هو حديث طويل، فنذكره قطعا قطعا، ونشرح كل قطعة منه بانفرادها: قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - رحمه الله -:
484 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر الحزامي: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12049أنس بن عياض: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، أن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أخبره، nindex.php?page=hadith&LINKID=650462أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزوة، وكان في تلك الطريق أو حج أو عمرة هبط بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية، فعرس ثم حتى يصبح، ليس عند المسجد الذي بحجارة ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده في بطنه كثب، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي، فدحا فيه السيل بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه
[ ص: 594 ] ذو الحليفة : قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، وهي ميقات أهل المدينة ، وتسمى - أيضا -: الشجرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل بها حين يعتمر وحين حج حجة الوداع، وقد اعتمر منها مرتين: عمرة الحديبية ، وعمرة القضية.
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في حديثه هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل بها تحت سمرة في موضع المسجد الذي بني بها، وهذا يدل على أن المسجد لم يكن حينئذ مبنيا، إنما بني بعد ذلك في مكان منزل النبي صلى الله عليه وسلم منها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرم منها، وكان يصلي بها في موضع المسجد.
وقد روي أنه صلى في المسجد، ولعل المراد في بقعته وأرضه، قبل أن يجعل مسجدا، حتى يجمع بذلك بين الحديثين.
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "الحج" عن nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=12049أنس بن عياض ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بذي الحليفة مبدأه، وصلى في مسجدها.
[ ص: 595 ] وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : إلا من عند الشجرة .
فهذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في سفره إلى مكة .
فأما حاله في رجوعه إلى المدينة إذا رجع على ذي الحليفة من حج أو عمرة، أو من غزاة في تلك الجهة، فإنه كان يهبط بطن واد هنالك، فإذا ظهر من بطن الوادي أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية، فيعرس هناك حتى يصبح.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : التعريس: نزول استراحة بغير إقامة، وفي الأكثر يكون آخر الليل، ينزلون فينامون نومة خفيفة، ثم يرتحلون.
[ ص: 596 ] وخرج فيه - أيضا - من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء بذي الحليفة فصلى بها، وكان عبد الله يفعل ذلك.
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مع حديث nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الذي قبله، وخرج حديث nindex.php?page=showalam&ids=12049أنس بن عياض بلفظ آخر.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم : أن المسجد كان ببطن الوادي، وفي حديث موسى بن عقبة عن نافع - الطويل الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هنا - أنه كان مبنيا بحجارة على أكمة، وفي حديثه: أنه كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده، في بطنه كثب، كان النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصلي.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الخليج: واد له عمق، ينشق من آخر أعظم منه. والكثب: جمع كثيب، وهو ما غلظ وارتفع عن وجه الأرض.
[ ص: 597 ] وقوله: " فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه ".
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معنى "دحا السيل": سواه بما حمل من البطحاء. والبطحاء: حجارة ورمل.
وهذه الصلاة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في هذا الموضع قد جاء في رواية أنها كانت صلاة الصبح إذا أصبح.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كلامه على حديث nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك الذي ذكرناه من قبل: هذه البطحاء المذكورة في هذا الحديث هي المعروفة عند أهل المدينة وغيرهم بالمعرس .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في " الموطأ ": لا ينبغي لأحد أن يتجاوز المعرس إذا قفل حتى يصلي فيه، وأنه من مر به في غير وقت صلاة فليقم حتى تحل الصلاة ثم يصلي ما بدا له ; لأنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس به، وأن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أناخ به.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : واستحبه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، ولم يأمر به.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة : من مر بالمعرس من ذي الحليفة فإن أحب أن يعرس به حتى يصلي فعل، وليس ذلك عليه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن : هو عندنا من المنازل التي نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في [ ص: 598 ] طريق مكة ، وبلغنا أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر كان يتبع آثاره، فلذلك كان ينزل بالمعرس ، لا أنه كان يراه واجبا ولا سنة على الناس. قال: ولو كان واجبا أو سنة من سنن الحج لكان سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقفون وينزلون ويصلون، ولم يكن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ينفرد بذلك دونهم.
وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي : ليس نزوله صلى الله عليه وسلم بالمعرس كسائر نزوله بطريق مكة ; لأنه كان يصلي الفريضة حيث أمكنه، والمعرس إنما كان يصلي فيه نافلة. قال: ولو كان المعرس كسائر المنازل ما أنكر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر على nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع تأخره عنه.
وذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر سبقه إلى المعرس فأبطأ عليه، فقال له: ما حبسك؟ فذكر عذرا، قال: ما ظننت أنك أخذت الطريق ولو فعلت لأوجعتك ضربا. انتهى.
وفي قوله: "إنه صلى بالمعرس نافلة" نظر، وقد قدمنا أنه إنما صلى به الصبح لما أصبح.
وظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : استحباب الصلاة بالمعرس ، فإنه قال في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح : كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر لا يمر بموضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى فيه، حتى إنه صب الماء في أصل شجرة، فكانnindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يصب الماء في أصلها.
وإنما أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ذلك مخرج الاحتجاج به ; فإنه في أول هذه الرواية استحب ما كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يفعله من مسح منبر النبي صلى الله عليه وسلم ومقعده منه.
وقد تبين بهذه النصوص المذكورة في هذا الموضع: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من المدينة إلى مكة في طريق ويرجع في غيره، كما كان يفعل ذلك في العيدين، وكما كان يدخل مكة من أعلاها ويخرج من أسفلها.
[ ص: 599 ] وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "الحج" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم - أيضا.
وهذا يدل على أن موضع الشجرة - وهو مسجد ذي الحليفة - غير طريق المعرس ، والذي كان يرجع منه.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
ثم رجعنا إلى بقية حديث nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا.