قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره : لما حجب أعداءه في السخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضا .
والأحاديث في ذلك كثيرة جدا ، وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعضها في أواخر " الصحيح " في " كتاب التوحيد " ، وقد أجمع على ذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من الأئمة وأتباعهم .
[ ص: 134 ] وإنما خالف فيه طوائف أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ونحوهم ممن يرد النصوص الصحيحة لخيالات فاسدة وشبهات باطلة ، يخيلها لهم الشيطان ، فيسرعون إلى قبولها منه ، ويوهمهم أن هذه النصوص الصحيحة تستلزم باطلا ، ويسميه تشبيها أو تجسيما ، فينفرون منه ، كما خيل إلى المشركين قبلهم أن عبادة الأوثان ونحوها تعظيم لجناب الرب ، وأنه لا يتوصل إليه من غير وسائط تعبد فتقرب إليه زلفى ، وأن ذلك أبلغ في التعظيم والاحترام ، وقاسه لهم على ملوك بني آدم ، فاستجابوا لذلك ، وقبلوه منه .
وإنما بعث الله الرسل وأنزل الكتب لإبطال ذلك كله ، فمن اتبع ما جاءوا به فقد اهتدى ، ومن أعرض عنه أو عن شيء منه واعترض فقد ضل .
وقوله : " كما ترون هذا القمر " شبه الرؤية بالرؤية ، لا المرئي بالمرئي سبحانه وتعالى .
وإنما شبه الرؤية برؤية البدر ; لمعنيين :
أحدهما : أن رؤية القمر ليلة البدر لا يشك فيه ولا يمترى .
والثاني : يستوي فيه جميع الناس من غير مشقة .
وقد ظن المريسي ونحوه ممن ضل وافترى على الله ، أن هذا الحديث يرد ; لما يتضمن من التشبيه ، فضل وأضل . واتفق السلف الصالح على تلقي هذا الحديث بالقبول والتصديق .
قال nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون : من كذب بهذا الحديث فهو بريء من الله ورسوله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : من رد هذا الحديث فاحسبوه من الجهمية .
وكان حسين الجعفي إذا حدث بهذا الحديث قال : زعم المريسي .
[ ص: 135 ] وقوله : " لا تضامون في رؤيته " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : " لا تضامون " ، روي على وجهين :
مفتوحة التاء ، مشددة الميم . وأصله تتضامون ، أي : لا يضام بعضكم بعضا ، أي : لا يزاحم ، من الضم ، كما يفعل الناس في طلب الشيء الخفي ، يريد أنكم ترون ربكم وكل واحد منكم وادع في مكانه ، لا ينازعه فيه أحد .
والآخر : مخفف : تضامون - بضم التاء - من الضيم ، أي : لا يضيم بعضكم بعضا فيه . انتهى .
وذكر ابن السمعاني فيه رواية ثالثة : " تضامون " - بضم التاء ، وتشديد الميم - ، قال : ومعناها : لا تزاحمون ، قال : ورواية فتح التاء مع تشديد الميم معناها : لا تزاحمون .
وقوله : " كما ترون القمر ليلة البدر " يقوي المعنى الأول .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وقال : صحيح الإسناد .
وقد ذكر أبو عبد الله بن منده إجماع أهل العلم على قبول هذا الحديث ونقل nindex.php?page=showalam&ids=14304عباس الدوري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين أنه استحسنه .
وقوله : " فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " . أمر بالمحافظة على هاتين الصلاتين ، وهما صلاة الفجر وصلاة العصر ، وفيه إشارة إلى عظم قدر هاتين الصلاتين ، وأنهما أشرف الصلوات الخمس ، ولهذا قيل في كل منهما : إنها الصلاة الوسطى ، والقول بأن الوسطى غيرهما لا تعويل عليه .
وقد قيل في مناسبة الأمر بالمحافظة على هاتين الصلاتين عقيب ذكر الرؤية : أن أعلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل ، وأشرف ما في الدنيا من الأعمال - هاتان الصلاتان ، فالمحافظة عليهما يرجى بها دخول الجنة ورؤية الله عز وجل فيها .
وقيل : هو إشارة إلى أن دخول الجنة إنما يحصل بالصلاة مع الإيمان ، فمن [ ص: 137 ] لا يصلي فليس بمسلم ، ولا يدخل الجنة بل هو من أهل النار ، ولهذا قال أهل النار لما قيل لهم : ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين
ويظهر وجه آخر في ذلك ، وهو : أن أعلى أهل الجنة منزلة من ينظر في وجه الله عز وجل مرتين بكرة وعشيا ، وعموم أهل الجنة يرونه في كل جمعة في يوم المزيد ، والمحافظة على هاتين الصلاتين على ميقاتهما ووضوئهما وخشوعهما وآدابهما يرجى به أن يوجب النظر إلى الله عز وجل في الجنة في هذين الوقتين .
خرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، وهذا لفظه . وخرجه - أيضا - موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . وثوير فيه ضعف .
وقد روي هذا المعنى من حديث nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة الأسلمي مرفوعا - أيضا - ، وفي إسناده ضعف .
وقاله غير واحد من السلف ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة وغيره .
فالمحافظة على هاتين الصلاتين تكون سببا لرؤية الله في الجنة في مثل هذين الوقتين ، كما أن المحافظة على الجمعة سبب لرؤية الله في يوم المزيد في الجنة ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : سارعوا إلى الجمعات ; فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل [ ص: 138 ] جمعة على كثيب من كافور أبيض ، فيكونون منه في الدنو على قدر تبكيرهم إلى الجمعات .
وروي عنه مرفوعا .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : من دخل الجنة من أهل القرى لم ينظر إلى وجه الله ; لأنهم لا يشهدون الجمعة .
خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في " كتاب الشافي " بإسناد ضعيف .
وقد روي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - مرفوعا - : " إن النساء يرين ربهن في الجنة في يومي العيدين " .
والمعنى في ذلك : أنهن كن يشاركن الرجال في شهود العيدين دون الجمع .
وقد روي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=97جرير البجلي في هذا الحديث : ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسبح بحمد ربك الآية .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16132أبو إسماعيل الأنصاري في " كتاب الفاروق " .
وقد قيل : إن هذه الكلمة مدرجة ، وإنما القارئ هو nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في " صحيحه " عن nindex.php?page=showalam&ids=11997أبي خيثمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية - فذكر الحديث ، وقال في آخره : ثم قرأ nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
[ ص: 139 ] وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16707عمرو بن زرارة وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية ، وأدرجه عنه آخرون .