254 - " أحسنوا إذا وليتم؛ واعفوا عما ملكتم " ؛ nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في مكارم الأخلاق؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد .
(أحسنوا) ؛ بفتح؛ فسكون؛ فكسر؛ (إذا وليتم) ؛ بفتح أوله؛ مخففا؛ ويجوز ضمه؛ مثقلا؛ أي: إذا وليتم ولاية؛ يعني: إمارة؛ ونحوها؛ فأحسنوا إلى الرعية؛ ومن وليتم عليهم؛ قولا؛ وفعلا؛ وفي نسخة: " فيما وليتم" ؛ ومن الإحسان إليهم إحسان القتلة؛ وإقامة الحدود؛ والتعازير؛ والتأديب؛ (واعفوا عما ملكتم) ؛ من الأرقاء؛ بأن تتجاوزوا عن المسيء؛ إن كان للتجاوز أهلا؛ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ؛ والإحسان في كل شيء بحسبه؛ ورب نفس كريمة تخضع؛ وترجع بالعفو؛ ونفس لئيمة؛ لو سومحت لفسدت؛ وأفسدت؛ والله يعلم المفسد من المصلح ؛ وهذا في غير الحدود؛ وحق الخلق؛ أما الحد فيقام؛ لئلا يعصى الله في أمره؛ ونهيه؛ لكن يجب على السيد أن يعاقبه لله؛ لا لنفسه؛ ولا شفاء لغيظه؛ ولا يجاوز الكمية؛ ولا يتعدى في الكيفية؛ وإلا فالقصاص قائم يوم القيامة؛ والتأديب المحمود ما هو لله؛ والمذموم ما للنفس؛ والناس في هذا طبقات؛ فمن كان قلبه لله؛ أمكنه أن يؤدبه في أمر الدنيا؛ والآخرة لله؛ ومن لم يكن كذلك؛ بل غلبه هواه؛ فلا يضرب إلا في أمر الدين فقط؛ بحسبه؛ ليكون لله؛ أما في أمر الدنيا؛ من نفع؛ أو ضر؛ فلا؛ لأنه إنما يغضب لنفسه.