وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر من " كتابه " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد .
ولم يخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ; لما تقدم من قول nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة : أكثر ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لم يسمعه منه، إنما سمعه من nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت .
وقد قال ذلك في هذا الحديث بخصوصه، فذكر nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني ، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد يقول: كان nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة يقول: حديث nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بزق في ثوبه، ثم دلك بعضه ببعض، إنما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11988أبي حمزة . قال يحيى : ولم يقل شيئا ; هذا قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
[ ص: 326 ] فجعل nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان رواية nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس لهذا الحديث شاهدة لرواية nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وإن لم يصرح بسماعه منه، واكتفى بذلك.
وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على ذلك، وقد خرج حديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس فيما بعد.
وقد أشار nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " كتاب الوضوء " في " باب البصاق والمخاط يصيب الثوب " أن nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم روى هذا الحديث، عن nindex.php?page=showalam&ids=17300يحيى بن أيوب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا ، فذكره، فصرح فيه بالسماع.
وقد تقدم القول في قول nindex.php?page=showalam&ids=17300يحيى بن أيوب : " ثنا ".
وهذا الحديث دال على كراهة أن يبصق المصلي في قبلته التي يصلي إليها، سواء كان في مسجد أو لا، فإن كان في مسجد تأكدت الكراهة بأن البزاق في المسجد خطيئة، كما يأتي الحديث بذلك في بابه، فإن كان في قبلة المسجد كان أشد كراهة.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور: أن تنظف وتطيب، وسنذكره في موضع آخر - إن شاء الله.
وفي الحديث: نهي المصلي أن يبزق وهو في الصلاة قبل قبلته بكل حال، وليس فيه التصريح بالنهي عن أن يبزق عن يمينه، وورد التصريح به في أحاديث أخر، وهو يفهم من أمره بأن يبزق عن يساره أو تحت قدمه أو في طرف ردائه.
وذكر اليسار وتحت القدم بلفظه، والبصاق في طرف ردائه بينه بفعله، فكان دليلا على طهارة البزاق، وهو رد على من قال بنجاسته، كما سبق ذكره في " أبواب الوضوء " ودليلا على أن تلويث طرف الثوب بالبزاق لحاجة إليه ليس [ ص: 327 ] مما ينبغي استقذاره والتنزه منه ; فلهذا بينه بالفعل مع القول.
وفي هذا الحديث: أنه حكه بيده، فيحتمل أنه أراد أنه باشر ذلك بنفسه، ولم يوله غيره من أصحابه، وبهذا فسره nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، ويحتمل أنه أراد أنه باشر حكه بيده من غير حائل حكه به.
وتبويب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يدل على هذا ; ولهذا بوب بعده: " باب: حك المخاط بالحصى من المسجد ".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة في " صحيحه ".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله - يعني: أحمد - ذكر عائذ بن حبيب ، فأحسن الثناء عليه. قلت له: روى عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - فذكر له هذا الحديث -؟ فقال: قد روى الناس هذا على غير هذا الوجه.
يشير إلى رواية nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد التي خرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ; فإنها مخالفة لرواية عائذ في حكه بيده، وليس فيها ذكر الخلوق، لكنها زيادة لم تنفها رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم تثبتها.
وصرح بعض أصحابنا بوجوب حك النخامة عن حائط المسجد، وباستحباب تخليق موضعها.
وإنما يكره البصاق إلى القبلة في الصلاة أو في المسجد، فأما من بصق إلى القبلة في غير مسجد فلا يكره له ذلك. وقد سبق ذكره في " باب استقبال القبلة بالغائط والبول ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين [ ص: 328 ] القبلة يدل على قرب الله تعالى من المصلي في حال صلاته، وقد تكاثرت النصوص بذلك، قال تعالى: واسجد واقترب
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: إذا صلى أحدكم فلا يلتفت ; فإنه يناجي ربه، إن ربه أمامه، وإنه يناجيه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : وبلغنا أن الرب عز وجل يقول: " يا ابن آدم إلى من تلتفت، أنا خير لك ممن تلتفت إليه ".
وقد رواه إبراهيم بن يزيد وعمر بن قيس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - [ ص: 329 ] مرفوعا كله.
وكأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذا: أن يستشعر المصلي في صلاته قرب الله منه، وأنه بمرأى منه ومسمع، وأنه مناج له، وأنه يسمع كلامه ويرد عليه جواب مناجاته له.
كما في " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم "، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي " - وذكر رده عليه في آيات الفاتحة إلى آخرها.
فمن استشعر هذا في صلاته أوجب له ذلك حضور قلبه بين يدي ربه، وخشوعه له، وتأدبه في وقوفه بين يديه، فلا يلتفت إلى غيره بقلبه ولا ببدنه، ولا يعبث وهو واقف بين يديه، ولا يبصق أمامه، فيصير في عبادته في مقام الإحسان، يعبد الله كأنه يراه، كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بذلك في سؤال جبريل عليه السلام له، وقد سبق حديثه في " كتاب الإيمان ".
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، فقال: " اعبد الله كأنك تراه ".
وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قبل هذه الوصية وامتثلها، فكان يستحضر في جميع [ ص: 330 ] أعماله وعباداته قرب الله منه واطلاعه عليه.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير قد لقيه مرة في الطواف بالبيت فخطب إليه ابنته سودة ، فسكت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ولم يرد عليه شيئا، ثم لقيه بعد ذلك بعدما تقدم المدينة ، فاعتذر له عن سكوته عنه، بأنا كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا.
وقد روي في سبب نزولها: أن أعرابيا قال: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16732عوف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال: سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين ربنا؟ فأنزل الله عز وجل: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد بإسناده، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال: نزلت هذه الآية: ادعوني أستجب لكم قالوا: كيف لنا به أن نلقاه حتى ندعوه؟ فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فقالوا: صدق ربنا، هو بكل مكان.
[ ص: 331 ] وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الدعوات " حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى أنهم رفعوا أصواتهم بالتكبير، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا ".
وفي رواية: " إنه أقرب إليكم من أعناق رواحلكم ".
ولم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفهمون من هذه النصوص غير المعنى الصحيح المراد بها، يستفيدون بذلك معرفة عظمة الله وجلاله ، واطلاعه على عباده وإحاطته بهم، وقربه من عابديه، وإجابته لدعائهم، فيزدادون به خشية لله وتعظيما وإجلالا ومهابة ومراقبة واستحياء، ويعبدونه كأنهم يرونه.
ثم حدث بعدهم من قل ورعه، وساء فهمه وقصده، وضعفت عظمة الله وهيبته في صدره، وأراد أن يري الناس امتيازه عليهم بدقة الفهم وقوة النظر، فزعم أن هذه النصوص تدل على أن الله بذاته في كل مكان، كما يحكى ذلك عن طوائف من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وهذا شيء ما خطر لمن كان قبلهم من الصحابة - رضي الله عنهم - وهؤلاء ممن يتبع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منهم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الصحيح المتفق عليه.
وتعلقوا - أيضا - بما فهموه بفهمهم القاصر مع قصدهم الفاسد بآيات في كتاب الله، مثل قوله تعالى: وهو معكم أين ما كنتم وقوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية، فقال من قال من علماء السلف حينئذ: إنما أراد أنه معهم بعلمه، وقصدوا بذلك إبطال ما قاله أولئك، مما لم يكن أحد قبلهم قاله ولا فهمه من القرآن.
[ ص: 332 ] وممن قال: إن هذه المعية بالعلم nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان ، وروي عنه أنه رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقاله nindex.php?page=showalam&ids=190الضحاك ، قال: الله فوق عرشه، وعلمه بكل مكان.
وروي نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وعبد العزيز الماجشون nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق وغيرهم من أئمة السلف.
وروى الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ثنا عبد الله بن نافع ، قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : الله في السماء، وعلمه بكل مكان.
وروي هذا المعنى عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود - أيضا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في قوله تعالى: إن ربك أحاط بالناس قال: علمه بالناس.
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره إجماع العلماء من الصحابة والتابعين في تأويل قوله: وهو معكم أين ما كنتم أن المراد علمه.
وكل هذا قصدوا به رد قول من قال: إنه تعالى بذاته في كل مكان.
وقال حرب : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق عن قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ؟ قال: حيث ما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد، [ ص: 333 ] وهو بائن من خلقه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=5842عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه، أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب مر بقاص، وقد رفعوا أيديهم، فقال: ويلكم ! إن ربكم أقرب مما ترفعون، وهو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم ، وعنده: أن المار والقائل بذلك هو nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
وخطب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز فذكر في خطبته: إن الله أقرب إلى عباده من حبل الوريد. وكان nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد حاضرا يسمع، فأعجبه حسن كلام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر في الغار: " ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
فهذه معية خاصة غير قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية، فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه واطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه. والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته، فكذلك القرب.
[ ص: 334 ] وليس هذا القرب كقرب الخلق المعهود منهم، كما ظنه من ظنه من أهل الضلال، وإنما هو قرب ليس يشبه قرب المخلوقين، كما أن الموصوف به ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
وهكذا القول في أحاديث النزول إلى سماء الدنيا، فإنه من نوع قرب الرب من داعييه وسائليه ومستغفريه.
وقد سئل عنه nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد فقال: هو في مكانه يقرب من خلقه كما يشاء.
ومراده أن نزوله ليس هو انتقال من مكان إلى مكان كنزول المخلوقين.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله : ينزل الله إلى سماء الدنيا؟ قال: نعم. قلت: نزوله بعلمه أو بماذا؟ قال: اسكت عن هذا، ما لك ولهذا؟ أمض الحديث على ما روي بلا كيف ولا حد، إلا بما جاءت به الآثار، وجاء به الكتاب، قال الله: فلا تضربوا لله الأمثال ينزل كيف يشاء، بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علما، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هرب هارب، عز وجل.
ومراده: أن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوقين، بل هو نزول يليق بقدرته وعظمته وعلمه المحيط بكل شيء، والمخلوقون لا يحيطون به علما، وإنما ينتهون إلى ما أخبرهم به عن نفسه، أو أخبر به عنه رسوله.
فلهذا اتفق السلف الصالح على إمرار هذه النصوص كما جاءت من غير زيادة ولا نقص، وما أشكل فهمه منها، وقصر العقل عن إدراكه وكل إلى عالمه.