458 470 - ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان ثنا الجعيد بن عبد الرحمن: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن خصيفة، عن nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد، قال: كنت قائما في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت فإذا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين. قال: فجئته بهما، فقال: من أنتما - ومن أين أنتما؟ - قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !
إنما فرق nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بين أهل المدينة وغيرها في هذا ; لأن أهل المدينة لا يخفى عليهم حرمة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، بخلاف من لم يكن من أهلها ; فإنه قد يخفى عليه مثل هذا القدر من احترام المسجد، فعفى عنه بجهله.
ولعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يرى هذا القبيل من المسند - أعني: إذا أخبر الصحابي عن شهرة أمر وتقريره، وأنه مما لا يخفى على أهل مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك يكون كرفعه.
وفيه: أن التنبيه في المسجد بالحصب بالحصى جائز، وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إذا [ ص: 566 ] رأى من يصلي ولا يرفع يديه حصبه بالحصى. وكذلك إذا رأى من يتكلم والإمام يخطب.
وفي هذه الرواية: "كنت قائما في المسجد" كذا هو في كثير من نسخ "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "سننه" وقرأته بخطه من رواية أبي خليفة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي ابن المديني ، وفيه: "كنت نائما" بالنون.
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " من طرق، وعنده: أنه قال: "كنت مضطجعا" وهذه صريحة في النوم، ولم ينكر عليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر نومه في المسجد.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي - أيضا - من رواية حاتم - هو: ابن إسماعيل - عن الجعيد ، عن السائب - لم يذكر بينهما: " nindex.php?page=showalam&ids=17367يزيد بن خصيفة ".
وأشار إلى ترجيح هذه الرواية على رواية القطان وفي قوله نظر.
والجعيد - ويقال: الجعد - بن عبد الرحمن بن أوس ، وينسب تارة إلى جده، وقد وقع في بعض روايات هذا الحديث تسميته: " الجعد " وفي بعضها تسميته: " الجعد بن أوس " وهو رجل واحد، فلا يتوهمن غير ذلك.
وقد روي هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من وجه آخر:
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، [ ص: 567 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع أن رجلا من ثقيف أخبره، أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب سمع ضحك رجل في المسجد، فأرسل إليه، فدعاه، فقال: ممن أنت؟ فقال: أنا رجل من أهل الطائف فقال: أما إنك لو كنت من أهل البلد لنكلت بك، إن مسجدنا هذا لا يرفع فيه الصوت.
أحدهما: أن يكون بذكر الله وقراءة القرآن والمواعظ وتعليم العلم وتعلمه، فما كان من ذلك لحاجة عموم أهل المسجد إليه، مثل الأذان والإقامة وقراءة الإمام في الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة - فهذا كله حسن مأمور به.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب علا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش، يقول: "صبحكم ومساكم" وكان إذا قرأ في الصلاة بالناس تسمع قراءته خارج المسجد، وكان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال يؤذن بين يديه ويقيم في يوم الجمعة في المسجد.
وقد كره بعض علماء المالكية في مسجد المدينة خاصة لمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيد في رفع صوته في الخطب والمواعظ على حاجة إسماع الحاضرين؛ تأدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه صلى الله عليه وسلم حاضر يسمع ذلك، فيلزم التأدب معه، كما لو كان حيا.
[ ص: 568 ] وما لا حاجة إلى الجهر فيه، فإن كان فيه أذى لغيره ممن يشتغل بالطاعات كمن يصلي لنفسه ويجهر بقراءته، حتى يغلط من يقرأ إلى جانبه أن يصلي، فإنه منهي عنه.
وفي رواية: "فلا يؤذ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد .
وكذلك رفع الصوت بالعلم زائدا على الحاجة مكروه عند أكثر العلماء، وقد سبق ذكره مستوفى في أوائل "كتاب العلم " في " باب رفع الصوت بالعلم".
الوجه الثاني: رفع الصوت بالاختصام ونحوه من أمور الدنيا، فهذا هو الذي نهى عنه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وغيره من الصحابة.
ويشبهه: إنشاد الضالة في المسجد، وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم كراهته والزجر عنه، من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وبريدة .
وأشد منه كراهة: رفع الصوت بالخصام بالباطل في أمور الدين; فإن الله ذم الجدال في الله بغير علم، والجدال بالباطل، فإذا وقع ذلك في المسجد ورفعت الأصوات به تضاعف قبحه وتحريمه.
وقد كره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره.
ورخص nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=80ومحمد بن مسلمة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في رفع الصوت في [ ص: 569 ] المسجد بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس; لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه.
وهذا مبني على جواز القضاء في المساجد. وقد سبق ذكره.