قلنا : أكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يعلم الباب ؟ قال : نعم ، كما أن دون غد الليلة ، إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط ، فهبنا أن نسأل nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، فأمرنا nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروقا فسأله ، فقال : الباب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
وغلب في العرف استعمال الفتنة في الوقوع فيما يسوء .
[ ص: 35 ] والفتنة نوعان : أحدهما : خاصة ، تختص بالرجل في نفسه . والثاني : عامة ، تعم الناس .
فالفتنة الخاصة : ابتلاء الرجل في خاصة نفسه بأهله وماله وولده وجاره ، وقد قال [تعالى] : إنما أموالكم وأولادكم فتنة فإن ذلك غالبا يلهي عن طلب الآخرة والاستعداد لها ، ويشغل عن ذلك .
فظهر بهذا : أن الإنسان يبتلى بماله وولده وأهله وبجاره المجاور له ، ويفتتن بذلك ، فتارة يلهيه الاشتغال به عما ينفعه في آخرته ، وتارة تحمله محبته على أن يفعل لأجله بعض ما لا يحبه الله ، وتارة يقصر في حقه الواجب عليه ، وتارة يظلمه ويأتي إليه ما يكرهه الله من قول أو فعل ، فيسأل عنه ويطالب به .
فإذا حصل للإنسان شيء من هذه الفتن الخاصة ، ثم صلى أو صام أو تصدق أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر كان ذلك كفارة له ، وإذا كان الإنسان تسوؤه سيئته ، ويعمل لأجلها عملا صالحا كان ذلك دليلا على إيمانه .
وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد " ، عن رجل سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما الإيمان [ ص: 36 ] يا رسول الله ؟ قال : ( أن تؤمن بالله ورسوله ) ، فأعادها ثلاثا ، فقال له في الثالثة : ( أتحب أن أخبرك ما صريح الإيمان ؟ ) فقال : ذلك الذي أردت . فقال : ( إن صريح الإيمان إذا أسأت أو ظلمت أحدا : عبدك أو أمتك ، أو واحدا من الناس ، صمت أو تصدقت وإذا أحسنت استبشرت ) .
وأما الفتن العامة : فهي التي تموج موج البحر ، وتضطرب ، ويتبع بعضها بعضا كأمواج البحر ، فكان أولهما فتنة قتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان - رضي الله عنه - وما نشأ منها من افتراق قلوب المسلمين ، وتشعب أهوائهم وتكفير بعضهم بعضا ، وسفك بعضهم دماء بعض ، وكان الباب المغلق الذي بين الناس وبين الفتن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - ، وكان قتل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كسرا لذلك الباب ، فلذلك لم يغلق ذلك الباب بعده أبدا .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة أكثر الناس سؤالا للنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفتن ، وأكثر الناس علما بها ، فكان عنده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بالفتن العامة والخاصة ، وهو حدث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر تفاصيل الفتن العامة ، وبالباب الذي بين الناس وبينها ، وأنه هو nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، ولهذا قال : إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط ، والأغاليط : جمع أغلوطة ، وهي التي يغالط بها ، واحدها : أغلوطة ومغلطة ، والمعنى : أنه حدثه حديثا حقا ، ليس فيه مرية ، ولا إيهام .
وهذا مما يستدل به على أن رواية مثل nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة يحصل بها لمن سمعها العلم اليقيني الذي لا شك فيه ; فإن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر علم ذلك وتيقنه كما تيقن أن دون غد الليلة لما حدثه به من الحديث الذي لا يحتمل غير الحق والصدق .
وقد كانت الصحابة تعرف في زمان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن بقاء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أمان للناس من الفتن .
وفي " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " أن nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد لما عزله nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، قال له رجل : [ ص: 37 ] اصبر أيها الأمير ، فإن الفتن قد ظهرت . فقال nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد : وابن الخطاب حي ! إنما يكون بعده - رضي الله عنهما - .