وأما هذه الرواية التي فيها التردد بين القراءة في الركعتين أو إحداهما ما بين الستين إلى المائة ، فتفرد بها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهذا الشك من nindex.php?page=showalam&ids=16074سيار .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وفي حديثه : وكان يقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=16074سيار : لا أدري أفي إحدى الركعتين أو كلتيهما .
والظاهر -والله أعلم- : أنه كان يقرأ بالستين إلى المائة في الركعتين كلتيهما ؛ فإنه كان ينصرف حين يعرف الرجل جليسه ، ولو كان يقرأ في كل ركعة بمائة آية لم ينصرف حتى يقارب طلوع الشمس .
يدل على ذلك ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر صلى بالناس الصبح ، فقرأ سورة البقرة ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : كادت الشمس أن تطلع ، فقال : لو طلعت لم تجدنا غافلين .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في هذا الحديث : أنه قرأ بآل عمران .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر صلى الصبح ، فقرأ فيها [ ص: 454 ] سورة البقرة في الركعتين كلتيهما .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا عن هشام ، عن أبيه ، أنه سمع عبد الله بن عامر قال : صلينا وراء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب الصبح ، فقرأ فيها سورة يوسف وسورة الحج قراءة بطيئة ، قال هشام : فقلت له : إذا لقد كان يقوم حين يطلع الفجر ، قال : أجل .
وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع nindex.php?page=showalam&ids=11804وأبو أسامة ، عن هشام ، أنه سمع عبد الله بن عامر .
وزعم nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : أن قولهم أصح ، وأن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا وهم في زيادته في إسناده : ( عن أبيه ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : والقول عندي قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ؛ لأنه أقعد بهشام .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
فهذا يدل على أن زيادة النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة صلاة الفجر على سائر الصلوات لم يكن كثيرا جدا ، وأن صلواته كلها لم يكن بينها تفاوت كثير في القراءة ، وأن [ ص: 455 ] هذا هو الغالب على صلاته ، وقد يطيل أحيانا ويقصر أحيانا ؛ لعارض يعرض له ، فيحمل حديث nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة على أنه كان يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى المائة ، أحيانا ، لا غالبا .
وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل القراءة في الفجر .
والمراد : أنه يقرأ في الفجر أطول مما يقرأ في غيرها من الصلوات ، وإنما كانت قراءة nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر بالبقرة مرة واحدة ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يقرأ في الفجر ببني إسرائيل والكهف ويونس وهود ونحو ذلك من السور .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان يكرر قراءة سورة يوسف في صلاة الفجر كثيرا ، وكذلك كان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يقرأ فيها ببني إسرائيل في ركعة و : طسم في ركعة .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير يقرأ في الصبح بيوسف وذواتها .
والظاهر أنه كان يسفر بالفجر ، وكان من قبله يغلس بها .
وقد روي أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لما قتل أسفر بها nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف في الفجر أيضا ، وقد تقدم أنه قرأ بالطور .
وفي ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) عن قطبة بن مالك ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر والنخل باسقات لها طلع نضيد
[ ص: 456 ] وفي رواية له : أنه قرأ في أول ركعة ق .
وفيه أيضا : عن nindex.php?page=showalam&ids=146عمرو بن حريث ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر والليل إذا عسعس
وفيه أيضا : عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ب : ق والقرآن المجيد ونحوها .
وفي رواية : وكانت صلاته بعد تخفيفا .
والظاهر : أنه أراد أن صلاته بعد الفجر كانت أخف من صلاة الفجر .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر بسورة الروم ، وبسورة يس و : حم و : الم السجدة ، و : هل أتى .
وفي ( سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ) أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض زلزالها في الركعتين كلتيهما .
يعني أنه أعادها في الركعة الثانية ، ولعل ذلك كان سفرا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر في السفر بالمعوذتين ، وقد سبق ذكره .
وأكثر العلماء على أن المستحب أن يقرأ في الفجر بطوال المفصل ، كما كتب [ ص: 457 ] به nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إلى nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، ودل عليه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس ، وقد سبق .
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ما يدل على أن الركعة الأولى يقرأ فيها بطوال المفصل ، والثانية يقرأ فيها من متوسطه .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، أنه كان يقرأ في الأولى من طوال المفصل ، وفي الثانية من قصاره .
وهذا مبني على القول باستحباب تطويل الأولى على الثانية كما سبق .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يقرأ في الصبح في السفر بالعشر السور الأول من المفصل ، في كل ركعة بسورة .
وظاهر هذا يدل على أنه كان يرى القراءة في الصبح بطوال المفصل مختصا بالسفر .
وقد نص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على أنه يكره قراءة السورة القصيرة في صلاة الفجر ؛ مثل قل يا أيها الكافرون و : أرأيت إلا في السفر ، وأنه لا تكره القراءة فيها بمريم ، و : طه وأشباهها من السور .
وقال : قد قرأ أبو بكر بالبقرة ، وكأنه استحب موافقة من خلفه .
يعني : مراعاة أحوالهم من ضعفهم وقوتهم وما يؤثرونه من التخفيف والإطالة .