صلاة الجمعة فريضة من فرائض الأعيان على الرجال دون النساء، بشرائط أخر، هذا قول جمهور العلماء، ومنهم من حكاه إجماعا كابن المنذر .
وشذ من زعم أنها فرض كفاية من الشافعية، وحكاه بعضهم قولا nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي ، وأنكر ذلك عامة أصحابه، حتى قال طائفة منهم: لا تحل حكايته عنه.
وحكاية nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي لذلك عن أكثر العلماء وهم منه، ولعله اشتبه عليه الجمعة بالعيد.
وحكي عن بعض المتقدمين: أن الجمعة سنة.
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، أن الجمعة سنة.
وحملها nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر على أهل القرى المختلف في وجوب الجمعة عليهم خاصة، دون أهل الأمصار.
ونقل nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، أنه قال: الصلاة - يعني: صلاة الجمعة - فريضة، والسعي إليها تطوع، سنة مؤكدة.
[ ص: 326 ] وهذا إنما هو توقف عن إطلاق الفرض على إتيان الجمعة، وأما الصلاة نفسها، فقد صرح بأنها فريضة، وهذا يدل على أن ما هو وسيلة إلى الفريضة ولا تتم إلا به لا يطلق عليه اسم الفريضة؛ لأنه وإن كان مأمورا به فليس مقصودا لنفسه، بل لغيره.
وتأول nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى كلام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بما لا يصح.
والمراد بالسعي: شدة الاهتمام بإتيانها والمبادرة إليها. فهو من سعي القلوب، لا من سعي الأبدان، كذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وغيره، وسيأتي بسط ذلك فيما بعد - إن شاء الله سبحانه وتعالى.
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم "، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، أنهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على أعواد منبره: " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين ".
وخرج الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث أبي الجعد الضمري - وكانت له صحبة - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=99506 " من ترك الجمعة تهاونا ثلاث مرات طبع على قلبه " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حديث حسن.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه ".
وروي معناه من وجوه كثيرة:
[ ص: 327 ] وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم "، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هم أن يحرق على من يتخلف عن الجمعة بيوتهم، وقد سبق ذكره.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسمع منه شيئا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد وصله بعضهم عن طارق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس وصله بمحفوظ.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " رواح الجمعة واجب على كل محتلم ".
وفي إسناده ضعف واضطراب واختلاف، قد أشرنا إلى بعضه فيما تقدم في " أبواب الإمامة ".
وفيه: دليل على أن الجمعة إنما فرضت بالمدينة ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا إنما صحب [ ص: 328 ] النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد خطبته بالمدينة ، وهذا قول جمهور العلماء.
ويدل عليه - أيضا -: أن سورة الجمعة مدنية، وأنه لم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الجمعة بمكة قبل هجرته.
ونص الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على أن أول جمعة جمعت في الإسلام هي التي جمعت بالمدينة مع nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير .
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي وغيرهما.
وزعم طائفة من الفقهاء: أن الجمعة فرضت بمكة قبل الهجرة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصليها بمكة قبل أن يهاجر.
واستدل لذلك: بما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " كتاب الجمعة " من حديث المعافى بن عمران ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16961محمد بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: إن أول جمعة جمعت - بعد جمعة جمعت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة - بجواثاء بالبحرين - قرية لعبد القيس .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - كما سيأتي في موضعه - من طريق أبي عامر العقدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11969أبي جمرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أن أول جمعة جمعت - بعد جمعة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين .
وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان ، ولفظه: إن أول جمعة جمعت في الإسلام - بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة - لجمعة جمعت بجواثاء - قرية من قرى البحرين .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك وغيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان .
[ ص: 329 ] فتبين بذلك: أن المعافى وهم في إسناد الحديث ومتنه، والصواب: رواية الجماعة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان .
ومعنى الحديث: أن أول مسجد جمع فيه - بعد مسجد المدينة -: مسجد جواثاء ، وليس معناه: أن الجمعة التي جمعت بجواثاء كانت في الجمعة الثانية من الجمعة التي جمعت بالمدينة ، كما قد يفهم من بعض ألفاظ الروايات؛ فإن عبد القيس إنما وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، كما ذكره ابن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير وغيره.
