قد سبق هذا الحديث والكلام عليه في ( باب : فضل صلاة العصر ) ، وليس في هذه الرواية زيادة على ما في الرواية السابقة ، إلا الشك في ( تضامون أو تضاهون ) ، وقد سبق تفسير : تضامون .
وأما ( تضاهون ) : فإن كانت محفوظة ، فالمعنى - والله أعلم - : أنكم لا تشبهون به عند رؤيته شيئا من خلقه ; فإنه سبحانه وتعالى لا مثل له ولا عدل ولا كفء .
وروى أبو حمة محمد بن يوسف : حدثنا أبو قرة الزبيدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن زياد بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ، يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إذا كان يوم القيامة جمعت الأمم ، ودعي كل أناس بإمامهم ) - فذكر الحديث بطوله ، إلى أن قال : ( حتى يبقى المسلمون ، فيقف عليهم ، فيقول : من أنتم ؟ فيقولون : نحن المسلمون . قال : خير اسم وخير داعية . فيقول : من نبيكم ؟ فيقولون : محمد ، فيقول : ما كتابكم ؟ فيقولون : القرآن ، فيقول : ما تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله وحده ، لا شريك له . قال : سينفعكم ذلك إن صدقتم . قالوا : هذا يومنا الذي وعدنا . فيقول : أتعرفون الله إن رأيتموه ؟ فيقولون : نعم . فيقول : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ فيقولون : نعلم أنه لا عدل له . قال : فيتجلى لهم تبارك وتعالى ، فيقولون : أنت ربنا تباركت أسماؤك ، ويخرون له سجدا ، ثم يمضي النور بأهله ) .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16132أبو إسماعيل الأنصاري في ( كتاب الفاروق ) .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد حديث nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله ، وقال في روايته : ( لا تضارون في رؤيته ) .
وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 213 ] وقد خرج حديثهما nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في آخر ( كتابه ) .
ورويت : ( تضارون ) بتشديد الراء وتخفيفها .
فمن رواه بالتشديد ، فالمعنى : لا يخالف بعضكم بعضا فيكذبه ، كما يفعل الناس في رؤية الأشياء الخفية عليهم كالأهلة . يقال : ضاررته مضارة إذا خالفته ، ومنه سميت الضرة لمخالفتها الأخرى .
وقيل : المعنى : لا تضايقون ، والمضارة : المضايقة . ذكره الهروي .
ومن رواه بتخفيف الراء ، فهي من الضير ، والضير : الضر ، يقال : ضاره يضيره ويضوره ، إذا ضره . وهي قريبة من المعنى إلى الأولى .
وفسر قوله : ( هل تمارون ) بأن المعنى : هل تشكون ، والمرية : الشك .
ويحتمل أن يكون المراد : هل يحصل لكم تمار واختلاف في رؤيتهما ؟ فكما لا يحصل لكم في رؤيتهما تمار واختصام ، فكذلك رؤية الله عز وجل .
والتماري والتنازع إنما يقع من الشك وعدم اليقين ، كما يقع في رؤية الأهلة .
وقوله في هذه الرواية : ثم قال : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها هكذا في هذه الرواية ، وهذا إشارة إلى آية سورة ( طه ) ، وتلك إنما هي بالواو ( وسبح ) ، وفي الرواية السابقة فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب . وهو إشارة إلى آية سورة ( ق ) وهي بالفاء كما في الرواية .