العكبري رواية أبي طالب عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، بلفظ صريح في هذا المعنى ، وهو أنه قال : سئل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : هل يصلي الرجل خلف من يجهر ب : بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : بالمدينة نعم ، وهاهنا من كان يتأول ... ، وذكر بقية الرواية .
وهذا تصريح بالمعنى الذي ذكرناه ، وهو أنه إنما يسوغ الخلاف في هذه المسألة من مثل هؤلاء العلماء المجتهدين ، دون أهل الأهواء الذين كانت هذه المسألة مشهورة عنهم .
ولذلك نقل مهنا عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، أن عامة أهل المدينة يرون الجهر بالبسملة .
ونقل nindex.php?page=showalam&ids=16207صالح بن أحمد ، عن أبيه ، قال : نحن لا نرى الجهر ولا نقنت ؛ فإن جهر رجل وليس بصاحب بدعة ، يتبع ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، فلا بأس بالصلاة خلفه ، والقنوت هكذا .
[ ص: 382 ] ونقل عنه يعقوب بن بختان ، قال : يصلى خلف من يجهر من الكوفيين ، إلا أن يكون رافضيا .
وظاهر هذه الرواية يدل على أنه لا يكره الجهر بها في هذا الموطن خاصة ؛ فإن النفل يسامح فيه وخصوصا قيام الليل ؛ فإنه لا يكره الجهر بالقراءة فيه للمنفرد .
وإلى هذا القول ذهب nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني ، حكاه عنهما nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم .
وذهبت طائفة إلى أنه لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة سرا ولا جهرا ، هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأصحابه ، ورخص فيه في السور بعد الفاتحة في قيام رمضان خاصة .
وحكي عنه إجازته في أول الفاتحة وغيرها للمتهجدين ، وفي النوافل .
وروي عنه ، أنه لا بأس بقراءتها في الفرائض والنوافل ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12425القاضي إسماعيل في ( مبسوطه ) من طريق ابن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لا يصح هذا عندنا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، إنما هو عن صاحبه عبد الله بن نافع .
وكذلك روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، أنه لا يقرؤها سرا ولا جهرا ، من وجه فيه نظر ، ذكره ابن سعد في ( طبقاته ) .
وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : لا يقرأ بها سرا ولا جهرا ، نقله عنه nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم .
[ ص: 383 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد : فذكرت ذلك لخليد ، فأخبرني أن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كان لا يقرؤها ، فقال الذي سأله : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرها ؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : لو أسر قراءتها فيما يسر بها لجهر بها فيما يجهر ، ولكنها أعرابية .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد : وأقول أنا : إن قرأتها فحسن ، وذلك لما أخبرنا به عبد الله بن عمر بن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان لا يدع قراءة بسم الله الرحمن الرحيم حين يستفتح الحمد والسورة التي بعدها .
واختاره nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي .
وبهذا المروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر استدل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على قراءتها ، وبالمروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ومن وافقه تأولوا ظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وعند التحقيق في التأمل إنما يدل على نفي الجهر لا على قراءتها سرا ، وبذلك تجتمع ألفاظ الحديث وعامة الأدلة في هذه المسألة ، والله أعلم .
وأكثر من يرى قراءتها في الصلاة يرى قراءتها في الفاتحة والسورة التي بعدها .
وقالت طائفة قليلة منهم : إنما يقرأ بها في ابتداء الفاتحة دون السورة التي بعدها ، روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16040وسليمان بن داود الهاشمي ، وهو رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17399يوسف بن أسباط ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، قال : من قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول القرآن أجزأه لكل القرآن .
واعلم أن الجهر بقراءة البسملة مع الفاتحة ليس مبنيا على القول بأن البسملة آية من سورة الفاتحة وغيرها ، كما ظنه طائفة من الناس من أصحابنا [ ص: 384 ] وغيرهم ، وإنما الصحيح عند المحققين من أصحابنا وأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيرهم أنه غير مبني على ذلك .
ولهذا اختلفت الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : هل البسملة آية من الفاتحة ، أو لا ؟ وأكثر الروايات عنه على أنها ليست من الفاتحة ، وهو قول أكثر أصحابه .
ولم تختلف عنه في أنه لا يجهر بها ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14031الجوزجاني وغيره من فقهاء الحديث .
