قوله : ( كان يسمعنا الآية أحيانا ) ظاهره : أنه كان يقصد ذلك ، وقد يكون فعله ليعلمهم أنه يقرأ في الظهر والعصر ، فإنه حصل لبعضهم شك في ذلك كما تقدم .
وقد يكون فعله ليعلمهم هذه السورة المعينة ، كما روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره ؛ أو ليبين جواز الجهر في قراءة النهار ، وأن الصلاة لا تبطل به .
وقالت طائفة من العلماء : لم يكن إسماعهم الآية أحيانا عن قصد ، إنما كان يقع اتفاقا عن غير قصد ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ لنفسه سرا ، فربما استغرق في تدبر ما يقرأه ، أو لعله كان يقصد تحقيق القراءة ، فيقع سماع قراءته للآية أحيانا لذلك من غير أن يتعمد إسماعهم ، أو أن يكون وقع الإسماع منه على وجه السهو ، وفي هذا نظر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا نرى بأسا أن يتعمد الرجل الجهر بالشيء من القرآن ليعلم من خلفه أنه يقرأ ، قال : وهم يكرهون هذا ، ويوجبون السهو على من فعله ، يشير إلى أهل الكوفة .
[ ص: 485 ] واختلف كلام nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في ذلك :
ونقل عنه إسماعيل بن سعيد الشالنجي في الإمام يسمع من يليه ، فكره ذلك في صلاة النهار ، وقال : لا أرى عليه سهوا في ذلك ، أي : سجود سهو .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بإسناده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، أنه سمع قراءة في الظهر والعصر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وهذا عندنا لا يوجب سهوا ، يعني : سجودا .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في ( كتابه ) عن سيف المكي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو يقرأ في الظهر ب : كهيعص .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14031الجوزجاني بإسناده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي ، قال : سمعت من nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر نغمة من ق في صلاة الظهر .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد وثابت nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة والتيمي ، أن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا صلى بهم الظهر والعصر ، وكان يسمعهم النغمة أحيانا .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت ، أنه قرأ بهم في الظهر بـ : إذا زلزلت [ ص: 486 ] فسمع قراءته حتى تعلمها من خلفه .
وعنه : قرأ بهم في العصر إذا زلزلت فجهر بها .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة : صليت إلى جنب nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود بالنهار ، فلم أدر أي شيء قرأ ، حتى سمعته يقول : رب زدني علما فظننته يقرأ طه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كان بعضهم يسمعهم الآية في الظهر والعصر .
واختلفوا فيمن جهر فيما يخافت فيه : هل يسجد للسهو ، أم لا ؟
فقالت طائفة : لا يسجد ، روي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=16588وعلقمة والأسود ، أنهم فعلوه ولم يسجدوا .
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة : يسجد لذلك .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد فيه روايتان .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن تطاول ذلك سجد للسهو ، ولا أرى عليه في السر سهوا .
واستدل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بأنه لا يجب السجود لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع منه نغمة في صلاة الظهر ، وبأن nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا جهر فلم يسجد .
[ ص: 487 ] قلت : المروي عن الصحابة قد تقدم أنه كان عمدا منهم فعلوه ؛ لتعليم من وراءهم سنة القراءة ، والعمد لا يسجد له .