408 418 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف: أبنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650401هل ترون قبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا خشوعكم ; إني لأراكم من وراء ظهري .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " باب الخشوع في الصلاة " كما سيأتي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة nindex.php?page=showalam&ids=12514وسعيد بن أبي عروبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
وأظن أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عدل عنه هاهنا إلى حديث nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح عن هلال ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة لم يصرح فيه بالسماع، وقد أكثر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " كتابه " هذا من تخريج حديث nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح بن سليمان عن هلال بن علي.
وهو هلال بن أبي ميمونة . روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " تاريخه " أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا ، ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في " كتابه " أنه يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، [ ص: 353 ] وذكر أنه سأل أباه عنه، فقال: شيخ يكتب حديثه.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح بن سليمان ، فقال فيه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : ليس بالقوي، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين - أيضا - وقال: لا يحتج به. وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=17101أبي كامل المظفر بن مدرك أنه كان يتقي حديثه، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي ، وقال: هو واهي الحديث -: نقله عنه البرذعي ، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني - أيضا - نقله عنه أبو جعفر بن أبي شيبة في " سؤالاته له ".
وبكل حال ; فرواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وإن لم يصرح بالسماع أقوى من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح عن هلال عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس . والله أعلم.
دلت هذه الأحاديث على أن من رأى من يسيء صلاته فإنه يأمره بإحسان صلاته ويعظه ويبالغ في الوعظ ; فإن القلوب تستجيب إلى الحق بالموعظة الحسنة ما لا تستجيب بالعنف، لا سيما إذا عم بالموعظة ولم يخص أحدا، وإن [ ص: 354 ] خصه فإنه يلين له القول.
وفي بعض هذه الروايات أنه خطب الناس على المنبر، واتفقت الأحاديث كلها على أنه أمر بإقامة الركوع، وفي بعضها: والسجود، وفي بعضها: والخشوع، وفي بعضها: أنه نهاهم عن مسابقته بالركوع والسجود والانصراف من المسجد بعد إتمام صلاته، وهذا كما أمر المصلي الذي أساء في صلاته أن يعود إلى الصلاة، وقال له: " إنك لم تصل ".
قال nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران : مثل الذي يرى الرجل يسيء صلاته فلا ينهاه كمثل الذي يرى النائم تنهشه الحية ثم لا يوقظه.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير نحوه.
ورأى nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رجلا لا يتم ركوعه وسجوده، فقال له لما فرغ: يا ابن أخي، تحسب أنك صليت؟ إنك لم تصل، فعد لصلاتك.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة وغيره من الصحابة إذا رأوا من لا يتم صلاته أمروه بالإعادة، ويقولون: لا يعصى الله ونحن ننظر، ما استطعنا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كانوا إذا رأوا الرجل لا يحسن الصلاة علموه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان : أخشى أن لا يسعهم إلا ذلك.
قال أبو خلاد : ما من قوم فيهم من يتهاون بالصلاة ولا يأخذون على يديه إلا كان أول عقوبتهم أن ينقص من أرزاقهم.
ورأى nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: يا هذا، أقم صلبك في الركوع والسجود، وأحسن صلاتك.
[ ص: 355 ] وقيل له: الرجل يرى أهل المسجد يسيئون الصلاة؟ قال: يأمرهم. قيل له: إنهم يكثرون، وربما كان عامة أهل المسجد؟ قال: يقول لهم. قيل له: يقول لهم مرتين أو ثلاثا فلا ينتهون، يتركهم بعد ذلك؟ قال: أرجو أن يسلم - أو كلمة نحوها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل : قيل لأبي عبد الله : ترى الرجل إذا رأى الرجل لا يتم ركوعه ولا سجوده، ولا يقيم صلبه، ترى أن يأمره بالإعادة أو يمسك عنه؟ قال: إن كان يظن أنه يقبل منه أمره وقال له ووعظه حتى يحسن صلاته ; فإن الصلاة من تمام الدين.
وقوله: " إن كان يظن أنه يقبل منه " يخرج على قوله: إنه لا يجب الأمر بالمعروف إلا لمن ظن أنه يقبل.
والمشهور عنه خلافه، وأنه يجب مطلقا مع القدرة.
ويجب الأمر بإتمام الركوع والسجود وإقامة الصلب في الصلاة، وإن كان قد قال بعض الفقهاء: إن الصلاة صحيحة بدونه ; لأن الخلاف إذا كان مخالفا للسنن الصحيحة فلا يكون عذرا مسقطا للأمر بالمعروف.
