[ ص: 538 ] دل هذان الحديثان: على ربط الأسير إلى سارية من سواري المسجد ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في زمانه سجن يسجن فيه الأسارى، ولهذا لما ندم أبو لبابة على ما قال لبني قريظة ربط نفسه بسارية من سواري المسجد.
وفي بعض نسخ "كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " في هذا الباب زيادة:
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح يأمر بالغريم أن يحبس إلى سارية المسجد.
وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي - أيضا -:
قال nindex.php?page=showalam&ids=17383يعقوب بن شيبة : ثنا عبيد بن يعيش : ثنا صيفي بن ربعي الأنصاري ، عن أبيه: حدثني مشيخة الحي ، أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا استعمل رجلا على عمل، فأتاه، فسأله عن المال، فلم يرفع إليه ما أراد. قال: فشده على أسطوانة من أساطين المسجد، فقال: أد مال الله.
وإن كان من المسلمين على دين له أو حق ليخرج منه فهو من مصالح المسلمين المحتاج إليها؛ لحفظ أموالهم واستيفاء حقوقهم، وهو من جنس القضاء في المسجد، وأمر الخصوم بإنصاف بعضهم لبعض، والخروج من الحقوق اللازمة لبعضهم بعضا، وقد سبق أن القضاء في المسجد جائز.
وهم النبي صلى الله عليه وسلم بربط الشيطان هو من عقوبات العصاة المتمردين المتعرضين لإفساد الدين، وليس من جنس إقامة الحدود بالضرب والقطع حتى تصان عنه المساجد، إنما هو حبس مجرد، فهو كحبس الأسارى من الكفار.
وبقية فوائد الحديثين تذكر في مواضع أخر - إن شاء الله تعالى.