وليس المراد به - أيضا - أن أول جمعة جمعت في الإسلام في مسجد المدينة ، فإن أول جمعة جمعت بالمدينة في نقيع الخضمات ، قبل أن يقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ، وقبل أن يبني مسجده.
يدل على ذلك: حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، أنه كان كلما سمع أذان الجمعة استغفر لأسعد بن زرارة ، فسأله ابنه عن ذلك، فقال: كان أول من صلى بنا صلاة الجمعة قبل مقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة في نقيع الخضمات ، في هزم النبيت ، من حرة بني بياضة ، قيل له: كم كنتم يومئذ؟ قال: أربعين رجلا.
خرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه - مطولا.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري في " كتاب السير " له، عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عمن حدثه، قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير القرشي إلى المدينة ، قبل أن يهاجر [ ص: 330 ] النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " اجمع من بها من المسلمين، ثم انظر اليوم الذي تجمر فيه اليهود لسبتها، فإذا مال النهار عن شطره فقم فيهم، ثم تزلفوا إلى الله بركعتين ".
قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : فجمع بهم nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير في دار من دور الأنصار، فجمع بهم وهم بضعة عشر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : وهو أول من جمع بالناس.
قال: فهو أول من جمع nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، حتى قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ، فجمع عند الزوال من الظهر، وأظهر ذلك.
وهذا إسناد موضوع، والباهلي هو: غلام خليل ، كذاب مشهور بالكذب، وإنما هذا أصله من مراسيل nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، وفي هذا السياق ألفاظ منكرة.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال: بلغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجمع بالمسلمين nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير .
[ ص: 331 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في " كتابه " عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجمع بهم، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس يومئذ بأمير، ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال: قلت nindex.php?page=showalam&ids=16568لعطاء : من أول من جمع؟ قال: رجل من بني عبد الدار - زعموا - قلت: أفبأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: فمه.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وعنده: قال: نعم، فمه. قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : سمعت من يقول: هو nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير .
وكذلك نص الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في - رواية أبي طالب - على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أمر nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير أن يجمع بهم بالمدينة .
ونص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - أيضا - على أن أول جمعة جمعت في الإسلام هي الجمعة التي جمعت بالمدينة مع nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير .
وقد تقدم مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي .
فتبين بهذا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بإقامة الجمعة بالمدينة ، ولم يقمها بمكة ، وهذا يدل على أنه كان قد فرضت عليه الجمعة بمكة .
وممن قال: إن الجمعة فرضت بمكة قبل الهجرة: nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد الإسفراييني من الشافعية، nindex.php?page=showalam&ids=14953والقاضي أبو يعلى في " خلافه الكبير " من أصحابنا، nindex.php?page=showalam&ids=17001وابن عقيل في " عمد الأدلة "، وكذلك ذكره طائفة من المالكية، منهم: السهيلي وغيره.
وأما كونه لم يفعله بمكة ، فيحمل أنه إنما أمر بها أن يقيمها في دار الهجرة ، لا في دار الحرب، وكانت مكة إذ ذاك دار حرب، ولم يكن المسلمون [ ص: 332 ] يتمكنون فيها من إظهار دينهم، وكانوا خائفين على أنفسهم، ولذلك هاجروا منها إلى المدينة ، والجمعة تسقط بأعذار كثيرة منها الخوف على النفس والمال.
وقد أشار بعض المتأخرين من الشافعية إلى معنى آخر في الامتناع من إقامتها بمكة ، وهو: أن الجمعة إنما يقصد بإقامتها إظهار شعار الإسلام، وهذا إنما يتمكن منه في دار الإسلام.
ولهذا لا تقام الجمعة في السجن، وإن كان فيه أربعون، ولا يعلم في ذلك خلاف بين العلماء، وممن قاله: nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق وغيرهم.
