وهذا مروي عن طائفة من السلف ، منهم nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وابن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل بن حيان وغيرهم .
[ ص: 117 ] وكذلك رجحه nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي كما رجحه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ; لأنهما لا يفرقان بين الإسلام والإيمان ، فإذا انتفى أحدهما انتفى الآخر .
وهو اختيار nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، وحكاه عن أكثر أهل السنة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وداود .
وأما من يفرق بين الإسلام والإيمان فإنه يستدل بهذه الآية على الفرق بينهما ، ويقول : نفي الإيمان عنهم لا يلزم منه نفي الإسلام ، كما نفى الإيمان عن الزاني والسارق والشارب وإن كان الإسلام عنهم غير منفي .
وقد ورد هذا المعنى في الآية عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ، وروي عن ابن زيد معناه أيضا . وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره .
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في هذه الآية ، قال : قولوا أسلمنا شهادة أن لا إله إلا الله ، وهو دين الله ، والإسلام درجة ، والإيمان تحقيق في القلب ، والهجرة في الإيمان درجة ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في سبيل الله درجة .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم .
فجعل nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة الإسلام الكلمة ، وهي أصل الدين ، والإيمان ما قام بالقلوب من تحقيق التصديق بالغيب ، فهؤلاء القوم لم يحققوا الإيمان في قلوبهم ، وإنما دخل في قلوبهم تصديق ضعيف بحيث صح به إسلامهم .
واختلف من فرق بين الإسلام والإيمان في حقيقة الفرق بينهما ; فقالت طائفة : الإسلام كلمة الشهادتين والإيمان العمل ، وهذا مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب ، وهو رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وهي المذهب عند nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبي يعلى وغيره من أصحابه .
ويشبه هذا قول ابن زيد في تفسير هذه الآية ، قال : لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم ، فرد الله عليهم ، وقال : لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا فقال : الإسلام إقرار ، والإيمان تصديق .
وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11997أبي خيثمة وغيره من أهل الحديث .
وقد ضعف ابن حامد من أصحابنا هذا القول عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وقال : الصحيح أن مذهبه أن الإسلام قول وعمل رواية واحدة ، ولكن لا تدخل كل الأعمال في الإسلام كما تدخل في الإيمان .
وذكر أن المنصوص عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه لا يكفر تارك الصلاة ، فالصلاة من خصال الإيمان دون الإسلام ، وكذلك اجتناب الكبائر من شرائط الإيمان دون الإسلام .
كذا قال ، وأكثر أصحابنا أن ظاهر مذهب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد تكفير تارك الصلاة ، فلو لم تكن الصلاة من الإسلام لم يكن تاركها عنده كافرا .
والنصوص الدالة على أن الأعمال داخلة في الإسلام كثيرة جدا .
وقد ذهب طائفة إلى أن الإسلام عام والإيمان خاص ، فمن ارتكب الكبائر خرج من دائرة الإيمان الخاصة إلى دائرة الإسلام العامة .
[ ص: 119 ] هذا مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11957أبي جعفر محمد بن علي ، وضعفه ابن نصر المروزي من جهة راويه عنه وهو فضيل بن يسار ، وطعن فيه . وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد نحو هذا أيضا .
وحكي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أيضا ; فإنه قال في رواية الشالنجي في مرتكب الكبائر : يخرج من الإيمان ، ويقع في الإسلام .
ونقل nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد معناه .
وقد تأول هذه الرواية nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى وأقرها غيره ، وهي اختيار أبي عبد الله ابن بطة وابن حامد وغيرهما من الأصحاب .
وقالت طائفة : الفرق بين الإسلام والإيمان أن الإيمان هو التصديق تصديق القلب ، فهو علم القلب وعمله ، والإسلام الخضوع والاستسلام والانقياد ; فهو عمل القلب والجوارح .
وهذا قول كثير من العلماء ، وقد حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11894أبو الفضل التميمي عن أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وهو قول طوائف من المتكلمين .
لكن المتكلمون عندهم أن الأعمال لا تدخل في الإيمان وتدخل في الإسلام ، وأما أصحابنا وغيرهم من أهل الحديث فعندهم أن الأعمال تدخل في الإيمان مع اختلافهم في دخولها في الإسلام ، كما سبق .
فلهذا قال كثير من العلماء : إن الإسلام والإيمان تختلف دلالتهما بالإفراد والاقتران ; فإن أفرد أحدهما دخل الآخر فيه ، وإن قرن بينهما كانا شيئين حينئذ .
وبهذا يجمع بين حديث سؤال جبريل عن الإسلام والإيمان ، ففرق النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما ، وبين حديث وفد عبد القيس حيث فسر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان المنفرد [ ص: 120 ] بما فسر به الإيمان المقرون في حديث جبريل .
وقد حكى هذا القول nindex.php?page=showalam&ids=13779أبو بكر الإسماعيلي عن كثير من أهل السنة والجماعة ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة ما يدل عليه ، وهو أقرب الأقوال في هذه المسألة وأشبهها بالنصوص ، والله أعلم .
والقول بالفرق بين الإسلام والإيمان مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=16101وشريك ، nindex.php?page=showalam&ids=16349وعبد الرحمن بن مهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، ومؤمل بن إهاب . وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك أيضا ، وقد سبق حكايته عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبي خيثمة . وكذلك حكاه nindex.php?page=showalam&ids=15584أبو بكر ابن السمعاني عن أهل السنة والجماعة جملة .
فحكاية ابن نصر nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر عن الأكثرين التسوية بينهما غير جيد ، بل قد قيل : إن السلف لم يرو عنهم غير التفريق ، والله أعلم .