(صم رمضان والذي يليه) ؛ أي: شوالا ما عدا يوم الفطر (وكل) يوم (أربعاء وخميس) من كل جمعة (فإذا أنت قد صمت الدهر) قال الطيبي : الفاء جواب شرط محذوف؛ أي: إنك لو فعلت ما قلت لك فأنت قد صمت الدهر وإذا [ ص: 206 ] جواب جيء تأكيدا للربط، وقال الحافظ العراقي : فيه كراهة صيام الدهر أو أنه خلاف الأولى وفيه استحباب صيام شوال وفيه إطلاق اسم الكل والمراد البعض لامتناع صوم يوم الفطر، واستحباب صوم الأربعاء والخميس واستحباب المداومة على ذلك من قوله وكل أربعاء، وفيه تضعيف الأعمال من قوله فإذا أنت قد صمت الدهر، قال: وقد وقع في روايتنا من سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود في هذا الحديث: فإذا أنت بالتنوين، وفيه إثبات الضدين باعتبار حالين؛ لأنه أثبت له الصيام والفطر في الأيام التي أفطرها وهذا مثل ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه دعي إلى الطعام فقال للرسول - عليه الصلاة والسلام - : إني صائم ثم جاء فأكل، فقيل له في ذلك فقال: إني صمت ثلاثة أيام من الشهر فإني صائم في فضل الله مفطر في ضيافة الله، فأثبت له الوصفين أحدهما باعتبار الأجر، والآخر باعتبار مباشرة الفطر
(هب عن مسلم) بن عبيد الله (القرشي) ويقال عبيد الله بن مسلم قال: سئلت أو سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام الدهر فذكره، رمز المصنف لصحته وظاهر تصرفه أنه لم يخرجه أحد من الستة وإلا لما عدل عنه، وإنه لشيء عجاب؛ فقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي باللفظ المزبور، كلهم في الصوم من حديث مسلم المذكور، وقال: غريب، ولم يضعفه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود