وظاهر الحديث: يستدل به أنه ليس في الاستسقاء خطبة، بل دعاء مجرد.
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - فيما تقدم- من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، أنه صلى الله عليه وسلم دعا قائما، ثم توجه إلى القبلة.
وهذا صريح في أنه ابتدأ الدعاء مستقبل الناس، ثم أتمه مستقبل القبلة.
وأما من يقول: إنه يخطب، فإنه يقول: إذا أنهى خطبته ودعا، استقبل القبلة، وحول ظهره إلى الناس فدعا.
وقال الشافعية: يكون ذلك في أثناء الخطبة الثانية; لأن عندهم يسن لها خطبتان، كما تقدم.
وإنما استقبل القبلة في الاستسقاء للدعاء دون خطبة الجمعة; لأن خطبة الجمعة خطاب للحاضرين وموعظة لهم فيستقبلهم بها، والدعاء تابع لذلك، ولو كان للاستسقاء.
وأما الاستسقاء المجرد، فإنه إنما يقصد منه الدعاء، والدعاء المشروع [ ص: 289 ] إسراره دون إعلانه، وإخفاؤه دون إظهاره، فلذلك شرع إسراره في الاستسقاء وتولية الظهر إلى الناس، واستقبال القبلة; لأن الدعاء إلى القبلة أفضل.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يستقبل القبلة إذا استنصر على المشركين في يوم بدر وغيره.
وأيضا; فإن استدبار الناس في الدعاء واستقبال القبلة أجمع لقلب الداعي; حيث لا يرى أحدا من الناس، وأدعى إلى حضوره وخشوعه في دعائه، وذلك أقرب إلى إجابته.