وقد روي هذا الكلام عن طائفة من الصحابة كأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وغيرهم من الصحابة .
وروي معناه عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود أيضا .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره من التابعين .
وتوقف بعضهم في نقصه ، فقال : يزيد ، ولا يقال : ينقص . وروي ذلك [ ص: 8 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، والمشهور عنه كقول الجماعة .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك قال : الإيمان يتفاضل ، وهو معنى الزيادة والنقص .
وقد تلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الآيات التي فيها ذكر زيادة الإيمان ، وقد استدل بها على زيادة الإيمان أئمة السلف قديما ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، فمن بعده .
وتلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - أيضا - الآيات التي ذكر فيها زيادة الهدى ; فإن المراد بالهدى هنا فعل الطاعات ، كما قال تعالى بعد وصف المتقين بالإيمان بالغيب وإقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم ، وبالإيمان بما أنزل إلى محمد وإلى من قبله ، وباليقين بالآخرة ، ثم قال : أولئك على هدى من ربهم فسمى ذلك كله هدى ، فمن زادت طاعته فقد زاد هداه .
ولما كان الإيمان يدخل فيه المعرفة بالقلب ، والقول والعمل كله كانت زيادته بزيادة الأعمال ، ونقصانه بنقصانها .
وقد صرح بذلك كثير من السلف فقالوا : يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية .
فأما زيادة الإيمان بزيادة القول ونقصانه بنقصانه فهو كالعمل بالجوارح أيضا ; فإن من زاد ذكره لله وتلاوته لكتابه زاد إيمانه ، ومن ترك الذكر الواجب بلسانه نقص إيمانه .
وأما المعرفة بالقلب فهل تزيد وتنقص ؟ على قولين :
أحدهما : أنها لا تزيد ولا تنقص .
قال يعقوب بن بختان : سألت nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن المعرفة والقول ، يزيد وينقص ؟ قال : لا ; قد جئنا بالقول والمعرفة ، وبقي العمل .
[ ص: 9 ] ذكره أبو الخلال في كتاب " السنة " .
ومراده بالقول : التلفظ بالشهادتين خاصة .
وهذا قول طوائف من الفقهاء والمتكلمين .
والقول الثاني : أن المعرفة تزيد وتنقص .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15202المروذي : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد : في معرفة الله بالقلب يتفاضل فيه ؟ قال : نعم . قلت : ويزيد ؟ قال : نعم .
ذكره الخلال عنه ، وأبو بكر عبد العزيز في كتاب " السنة " أيضا عنه .
وهو الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى من أصحابنا في كتاب " الإيمان ، وكذلك ذكره أبو عبد الله ابن حامد .
وحكى القاضي في " المعتمد " ، nindex.php?page=showalam&ids=17001وابن عقيل في المسألة روايتان عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وتأولا رواية أنه لا يزيد ولا ينقص .
وتفسر زيادة المعرفة بمعنيين :
أحدهما : زيادة المعرفة بتفاصيل أسماء الله وصفاته وأفعاله ، وأسماء الملائكة ، والنبيين وصفاتهم والكتب المنزلة عليهم ، وتفاصيل اليوم الآخر . وهذا ظاهر لا يقبل نزاعا .
والثاني : زيادة المعرفة بالوحدانية بزيادة معرفة أدلتها ; فإن أدلتها لا تحصر ; إذ كل ذرة من الكون فيها دلالة على وجود الخالق ووحدانيته ; فمن كثرت معرفته بهذه الأدلة زادت معرفته على من ليس كذلك .
وكذلك المعرفة بالنبوات واليوم الآخر والقدر وغير ذلك من الغيب الذي [ ص: 10 ] يجب الإيمان به .
ومن هنا فرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بين مقام الإيمان ومقام الإحسان ، وجعل مقام الإحسان أن يعبد العبد ربه كأنه يراه ، والمراد أن ينور قلبه بنور الإيمان حتى يصير الغيب عنده مشهودا بقلبه كالعيان .
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي في " كتابه " أن التصديق يتفاوت ، وحكاه عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن والعلماء ، وهذا يشعر بأنه إجماع عنده .