(أحسنوا إلى محسن الأنصار) ؛ بالقول والفعل؛ قال ابن الكمال: والإحسان: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير؛ (واعفوا عن مسيئهم) ؛ ما فرط منه؛ من زلة؛ وحذف المفعول للتعميم؛ وذلك لما لهم من المآثر الحميدة؛ من نصرة الدين؛ وإيواء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصحبه؛ وبإيثارهم من الأموال والأنفس؛ وهذا - وإن كان عاما في التجاوز - فما هو إلا على منهاج التكرمة؛ وزيادة المبالغة في العفو؛ وإلا فلا مزية لهم إلا فيما كان من إساءة لا تتعلق بحد حر؛ ولا بحد عبد؛ فهو من قبيل خبر: " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" ؛ وهذا من جوامع الكلم؛ لأن الحال منحصر في الضر؛ والنفع؛ وفي الشخص المحسن؛ والمسيء؛ وفيه من أنواع البديع الطباق.
(طب؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد) ؛ الساعدي ؛ nindex.php?page=showalam&ids=166 (وعبد الله بن جعفر ) ؛ ابن أبي طالب؛ (معا) ؛ قال العباس بن سهل: دخل سهل على الحجاج وهو متكئ؛ فقال له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أحسنوا..." ؛ إلى آخره؛ قال: من يشهد لك؟ قال: هذان عند كتفيك؛ nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر ؛ وإبراهيم بن محمد بن حاطب ؛ فقالا: نعم؛ رواه كله nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ؛ قال الهيتمي: وفيه عبد المهيمن بن عياش بن سهل؛ وهو ضعيف؛ انتهى؛ وبه يعرف ما في رمز المصنف لصحته؛ نعم؛ رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بمعناه في ضمن حديث خطب به؛ ولفظه: " أما بعد؛ فإن هذا الحي من الأنصار يقلون؛ ويكثر الناس؛ فمن ولي شيئا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع به أحدا؛ فليقبل من محسنهم؛ وليتجاوز عن مسيئهم" .