وعلى قياس هذا: لو كان الأسارى في بلد المشركين مجتمعين في مكان واحد؛ فإنهم لا يصلون فيه جمعة، كالمسجونين في دار الإسلام وأولى؛ لا سيما nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه يرون أن الإقامة في دار الحرب - وإن طالت - حكمها حكم السفر، فتقصر فيها الصلاة أبدا، ولو أقام المسلم باختياره، فكيف إذا كان أسيرا مقهورا؟
وهذا على قول من يرى اشتراط إذن الإمام لإقامة الجمعة أظهر، فأما على قول من لا يشترط إذن الإمام، فقد قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الأمراء إذا أخروا الصلاة يوم الجمعة: فيصليها لوقتها ويصليها مع الإمام، فحمله nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى في " خلافه " على أنهم يصلونها جمعة لوقتها.
وهذا بعيد جدا، وإنما مراده: أنهم يصلون الظهر لوقتها، ثم يشهدون الجمعة مع الأمراء.
وكذلك كان السلف الصالح يفعلون عند تأخير بني أمية للجمعة عن وقتها، ومنهم من كان يومئ بالصلاة وهو جالس في المسجد قبل خروج الوقت، ولم يكن أحد منهم يصلي الجمعة لوقتها، وفي ذلك مفاسد كثيرة تسقط الجمعة بخشية بعضها.
[ ص: 333 ] وفي " تهذيب المدونة " للمالكية: وإذا أتى من تأخير الأئمة ما يستنكر جمع الناس لأنفسهم إن قدروا، وإلا صلوا ظهرا، وتنفلوا بصلاتهم معهم.
قال: ومن لا تجب عليه الجمعة مثل المرضى والمسافرين وأهل السجن فجائز أن يجمعوا.
وأراد بالتجميع هنا: صلاة الظهر جماعة، لا صلاة الجمعة؛ فإنه قال قبله: وإذا فاتت الجمعة من تجب عليهم فلا يجمعوا.
والفرق بين صلاة الظهر جماعة يوم الجمعة، ممن تجب عليه وممن لا تجب عليه: أن من تجب عليه يتهم في تركها، بخلاف من لا تجب عليه فإن عذره ظاهر.
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، أن تجميع الأنصار بالمدينة إنما كان عن رأيهم، من غير أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكلية، وأن ذلك كان قبل فرض الجمعة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله ابن الإمام أحمد في " مسائله ": ثنا أبي، ثنا إسماعيل - هو: nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية -، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، قال: نبئت أن الأنصار قبل قدوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم المدينة قالوا: لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه، فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله علينا به، فقالوا: يوم السبت، ثم قالوا: لا نجامع اليهود في يومهم، قالوا: يوم الأحد، قالوا: لا نجامع النصارى في يومهم. قالوا: فيوم العروبة: قال: وكانوا يسمون يوم الجمعة: يوم العروبة ، فاجتمعوا في بيت nindex.php?page=showalam&ids=103أبي أمامة أسعد بن زرارة ، فذبحت لهم شاة، فكفتهم.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في " كتابه " عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، قال: جمع أهل المدينة قبل أن يقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقبل أن تنزل الجمعة، وهم الذين سموها الجمعة، فقالت الأنصار : لليهود يوم يجتمعون فيه كل [ ص: 334 ] ستة أيام، وللنصارى - أيضا - مثل ذلك، فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه، ونذكر الله عز وجل، ونصلي ونشكره - أو كما قالوا - فقالوا: يوم السبت لليهود ، ويوم الأحد للنصارى ، فاجعلوا يوم العروبة، وكانوا يسمون يوم الجمعة: يوم العروبة، فاجتمعوا إلى nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة ، فصلى بهم وذكرهم، فسموه: يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه، فذبح nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة لهم شاة، فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة ليلتهم، فأنزل الله بعد ذلك: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
فوقع في كلام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : أن هذه هي الجمعة التي جمعها nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، وهي التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك في حديثه، أنهم كانوا أربعين رجلا.
وفي هذا نظر.
ويحتمل أن يكون هذا الاجتماع من الأنصار كان باجتهادهم قبل قدوم مصعب إليهم، ثم لما قدم مصعب عليهم جمع بهم بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان الإسلام حينئذ قد ظهر وفشا، وكان يمكن إقامة شعار الإسلام في المدينة ، وأما اجتماع الأنصار قبل ذلك، فكان في بيت nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة قبل ظهور الإسلام بالمدينة وفشوه، وكان باجتهاد منهم، لا بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-. والله سبحانه وتعالى أعلم.