ليس مقصود nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الباب ذكر القنوت؛ فإن القنوت قد أفرد له بابا في أواخر " أبواب الوتر "، ويأتي الكلام عليه في موضعه إن شاء الله سبحانه وتعالى.
إنما مراده بتخريج هذين الحديثين في هذا الباب: أن المصلي يشرع له بعد أن يقول: " سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد " أن يدعو، ولا يقتصر على التسميع والتحميد خاصة.
وقد وردت أحاديث صريحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أنه كان يزيد في الثناء على التسميع والتحميد، ولم يخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فإنها ليست على شرطه، وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم كثيرا منها.
فخرج من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أنه وصف صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر فيها: قال: [ ص: 78 ] وإذا رفع من الركوع قال: " اللهم، ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد ".
وفي رواية أخرى له: " سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد " إلى آخره.
وخرج - أيضا - من رواية nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: " اللهم، ربنا ولك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
وخرجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن عبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى ، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذا الدعاء، ولم يذكر فيه: رفع رأسه من الركوع.
ورجح nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، وقال: أظن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش غلط فيه.
يعني: في ذكره: أنه كان يقوله بعد رفع رأسه من الركوع.
وقد بين ذلك nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في " سننه "، وبسط القول فيه.
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم زيادة: " اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم [ ص: 79 ] طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ ".
وقد استحب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق قول هذه الأذكار المروية بعد التسميع والتحميد في الصلاة المكتوبة وغيرها.
ولم يستحب الكوفيون الزيادة على التسميع والتحميد في الصلاة المكتوبة، وحملوا ما ورد في الزيادة عليها على صلاة النافلة.
وظاهر مذهب nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : أن الإمام والمنفرد يقول كل منهما بعد التحميد: " ملء السماوات والأرض "، إلى قوله: " من شيء بعد " في الصلاة المفروضة وغيرها.
وأما المأموم فيقتصر على قول: " ربنا ولك الحمد ".
قيل nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد : فيزيد - يعني الإمام والمنفرد - على هذا، فيقول: " أهل الثناء والمجد "؟ قال: قد روي ذلك، وأما أنا فإني أقول إلى " ملء ما شئت من شيء بعد " يعني: لا يزيد عليه.
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رواية أخرى: أنه يستحب قولها في المكتوبة - أيضا - [ ص: 80 ] وهي اختيار nindex.php?page=showalam&ids=14800أبي حفص العكبري .
ومن أصحابنا من قال: من اكتفى في ركوعه وسجوده بأدنى الكمال من التسبيح لم يستحب له الزيادة على ذلك، ومن زاد على ذلك في التسبيح استحب له قولها؛ لتقع أركان الصلاة متناسبة في طولها وقصرها، وحمل فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لها وتركه على مثل ذلك.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رواية: أن المأموم يستحب له أن يأتي بالتحميد وما بعده من الدعاء، كالإمام والمنفرد، غير أنه لا يأتي بالتسميع، ورجحها بعض أصحابنا المتأخرين.