بوب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على أن الفرار من الفتن من الدين ، وليس في الحديث إلا الإشعار بفضل من يفر بدينه من الفتن ، لكن لما جعل الغنم خير مال المسلم في هذه الحال دل على أن هذا الفعل من خصال الإسلام ، والإسلام هو الدين .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس مرسلا .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : " أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم ، أنجى الناس منها صاحب شاهقة يأكل من رسل غنمها ، ورجل من وراء الدروب آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه " .
وقد وقفه بعضهم .
فهذه الروايات المقيدة بالفتن تقضي على الروايات المطلقة .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا لم يخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد .
[ ص: 99 ] وهو وهم .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن نهار العبدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد . وذكر " نهار " في إسناده وهم ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
فقوله صلى الله عليه وسلم : " يوشك " - تقريب منه للفتنة ، وقد وقع ذلك في زمن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان كما أخبر به صلى الله عليه وسلم . وهذا من جملة أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .
وإنما كان الغنم خير مال المسلم حينئذ ; لأن المعتزل عن الناس بالغنم يأكل من لحومها ونتاجها ، ويشرب من ألبانها ، ويستمتع بأصوافها باللبس وغيره ، وهي ترعى الكلأ في الجبال وترد المياه . وهذه المنافع والمرافق لا توجد في غير الغنم ; ولهذا قال : " يتبع بها شعف الجبال " وهي رءوسها وأعاليها ; فإنها تعصم من لجأ إليها من عدو ، " ومواقع القطر " ; لأنه يجد فيها الكلأ والماء فيشرب منها ويسقي غنمه وترعى غنمه من الكلإ .
وروي هذا المعنى عن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت من قوله .
وواحد الجراثيم جرثومة ، وهي أصل الشيء .
وفي هذا دلالة على أن من خرج من الأمصار فإنه يخرج معه بزاد ، وما يقتات منه .
وقوله : " يفر بدينه من الفتن " - يعني : يهرب خشية على دينه من الوقوع في الفتن ; فإن من خالط الفتن وأهل القتال على الملك لم يسلم دينه من الإثم ; إما بقتل معصوم ، أو أخذ مال معصوم ، أو المساعدة على ذلك بقول ونحوه . وكذلك لو غلب على الناس من يدعوهم إلى الدخول في كفر أو معصية حسن الفرار منه .
[ ص: 101 ] والصب : جمع صبوب ، على أن أصله صبب كرسول ورسل ، ثم خفف كرسل ; وذلك أن الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ . ويروى " صبى " على وزن حبلى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : إذا كانت الفتنة فلا بأس أن يعتزل الرجل حيث شاء ، فأما إذا لم تكن فتنة فالأمصار خير .
فأما سكنى البوادي على وجه العبادة وطلب السياحة والعزلة فمنهي عنه ، كما في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي و" صحيح nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : مر رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشعب فيه عيينة من ماء عذب ، فأعجبه طيبه وحسنه ، فقال : لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ، ولا أفعل حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فاستأمره ، فقال : " لا تفعل ; فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : ليست السياحة من الإسلام في شيء ، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين .
والسياحة على هذا الوجه قد فعلها طوائف ممن ينسب إلى عبادة واجتهاد بغير علم ، ومنهم من رجع لما عرف ذلك .
وقد كان في زمن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود جماعة من المتعبدين خرجوا إلى ظاهر الكوفة ، وبنوا مسجدا يتعبدون فيه ، منهم : عمرو بن عتبة ، ومفضل العجلي . فخرج إليهم nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وردهم على الكوفة وهدم مسجدهم ، وقال : إما أن تكونوا أهدى من أصحاب محمد ، أو تكونوا متمسكين بذنب الضلالة .
وإسناد هذا صحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أنه حكى ذلك .
وقد رأى عبد الله بن غالب الحداني رجلا في فلاة ، يأتيه رزقه ، لا يدري [ ص: 103 ] من أين يأتيه ، فقال له : إن هذه الأمة لم تؤمر بهذا ; إنما أمرت بالجمعة والجماعة ، وعيادة المرضى ، وتشييع الجنائز . فقبل منه ، وانتقل من ساعته إلى قرية فيها هذا كله .
خرج حكايته nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا .
وروي نحو هذه الحكاية أيضا عن أبي غالب صاحب nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي .
خرجها nindex.php?page=showalam&ids=15768حميد بن زنجويه .
