(اختتن) ؛ بهمزة وصل مكسورة؛ (إبراهيم) ؛ الخليل؛ أي: قطع قلفة ذكر نفسه؛ و" الختان" : اسم لفعل الخاتن؛ وقيل مصدر؛ ويسمى به محل الختن أيضا؛ ومنه خبر: " إذا التقى الختانان..." ؛ (وهو ابن ثمانين سنة) ؛ وفي رواية: " وهو ابن عشرين ومائة سنة" ؛ وجمع جمع بأنه عاش مائتي سنة؛ ثمانين غير مختون؛ وعشرين ومائة مختونا؛ ورده ابن القيم بأنه قال: اختتن وهو ابن مائة وعشرين سنة؛ ولم يقل: اختتن لمائة وعشرين؛ قال: وأما خبر: " اختتن وهو ابن عشرين ومائة؛ ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة" ؛ فحديث معلول؛ لا يعارض ما في الصحيحين؛ ولا يصح تأويله بما ذكره القائل؛ لأنه قال: ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة؛ وبأن الذي يحتمله على بعد قوله: " اختتن لمائة وعشرين" ؛ أن يكون المراد: بقيت من عمره؛ لا مضت؛ والمعروف من مثل هذا الاستعمال إنما هو إذا كان الباقي أقل من الماضي؛ فإن المشهور من استعمال العرب في " خلت" ؛ و" مضت" ؛ أنه من أول الشهر إلى نصفه؛ يقال: " خلت" ؛ و" خلون" ؛ ومن نصفه إلى آخره يقال: " بقيت" ؛ و" بقين" ؛ فقوله: " لمائة وعشرين" ؛ بقيت من عمره؛ كقوله: " لثنتين وعشرين ليلة بقيت من الشهر" ؛ وهو لا يسوغ؛ انتهى؛ وجمع ابن حجر بأن المراد بقوله: " وهو ابن ثمانين" ؛ أي: من وقت فراق قومه؛ وهاجر من العراق إلى الشام وهو ابن مائة وعشرين؛ أي: من مولده؛ وأن بعض الرواة رأى مائة وعشرين؛ فظنها " إلا عشرين" ؛ أو عكسه؛ (بالقدوم) ؛ بفتح القاف؛ والتخفيف؛ آلة النجار؛ يعني: الفأس؛ كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ؛ وروي بالتشديد أيضا عن الأصيلي وغيره؛ وأنكره بعضهم؛ وقيل: ليس المراد الآلة؛ بل المكان الذي وقع فيه؛ وهو بالوجهين أيضا قرية بالشام؛ أو جبل بالحجاز؛ بقرب المدينة؛ أو قرية بكلب؛ أو موضع بعمان؛ أو ثنية في جبل ببلاد سدوس؛ أو حصن باليمن؛ والأكثر على أنه بالتخفيف؛ وإرادة الآلة؛ ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ؛ والقرطبي؛ وقال الزركشي؛ وابن [ ص: 208 ] حجر: إنه الأصح؛ بدليل رواية nindex.php?page=showalam&ids=12201أبي يعلى أنه عجل قبل أن يعلم الآلة؛ فاشتد عليه؛ انتهى؛ وذكر ابن القيم nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم nindex.php?page=showalam&ids=16138والديلمي نحوه؛ وقال: قد يتفق الأمران؛ فيكون اختتن بالآلة؛ وفي الموضع قال: وممن اختتن أيضا المسيح؛ قال القرطبي : وأول من اختتن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ثم لم يزل ذلك سنة عامة؛ معمولا بها في ذريته؛ وأهل الأديان المنتمين لدينه؛ وهذا حكم التوراة على بني إسرائيل كلهم؛ ولم تزل أنبياء بني إسرائيل يختتنون؛ حتى عيسى - عليه الصلاة والسلام - غير أن طوائف من النصارى تأولوا ما في التوراة بأن المقصود زوال قلفة القلب؛ لا جلدة الذكر؛ فتركوا المشروع من الختان بضرب من الهذيان؛ وليس هو أول جهالتهم؛ فكم لهم منها! وكم..! وكم..! ويكفيك أنهم زادوا على أنبيائهم في الفهم؛ وغلطوا فيما عملوا عليه؛ وقضوا به من الحكم.
(حم ق؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) ؛ وفي الباب غيره أيضا.