قد تقدم في الباب الماضي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في حال رفعه من الركوع: " سمع الله لمن حمده "، ثم يقول بعد انتصابه منه: " ربنا ولك الحمد "، فدل على أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبي يوسف nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، فعندهما: يقتصر الإمام على التسميع والمأموم على التحميد؛ لظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا.
وحمل بعض أصحابهما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة السابق في الجمع بينهما على النافلة، وهو بعيد جدا.
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه ": أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بينهما إذا رفع رأسه من الركوع من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=51وابن أبي أوفى . ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة - أيضا - لكن في صلاة النافلة.
[ ص: 74 ] وفي هذا الحديث: الأمر للمأمومين أن يقولوا: " اللهم ربنا ولك الحمد " إذا قال: " سمع الله لمن حمده "، فيجتمع الإمام والمأمومون في قول: " ربنا ولك الحمد ".
واستدل بهذا من قال: إن المأموم لا يقول: " سمع الله لمن حمده " كالإمام، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي .
وقالت طائفة: يجمع المأموم بين الأمرين - أيضا - فيسمع ويحمد.
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وأبي بردة nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وفيه حديثان صريحان في المأموم أنه يجمع بينهما، ولكنهما ضعيفان: قاله nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره.
وروي - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أيضا.
ومعنى قوله: " سمع الله لمن حمده ": استجاب الله لحامده كما استعاذ من دعاء لا يسمع، أي: لا يستجاب؛ فكذلك يشرع عقب ذلك الاجتماع على حمد الإمام من الإمام ومن خلفه.
وظاهر هذا الحديث: يدل على أن الملائكة تحمد مع المصلين ، فلهذا علل أمرهم بالتحميد بقوله: " من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
[ ص: 75 ] وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله تعالى قال على لسان نبيه: سمع الله لمن حمده ".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المخرج في هذا الباب: " اللهم، ربنا لك الحمد " بغير واو.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المخرج في الباب قبله: " اللهم، ربنا ولك الحمد " بالواو.
وفي رواية أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - سبق تخريجها -: " ربنا لك الحمد " بغير واو.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : روى nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري فيه ثلاثة أحاديث عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن أبيه.
يعني: كلها بالواو.
وقال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الطويل: " ولك الحمد ".
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أنه سأل أبا عمرو عن الواو في قوله: " ربنا ولك [ ص: 76 ] الحمد ". فقال: هي زائدة.
وذكر غيره أنها عاطفة على محذوف، تقديره: ربنا أطعناك وحمدناك ولك الحمد.
قال أصحابنا: فإن قال: " ربنا ولك الحمد " فالأفضل إثبات الواو، وإن زاد في أولها: " اللهم " فالأفضل إسقاطها، ونص عليه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية حرب ؛ لأن أكثر أحاديثها كذلك، ويجوز إثباتها؛ لأنه ورد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، كما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب الماضي.
وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري والكوفيون إلى أن الأفضل: " ربنا لك الحمد " بغير واو.