استدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الحديث على أن أهل الفضل والعلم أحق بالإمامة من غيرهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر من بين الصحابة كلهم بالصلاة بالناس ، وروجع في ذلك مرارا وهو يأبى إلا تقديمه في الصلاة على غيره من الصحابة ، وإنما قدمه لعلمه وفضله ؛ فأما فضله على سائر الصحابة فهو مما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة ، وأما علمه فكذلك .
وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=15584أبو بكر ابن السمعاني وغيره إجماع أهل السنة عليه ، أيضا .
وهذا مما يستدل به من قال : إن الأفقه والأعلم مقدم على الأقرأ ؛ فإن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب كان أقرأ الصحابة ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ( أبي أقرؤنا ) .
[ ص: 118 ] خرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة مرسلا من غير ذكر ( nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ، وهو أصح عند كثير من الحفاظ .
فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب في الصلاة بالناس دل على أن الأعلم والأفقه والأفضل مقدم على الأقرأ .
فقالت طائفة : يقدم الأفقه ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث : يؤمهم أفضلهم وخيرهم ، ثم أقرؤهم ، ثم أسنهم .
وقالت طائفة : يقدم الأقرأ على الأفقه ، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق وأصحاب الرأي ، حكاه عنهم nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر واختاره .
وما حكيناه عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، حكاه أصحابه عنه في كتبهم المصنفة على مذهبه .
ونص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على أنه يقدم الأقرأ إذا كان يعرف ما تحتاج إليه الصلاة من الفقه ، وكذلك قال كثير من المحققين من أصحابه ، وحكوا مذهبه على هذا الوجه .
وخرج - أيضا - فيه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : لما قدم المهاجرون الأولون قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم nindex.php?page=showalam&ids=267سالم مولى أبي حذيفة ، وكان أكثرهم قرآنا .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=672422 ( ليؤمكم قراؤكم ) .
[ ص: 120 ] وفي الباب أحاديث أخر .
وقد تأول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره هذه الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خاطب أصحابه ، وكان أكثرهم قرآنا أكثرهم فقها ؛ فإن قراءتهم كانت علما وعملا بخلاف من بعدهم .
وأجيب عن هذا بوجهين :
أحدهما : أن هذا خطاب عام للأمة كلهم ، فلا يختص بالصحابة .
والثاني : أنه فرق بين الأقرأ والأعلم بالسنة ، وقدم الأقرأ عليه .
وأجاب الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن تقديم النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وغيره ، بأنه أراد بذلك التنبيه على خلافته ، فلهذا المعنى قدمه في الصلاة على الناس كلهم .
وقد منع بعضهم أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أقرأ من nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، لأن المراد بالأقرأ في الإمامة الأكثر قرآنا ، وقال : كان أبو بكر يقرأ القرآن كله ، فلا مزية لأبي بن كعب عليه في ذلك ، وامتاز أبو بكر بالعلم والفضل .
وهذه المسألة لأصحابنا فيها وجهان : إذا اجتمع قارئان ، أحدهما أكثر قرآنا ، والآخر أجود قراءة ، فهل يقدم الأكثر قرآنا على الأجود قراءة ، أم بالعكس ؟
وأكثر الأحاديث تدل على اعتبار كثرة القرآن .
وإن اجتمع فقيهان قارئان ، أحدهما أفقه ، والآخر أجود قراءة ، ففي أيهما يقدم وجهان ، أيضا .
وقيل : إن المنصوص عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، أنه يقدم الأقرأ .