وقال إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول : إنه على إيمان جبريل وميكائيل .
ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : ما خافه إلا مؤمن ، ولا أمنه إلا منافق .
فذكر عن إبراهيم التيمي أنه قال : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا .
وهذا معروف عنه ، وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر الفريابي بإسناد صحيح عنه ، ولفظه " ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون كذابا " .
[ ص: 178 ] ومعناه أن المؤمن يصف الإيمان بقوله ، وعمله يقصر عن وصفه ، فيخشى على نفسه أن يكون عمله مكذبا لقوله .
كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة أنه قال : المنافق الذي يصف الإسلام ، ولا يعمل به .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال : إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم ، قالوا : وكيف يكون المنافق عليما ؟ قال : يتكلم بالحكمة ، ويعمل بالجور أو قال بالمنكر .
وقال الجعد أبو عثمان : قلت لأبي رجاء العطاردي : هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخشون النفاق ؟ قال : نعم ، إني أدركت بحمد الله منهم صدرا حسنا ، نعم شديدا نعم شديدا ، وكان قد أدرك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
وممن كان يتعوذ من النفاق ويتخوفه من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء ، وأبو أيوب الأنصاري .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب : كل آية في القرآن فيها ذكر النفاق أخافها على نفسي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة : كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يخشاه وآمنه أنا ؟!
وكلام nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في هذا المعنى كثير جدا ، وكذلك كلام أئمة الإسلام بعدهم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15942زيد بن أبي الزرقاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث :
نقول : الإيمان قول وعمل ، وهم يقولون : الإيمان قول ولا عمل .
ونقول : الإيمان يزيد وينقص ، وهم يقولون : لا يزيد ولا ينقص .
ونحن نقول : النفاق ، وهم يقولون : لا نفاق .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11816أبو إسحاق الفزاري عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : قد خاف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر على نفسه [ ص: 179 ] النفاق ! قال : فقلت nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي : إنهم يقولون : إن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم يخف أن يكون يومئذ منافقا حين سأل nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، لكن خاف أن يبتلى بذلك قبل أن يموت ! قال : هذا قول أهل البدع .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في رواية ابن هانئ ، وسئل : ما تقول فيمن لا يخاف النفاق على نفسه ؟ فقال : ومن يأمن على نفسه النفاق ؟
وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره من أن النفاق أصغر وأكبر ، فالنفاق الأصغر هو نفاق العمل ، وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم ، وهو باب النفاق الأكبر ، فيخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية ، كما قال تعالى : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وقال : ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة
والأثر الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة هو معروف عنه من رواية الصلت بن دينار ، عنه . وفي الصلت ضعف .
وفي بعض الروايات عنه عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة قال : أدركت زيادة على خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما مات أحد منهم إلا وهو يخاف النفاق [ ص: 180 ] على نفسه .
وأما الأثر الذي ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن فقال : ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : ما خافه إلا مؤمن ، ولا أمنه إلا منافق - فهذا مشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، صحيح عنه .
والعجب من قوله في هذا : ويذكر ، وفي قوله في الذي قبله : وقال nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة - جزما .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في كتاب " الإيمان " له : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16862مؤمل قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يقول : والله ، ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ، ولا أمسى على وجهها مؤمن - إلا وهو يخاف النفاق على نفسه ، وما أمن النفاق إلا منافق .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة قال : ثنا هشام قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يقول : والله ، ما مضى مؤمن ولا بقي إلا يخاف النفاق ، ولا أمنه إلا منافق .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14907جعفر الفريابي في كتاب " صفة المنافق " من حديث جعفر بن سليمان ، عن معلى بن زياد قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو : ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق ، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن .
[ ص: 181 ] قال : وكان يقول : من لم يخف النفاق فهو منافق .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=15684حبيب بن الشهيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : إن القوم لما رأوا هذا النفاق يغول الإيمان لم يكن لهم هم غير النفاق .
والروايات في هذا المعنى عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كثيرة .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد ذلك : " وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة ; لقول الله تعالى : ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .
فمراده أن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية ، وبالوصول إلى النفاق الخالص وإلى سوء الخاتمة ، نعوذ بالله من ذلك ، كما يقال : إن المعاصي بريد الكفر .
[ ص: 182 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا الحسن بن موسى قال : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=15684حبيب بن الشهيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : ما يرى هؤلاء أن أعمالا تحبط أعمالا ، والله عز وجل يقول : لا ترفعوا أصواتكم إلى قوله : أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر سأل الناس عنها ، فقالوا : الله أعلم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ضربت مثلا لعمل . قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لأي عمل ؟ قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لعمل . قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم يبعث الله إليه الشيطان ، فيعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني : هو الرجل يختم له بشرك أو عمل كبيرة ، فيحبط عمله كله .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم في " تفسيره " من رواية أبي جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية قال : كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب ، كما لا ينفع مع الشرك عمل صالح ، فأنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فخافوا الكبائر بعد أن تحبط الأعمال .
وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن في قوله : ولا تبطلوا أعمالكم قال : بالمعاصي .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في قوله تعالى : ولا تبطلوا أعمالكم قال : بالكبائر .
وبإسناده عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة في هذه الآية قال : من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا عمله بعمل سيئ فليفعل ، ولا قوة إلا بالله ; فإن الخير ينسخ الشر ، وإن الشر ينسخ الخير ، وإن ملاك الأعمال خواتيمها .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال في هذه الآية : يقول : لا تعصوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمركم به من القتال ، فتبطل حسناتكم .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان قال : بلغنا أنها نزلت ، فشقت على أصحاب النبي [ ص: 184 ] - صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ يرون أنه ليس شيء من حسناتهم إلا هي مقبولة . فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فبلغني - والله أعلم - أنهم ذكروا الكبائر التي وجبت لأهلها النار ، حتى جاءت الآية الأخرى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : لما جاءت هذه الآية كففنا عن القول في ذلك ، ورددنا إلى الله عز وجل ، وكنا نخاف على من ركب الكبائر والفواحش أنها تهلكه .
والآثار عن السلف في حبوط الأعمال بالكبيرة كثيرة جدا يطول استقصاؤها .
حتى قال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عنه مرفوعا .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء قال : إن الرجل ليتكلم في غضبه بكلمة يهدم بها عمل ستين سنة أو سبعين سنة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد ، عنه : ما يؤمن أحدكم أن ينظر النظرة ، فيحبط عمله .
وأما من زعم أن القول بإحباط الحسنات بالسيئات قول الخوارج والمعتزلة خاصة - فقد أبطل فيما قال ، ولم يقف على أقوال السلف الصالح في ذلك .
نعم ، المعتزلة والخوارج أبطلوا بالكبيرة الإيمان كله ، وخلدوا بها في النار ، وهذا هو القول الباطل الذي تفردوا به في ذلك .