ولما تلا قوله: إن تعذبهم فإنهم عبادك بكى، وقال: " اللهم، أمتي، أمتي"، فأرسل الله جبريل يقول له: " إن الله يقول: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".
وكان يقول: " شيبتني هود وأخواتها".
وجاء في رواية مرسلة: " قصفن علي الأمم".
[ ص: 318 ] يشير إلى أن شيبه منها ما ذكر من هلاك الأمم قبل أمته وعذابهم.
وكان عند لقاء العدو يخاف على من معه من المؤمنين، ويستغفر لهم، كما فعل يوم بدر، وبات تلك الليلة يصلي ويبكي ويستغفر لهم، ويقول: " اللهم، إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض".
وكل هذا من خوفه وشفقته عليهم.
وقد جاء في روايات متعددة التصريح بسبب خوفه من اشتداد الريح:
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في " اليوم والليلة" مرفوعا وموقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب رضي الله عنه.
وفي الباب أحاديث أخر متعددة.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال: لا تسبوا الريح؛ فإنها بشر ونذر ولواقح، ولكن استعيذوا بالله من شر ما أرسلت به.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: لا تسبوا الريح; فإنها تجيء بالرحمة، وتجيء بالعذاب، وقولوا: اللهم، اجعلها رحمة، ولا تجعلها عذابا.
خرجهما nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا .
وخرج - أيضا- بإسناده، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أنه كان إذا هبت الريح قال: اللهم، [ ص: 321 ] إن كنت أرسلتها رحمة فارحمني فيمن ترحم، وإن كنت أرسلتها عذابا فعافني فيمن تعافي.
وبإسناده، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أنه كان يقول إذا عصفت الريح: شدوا التكبير؛ فإنها تذهب.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أنه لما ولي هبت ريح، فدخل عليه رجل وهو منتقع اللون، فقال: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: ويحك! وهل هلكت أمة إلا بالريح؟!