وكذلك سكنى البوادي لتنمية المواشي والأموال كما جرى لثعلبة في ماله فمذموم أيضا .
وخرجه الخلال من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بمعناه أيضا .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15768حميد بن زنجويه من رواية ابن لهيعة : ثنا عمر مولى غفرة أنه سمع ثعلبة بن أبي مالك الأنصاري يقول : قال حارثة بن النعمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الرجل في حاشية القرية في غنيمة يشهد الصلوات ، ويئوب إلى أهله حتى إذا أكل ما حوله وتعذرت عليه الأرض قال : لو ارتفعت إلى ردعة هي أعفى كلأ من هذه ! فيرتفع حتى لا يشهد من الصلوات إلا الجمعة حتى إذا [ ص: 104 ] أكل ما حوله وتعذرت عليه الأرض قال : لو ارتفعت إلى ردعة هي أعفى كلأ من هذه ، فيرتفع حتى لا يشهد جمعة ولا يدري متى الجمعة حتى يطبع الله على قلبه " .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بمعناه .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري أن nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة لما قتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان خرج إلى الربذة ، فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال ترك المدينة .
[ ص: 105 ] وفي nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه قيل له : يا أبا عبد الرحمن ، قد أعشبت القفار فلو ابتعت أعنزا فتنزهت تصح ! فقال : لم يؤذن لأحد منا في البداء غير أسلم " .
وأسلم هي قبيلة nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع .
وقد ترخص كثير من الصحابة من المهاجرين وغيرهم في سكنى البادية ، كسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ; فإنهما لزما منزلهما بالعقيق ، فلم يكونا يأتيان المدينة في جمعة ولا غيرها حتى لحقا بالله عز وجل .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب " العزلة " .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ينزل بالشجرة وهي ذو الحليفة .
وفي رواية له : قال : فسألناها عن الهجرة ، فقالت : لا هجرة اليوم ، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله ورسوله مخافة أن يفتن عليه ، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام ، والمؤمن يعبد ربه حيث شاء ، ولكن جهاد ونية " .
وهذا يشعر بأنها إنما كانت تبدو ; لاعتقادها انقطاع الهجرة بالفتح .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يسكن بقصره بالزاوية خارج البصرة ، وكان ربما شهد الجمعة ، وربما لم يشهدها .
وفي إسناده : nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة .
وإن صح فيحمل على إطالة المقام بالبادية مدة أيام كثرة اللبن كلها ، وهي مدة طويلة يدعون فيها الجمع والجماعات .
وعن أبي عبد الله الجدلي قال : فضل أهل الأمصار على أهل القرى كفضل الرجال على النساء ، وفضل أهل القرى على أهل الكفور كفضل الأحياء على الأموات ، وسكان الكفور كسكان القبور ، وإن اللبن والعشب ليأكلان إيمان العبد كما تأكل النار الحطب .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15768حميد بن زنجويه ، وروى بإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول معنى أوله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم : النهي عن التبدي محمول على سكنى البادية والإقامة بها ، فأما التبدي ساعة أو يوما ونحوه فجائز . انتهى .
وقد كان السلف كثير منهم يخرج إلى البادية أيام الثمار واللبن .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري : كان الناس يبدون هاهنا في الثمار ثمار البصرة ، وذكر منهم عبد الله بن شقيق وغيره .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة يتبدى إلى ظهر النجف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي : كانت البداوة إلى أرض السواد أحب إليهم من البداوة إلى أرض البادية . يعني أن الخروج إلى القرى أهون من الخروج إلى البوادي .
وكان بعضهم يمتنع من ذلك لشهود الجماعة .
فروى nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم بإسناده ، عن أبي حرملة قال : اشتكى nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عينه ، فقيل له : يا أبا محمد ، لو خرجت إلى العقيق ، فنظرت إلى الخضرة ، ووجدت ريح البرية - لنفع ذلك بصرك ! فقال nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد : وكيف أصنع بشهود العشاء والعتمة ؟
وما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم من التفريق بين قصر المدة وطولها حسن ، لكنه حد القليل باليوم ونحوه ، وفيه نظر .
وفي " مراسيل nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود " من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن موسى بن شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بدا أكثر من شهرين فهي أعرابية " .
[ ص: 110 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=15768حميد بن زنجويه بإسناده ، عن خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم قال : بلغني أن من نزل السواد أربعين ليلة كتب عليه الجفاء .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة قال : البداوة شهران فما زاد فهو تعرب .