تبويب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا واستدلاله وتقريره يدل على أنه يرى أن مسمى الإيمان والإسلام واحد ; فإنه قرر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجاب جبريل عن سؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان وعلم الساعة ، ثم قال : " هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم " ، فجعله كله دينا .
وأكد ذلك بأن في حديث وفد عبد القيس أنهم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان ، فأجابهم بما أجاب به جبريل عن سؤاله عن الإسلام ، فدل على أن الإسلام والإيمان واحد .
وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر وغيرهما .
وأما من فرق بين الإسلام والإيمان ، وهم أكثر العلماء من السلف ومن بعدهم حتى قيل : إنه لا يعلم عن السلف في ذلك خلاف .
فأظهر الأجوبة عما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن الإسلام والإيمان تختلف دلالته بالإفراد والاقتران ; فإن أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ; فلذلك فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 190 ] الإيمان المسئول عنه مفردا في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام في حديث جبريل الذي قرن فيه الإسلام بالإيمان . وإن اقترنا كان هذا له معنى ، وهذا له معنى .
وبكل حال فالأعمال داخلة في مسمى الإيمان ، لا يختلفون في ذلك .
وممن ذكر هذا التفصيل nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن كثير من أهل السنة والجماعة . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=15584أبو بكر ابن السمعاني عن أهل السنة والجماعة التفريق بين الإسلام والإيمان .
وممن روي عنه التفريق بينهما من السلف nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند ، nindex.php?page=showalam&ids=11957وأبو جعفر محمد بن علي ، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16101وشريك ، nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب ، nindex.php?page=showalam&ids=16349وابن مهدي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، وغيرهم - على اختلاف بينهم في صفة التفريق .
وروي التسوية بينهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري من وجه فيه نظر .
وقد تقدم الكلام على هذه المسألة مستوفى بما فيه كفاية ، والله أعلم .