واختلف قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : هل البسملة آية من كل سورة سوى الفاتحة ، وهو يرى الجهر بها في السور ، أيضا .
وحينئذ ؛ فلا يصح أن يؤخذ الجهر بها من القول بأنها آية من الفاتحة ، كما يفعله كثير من الناس ؛ فإنهم يحكون عمن قال : هي آية من الفاتحة ، الجهر بها ، وليس ذلك بلازم .
ومما يستحب الإتيان به قبل القراءة في الصلاة : التعوذ ، عند جمهور العلماء .
واستدلوا بقوله تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم والمعنى : إذا أردت القراءة ، هكذا فسر الآية الجمهور ، وحكي عن بعض المتقدمين ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، التعوذ بعد القراءة .
والمروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : قبل قراءة أم القرآن وبعدها ، فلعله كان يستعيذ لقراءة السورة ، كما يقرأ البسملة لها أيضا .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في ( صحيحه ) ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وصححه .
وابن جبير ، هو : نافع ، وقع مسمى في رواية كذلك ، وعاصم العنزي ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا يعرف ، وقال غيره : روى عنه غير واحد ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في ( ثقاته ) .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي .
وقال : كان nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا يصح هذا الحديث .
كذا قال ، وإنما تكلم فيه nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد من جهة أنه رماه بالقدر ، وقد وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة .
[ ص: 386 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا بأس به ، إلا أنه رفع أحاديث .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : ليس به بأس ، ولا يحتج بحديثه .
وإنما تكلم nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في هذا الحديث ؛ لأنه روي عن علي بن علي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن مرسلا ، وبذلك أعله nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وخرج في ( مراسيله ) من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16692عمران بن مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد ، يقول قبل أن يكبر : ( لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، والله أكبر كبيرا ، الله أكبر كبيرا ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه ) ، ثم يقول : ( الله أكبر ) .
وفي الباب أحاديث أخر مرفوعة ، فيها ضعف .
واعتماد nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد على المروي عن الصحابة في ذلك ؛ فإنه روي التعوذ قبل القراءة في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وهو قول جمهور العلماء كما تقدم .
والجمهور على أنه غير واجب ، وحكي وجوبه عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وبعض الظاهرية ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة من أصحابنا .
والجمهور على أنه يسره في الصلاة الجهرية ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود والأكثرين .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الجهر به .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى : الإسرار والجهر سواء .
واختلفوا : هل يختص التعوذ بالركعة الأولى ، أم يستحب في كل ركعة ؟ على قولين :
[ ص: 387 ] أحدهما : يستحب في كل ركعة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، في رواية .
والثاني : أنه يختص بالركعة الأولى ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، في رواية عنه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان : كان nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يتعوذ في كل ركعة ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يتعوذ في كل ركعتين .
وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأصحابه إلى أنه لا يتعوذ في الصلاة المكتوبة ، بل يفتتح بعد التكبير بقراءة الفاتحة من غير استعاذة ولا بسملة ، واستدلوا بظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة ب : الحمد لله رب العالمين وهو الحديث الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أول هذا الباب .
ويجاب عنه بأنه إنما أراد أنه يفتتح قراءة الصلاة بالتكبير والقراءة ب : الحمد لله رب العالمين وافتتاح القراءة ب : الحمد لله إما أن يراد به افتتاحها بقراءة الفاتحة كما يقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، أو افتتاح قراءة الصلاة الجهرية بكلمة ( الحمد ) من غير بسملة كما يقوله الآخرون .
ودل عليه : حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم صريحا .
وعلى التقديرين ، فلا ينفي ذلك أن يكون يقول قبل القراءة ذكرا ، أو دعاء ، أو استفتاحا ، أو تعوذا ، أو بسملة ؛ فإنه لا يخرج بذلك عن أن يكون افتتح القراءة بالفاتحة ، أو افتتح الجهر بالقراءة بكلمة ( الحمد ) .
ولا يمكن حمل الحديث على أنه كان أول ما يفتتح به الصلاة قراءة كلمة ( الحمد ) ؛ فإنه لو كان كذلك لكان لا يفتتح الصلاة بالتكبير ، وهذا باطل غير مراد قطعا . والله أعلم .