بوب على أن التكبير للسجود يكون في حال الهوي إلى الأرض بالسجود. وذكر فيه أحكاما أخرى من أحكام السجود.
فأما التكبير في حال الهوي، فروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد الخطمي يهوي بالتكبير، فكأنه في أرجوحة حتى يسجد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كبر وأنت تهوي، وأنت تركع.
يشير إلى أن التكبير للركوع يكون - أيضا - في حال الهوي إليه كالسجود.
والهوي: هو السقوط والانخفاض، وهو بتشديد الياء، وأما الهاء فمضمومة. وقيل: بفتحها: ثم قيل: هما لغتان. وقيل: بل هو بالضم الصعود، وبالفتح النزول.
وقال بعض أصحابنا: يكون تكبير الخفض والرفع والنهوض ابتداؤه مع ابتداء الانتقال، وانتهاؤه مع انتهائه، فإن كمله في جزء من الانتقال، ولم يستوعبه به أجزأه؛ لأنه لم يخرج به عن محله، وإن شرع فيه قبله أو كمله بعده، فوقع بعضه خارجا منه، فهو كتركه، لأنه لم يكمله في محله، فهو كمن تمم قراءته في الركوع.
[ ص: 88 ] قال: هذا هو قياس المذهب.
قال: ويحتمل أن يعفى عن ذلك؛ لأن التحرز منه يعسر، والسهو به يكثر، ففي إبطال الصلاة بعمده، وإيجاب السجود لسهوه مشقة.
وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يبتدئ تكبير الركوع قائما، ويمده إلى أن يصل إلى حد الراكع.
قالوا: هذا هو الذي نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في " الأم ". وقطع به العراقيون.
وحكى الخراسانيون قولين: أحدهما: هذا. قالوا: وهو الجديد.
والثاني - وهو القديم -: لا يديم التكبير بل يسرع به.
قالوا: والقولان جاريان في جميع تكبيرات الانتقالات: هل تحذف، أم تمد حتى يصل إلى الذكر الذي بعدها؟ والصحيح: المد.
وقالوا في تكبير السجود: إنه يشرع به من حين يشرع في الهوي، ولم يقولوا: إنه يبتدئه قائما، كما قالوا في تكبير الركوع، وهو خلاف نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ؛ فإنه حكوا عنه أنه قال في " الأم ": أحب أن يبتدئ التكبير قائما وينحط مكانه ساجدا. قال: وإن أخر التكبير عن ذلك - يعني: عن الانحطاط - أو كبر معتدلا، أو ترك التكبير كرهت ذلك. انتهى.
وهذا يدل على أن تأخير التكبير عن الانحطاط وتقديمه عليه كتركه.
وممن رأى التكبير في الهوي للسجود وغيره: nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وغيرهم.
وأما ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع - تعليقا - قال: كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه.
[ ص: 89 ] فخرج nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في " صحيحه " nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12322أصبغ بن الفرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، إنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من رواية محرز بن سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي ، به.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : ما أراه إلا وهما - يعني: رفعه.
وقد رواه ابن أخي ابن وهب ، عن عمه، عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي كذلك.
وقيل: إن nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي كذلك.
ورواه أبو نعيم الحلبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16379الدراوردي ، فوقفه على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وهو الصواب.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر خلاف ذلك؛ روى nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يضع ركبتيه إذا سجد قبل يديه، ويرفع يديه إذا رفع قبل ركبتيه.
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة .
وهو مما تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=16101شريك ، وليس بالقوي.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17258همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16933محمد بن جحادة ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=17258همام : ونا عاصم بن كليب ، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله.
فهذا الثاني مرسل، والأول منقطع؛ لأن عبد الجبار بن وائل لم يدرك أباه.
وفي الباب أحاديث أخر مرفوعة، لا تخلو من ضعف.
وروي في عكس هذا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ولا يثبت - أيضا - وأجود طرقه: من رواية محمد بن عبد الله بن حسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=672637إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه ".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي مختصرا. وقال: غريب.
وقال حمزة الكناني : هو منكر.
nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد راويه، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الضعفاء "، وقال: يقال: ابن حسن ، ولا يتابع عليه، ولا أدري سمع من nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، أم لا؟ فكأنه توقف في كونه محمد بن عبد الله بن حسين بن حسن الذي خرج بالمدينة على المنصور ، ثم قتله المنصور بها.
وزعم حمزة الكناني ، أنه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الذي يقال له: الديباج ، وهو بعيد.
[ ص: 91 ] واختلف العلماء في الساجد: هل يضع ركبتيه قبل يديه، أم يديه قبل ركبتيه؟ فقال الأكثرون: يضع ركبتيه قبل يديه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وابنه عبد الله .
وهو قول مسلم بن يسار ، وأبي قلابة ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق : كان أصحاب عبد الله إذا انحطوا للسجود وقعت ركبهم قبل أيديهم.
وكره nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي أن يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: هل يفعله إلا مجنون؟
وقالت طائفة: يبدأ بيديه قبل ركبتيه، وهو مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كما تقدم، وحكي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
ومن أصحابنا من خصها بالشيخ الكبير والضعيف خاصة، وهو أصح.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : أدركت الناس يصنعونه.
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وروي عنه، أنهما سواء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : فيضع أهون ذلك عليه.