وأيضا ; فالخلاف إنما هو في براءة الذمة منها، وقد أجمعوا على أنها صلاة ناقصة، ومصليها مسيء غير محسن، وجميع النصوص المذكورة في هذا الباب تدل على الأمر لمن لا يتم الركوع والسجود بإتمامها.
ومتى كان المسيء في صلاته جاهلا بما أساء فيه تعين الرفق في تعليمه، كما [ ص: 356 ] رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالذي قال له: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذه الصلاة، فعلمني، فعلمه.
فإن رأى من يفعل في صلاته مكروها لا يبطل الصلاة فأمره بتركه برفق كان حسنا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : قلت لأبي عبد الله : رجل رأى رجلا مشمرا كميه في الصلاة، أترى عليه أن يأمره؟ قال: يستحب له أن يصلي غير كاف شعرا ولا ثوبا، وليس هذا من المنكر الذي يغلظ ترك النهي عنه.
ورأى nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض رجلا يفقع أصابعه في صلاته فزبره وانتهره [ ص: 357 ] فقال له الرجل: يا هذا، ينبغي لمن يقوم لله عز وجل أن يكون ذليلا، فبكى nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل ، وقال له: صدقت.
وقوله صلى الله عليه وسلم: " إني لأراكم من وراء ظهري "، وفي رواية: " من خلفي " وفي رواية: " من بعدي " - والمراد به: من خلفي -: فيه تحذير لهم من التقصير في الصلاة وراءه، فإنهم لو كانوا بين يديه لم يقصروا في الصلاة فكذا ينبغي أن يصلوا من خلفه ; فإنه يراهم.
وفيه تنبيه على أن من كان يحسن صلاته لعلمه بنظر مخلوق إليه فإنه ينبغي أن يحسنها لعلمه بنظر الله إليه ; فإن المصلي يناجي ربه، وهو قريب منه ومطلع على سره وعلانيته.
وقد روي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ آخر، فيه: الإشارة إلى هذا المعنى من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد المقبري ، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف من صلاته رأى رجلا كان في آخر الصفوف، فقال: " أي فلان، ألا تتقي الله عز وجل في صلاتك، ألا تتم ركوعك وسجودك، ألا ينظر المصلي منكم كيف يصلي؟ وإنما يصلي لنفسه، وإنما يناجي ربه عز وجل، لا تظنون أني لا أراكم، والله إني لأرى من خلفي منكم كما أرى من بين يدي ".
[ ص: 358 ] فقوله: " ألا ينظر المصلي منكم كيف يصلي، وإنما يصلي لنفسه " يشير إلى أن نفع صلاته يعود إلى نفسه، كما قال تعالى: من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها فمن علم أنه يعمل لنفسه وأنه ملاق عمله، ثم قصر في عمله وأساءه كان مسيئا في حق نفسه، غير ناظر لها ولا ناصح.
وقوله: " وإنما يناجي ربه " إشارة إلى أنه ينبغي له أن يستحي من نظر الله إليه، واطلاعه عليه وقربه منه، وهو قائم بين يديه يناجيه، فلو استشعر هذا لأحسن صلاته غاية الإحسان، وأتقنها غاية الإتقان، كما قال صلى الله عليه وسلم: " اعبد الله كأنك تراه ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تظنون أني لا أراكم، والله إني لأرى من خلفي منكم " توبيخ لمن قصر في صلاته حيث يظن أن مخلوقا لا يراه، ثم يحسنها إذا ظن أنه يراه.
ومن هنا قال بعض العارفين: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك.
وروى إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، وأساءها حيث يخلو فذلك استهانة استهان بها ربه عز وجل ".
لعل nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية دلسه عن ضعيف.
وقوله: " إني لأرى من خلفي كما أرى من بين يدي " هو فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم خصه الله بها، فكان ينظر ببصيرته كما ينظر ببصره، فيرى من خلفه كما يرى من بين يديه.
وقد فسره nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بذلك في رواية ابن هانئ ، وتأول عليه قوله تعالى: وتقلبك في الساجدين
كما روى nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله: الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى أصحابه في صلاته من خلفه، كما يرى من بين يديه.
وتأويل الآية على هذا القول: أن الله تعالى يرى نبيه صلى الله عليه وسلم حين يقوم إلى صلاته، ويرى تقلب نظره إلى الساجدين معه في صلاته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد : قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأراكم من وراء ظهري "؟ قال: كان يرى من خلفه كما يرى من بين يديه. قلت: إن إنسانا قال لي: هو في ذلك مثل غيره، وإنما كان يراهم كما ينظر الإمام عن يمينه وشماله، فأنكر ذلك إنكارا شديدا.