وقول الله بالجر، عطف على الأشربة المجرورة بالإضافة، والآية بتمامها مذكورة في رواية الأكثرين، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر إلى قوله (رجس) الآية، وأول الآية: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذه الآية تمهيدا لما يذكره من الأحاديث التي وردت في الخمر، وقد ذكرناها في سورة المائدة، وسبب نزولها ما قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=12171أبي ميسرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=671706لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية التي في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير فدعي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في النساء يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فكان منادي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة ينادي: أن لا يقرب الصلاة سكران، فدعي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت التي في المائدة، فدعي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فقرئت عليه، فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: انتهينا انتهينا وهكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طرق عن nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق، وصحح هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني .
قوله الخمر اختلف أهل اللغة في اشتقاق اسم الخمر على ألفاظ قريبة المعاني، فقيل: سميت خمرا؛ لأنها تخمر العقل، أي: تغطيه وتستره، ومنه خمار المرأة؛ لأنه يغطي رأسها، وقيل: مشتقة من المخامرة وهي المخالطة; لأنها تخالط العقل، وقيل: سميت خمرا لأنها تركت حتى أدركت، يقال خمر العجين، أي بلغ إدراكه، وقيل: سميت خمرا لتغطيتها الدماغ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة: هي مؤنثة، وقد ذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، وأنشد قول الأعشى:
وكأن الخمر العتيق من الإسفنـ ـط ممزوجة بماء زلال
وذكرها حيث قال: العتيق لإرادة الشراب، ولها أسماء كثيرة، وذكر صاحب التلويح ما يناهز تسعين اسما، وذكر ابن المعتز مائة وعشرين اسما، وذكر ابن دحية مائة وتسعين اسما.
قوله والميسر القمار، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس: كل شيء من القمار فهو الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز. وقال راشد بن سعيد، وحمزة بن حبيب: حتى الكعاب، والجوز، والبيض التي يلعب بها الصبيان. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: الميسر القمار، مصدر من يسر كالموعد والمرجع من فعلهما، يقال: يسرته إذا قمرته، واشتقاقه من اليسر; لأنه أخذ مال الرجل بيسر وسهولة من غير تعب ولا كد، أو من اليسار؛ لأنه يسلب يساره.
قوله والأنصاب جمع نصب بضم الصاد وسكونها، وهو حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية ويتخذونه صنما، فيعبدونه، وقيل: كانوا ينصبونه ويذبحون عليه، فيحمر بالدم.
قوله والأزلام جمع زلم، وهو بفتح الزاي، وهي عبارة عن قداح ثلاثة على أحدها: "أمرني ربي" وعلى الآخر: "نهاني ربي" والثالث عطل ليس عليه شيء، فإذا خرج الآمر فعله، وإذا خرج الناهي تركه، وإن طلع الفارغ أعاد الاستقسام، وقيل: نعتت الخمر بأنها رجس، أي نجسة وقذرة، ولا عين توصف بذلك إلا وهي محرمة، يدل على ذلك الميتة والدم، والرجس قد ورد في كتاب الله عز وجل، والمراد به الكفر، قال الله تعالى: فزادتهم رجسا إلى رجسهم يعني الكفر، ولا يصح أن يكون الرجس المذكور في آية الخمر يراد به الكفر; لأن الأعيان لا يصح أن تكون إيمانا ولا كفرا، ولأن الخمر لو كانت كفرا لوجب أن يكون العصير إيمانا; لأن الكفر والإيمان طريقهما الاعتقاد والقول، وإنما أطلق عليها الرجس؛ لكونها أقوى في التحريم وأوكد عند العلماء، وقد مر في التفسير بأبسط من هذا.