628 659 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650619أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ، ما لم يحدث : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ) .
دل هذا الحديث على فضل أمرين :
أحدهما : الجلوس في المصلى ، وهو موضع الصلاة التي صلاها ، والمراد به في المجلس دون البيت ، وآخر الحديث يدل عليه .
( وإن الملائكة تصلي عليه ما لم يحدث ) وقد فسر صلاة الملائكة عليه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة ، والصلاة قد فسرت بالدعاء ، وفسرت بالثناء والتنويه بالذكر ، ودعاء الملائكة بينهم لعبد هو تنويه منهم بذكره وثناء عليه بحسن عمله .
وقد قيل : صلاتهم عليه مقبولة ما لم يحدث .
وقد اختلف في تفسير الحدث : هل هو الحدث الناقض للوضوء ، أو [ ص: 55 ] الحدث باللسان من الكلام الفاحش ونحوه ، ومثله الحدث بالأفعال التي لا تجوز ؟ وقد أشرنا إلى هذا الاختلاف في ( كتاب الطهارة ) .
وذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره إلى أنه الحدث الناقض للوضوء ، ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ؛ لأن المحدث وإن جلس في المسجد فهو غير منتظر للصلاة ؛ لأنه غير قادر عليها .
والثاني : أن منتظر الصلاة لا يزال في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه .
وقد فسر ذلك بأنه ( لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ) ، وهذا يشمل من دخل المسجد للصلاة فيه جماعة قبل إقامة الصلاة فجلس ينتظر الصلاة ، ومن صلى مع الإمام ثم جلس ينتظر الصلاة الثانية .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
[ ص: 57 ] وفي تمام حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ويتبسم .
وهذا يدل على أنه لم ينكر على من تحدث وضحك في ذلك الوقت ، فهذا الحديث يدل على أن المراد بمصلاه الذي يجلس فيه المسجد كله .
وإلى هذا ذهب طائفة من العلماء ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة من أصحابنا ، وغيره .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ما يخالف هذا .
فهذا يدل على أنه إذا تحول من موضع صلاته من المسجد إلى غيره من المسجد انقطع حكم جلوسه في مصلاه ، فإن جلس ينتظر الصلاة كان حكمه حكم من ينتظرها ، وصلت عليه الملائكة - أيضا - فإن لم يجلس منتظرا للصلاة فلا شيء له ؛ لأنه لم يجلس في مصلاه ولا هو منتظر للصلاة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : إلا أنه لا يقال : إنه تصلي عليه الملائكة .
يعني : على المتحول من مكانه ، وهو ينتظر الصلاة كما تصلي على الذي في مصلاه ينتظر الصلاة .
يشير إلى أن الحديث المرفوع إنما فيه صلاة الملائكة على من يجلس في مصلاه لا على المنتظر للصلاة .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : هو حديث كوفي ، وإسناده حسن .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر - أيضا - أنه يحتمل أن يكون بقاؤه في مصلاه شرطا في انتظار الصلاة - أيضا - كما كان شرطا في الجلوس في مصلاه .
وهذا الذي قاله بعيد ، وإنما يمكن أن يقال فيمن صلى صلاة ثم جلس ينتظر صلاة أخرى ، فأما من دخل المسجد ليصلي صلاة واحدة وجلس ينتظرها قبل أن تقام فأي مصلى له حتى يشترط أن لا يفارقه ؟
قال : وقيامه من مجلسه ، المراد به : قيامه لعرض الدنيا ، فأما إذا قام إلى ما يعينه على ما كان يصنعه في مجلسه من الذكر .
يعني : أنه غير مراد ، ولا قاطع للصلاة عليه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .