(أخلصوا أعمالكم لله) ؛ فإن الإخلاص هو كمال الدين؛ وأعم ذلك البراءة من الشرك؛ بألا تتخذ مع الله إلها آخر؛ لأن الشرك في الإلهية لا تصح معه المعاملة بالعبادة؛ وأخص منه الإخلاص بالبراءة من الشرك الخفي؛ بألا يرى لله (تعالى) شريكا في شيء من أسمائه الظاهرة؛ فإن الشرك في أسمائه (تعالى) لا يصح معه قبول؛ كما قال: (فإن الله لا يقبل) ؛ من الأعمال؛ (إلا ما) ؛ أي: عملا؛ (خلص له) ؛ من جميع الأغيار؛ فالإخلاص شرط لقبول كل طاعة؛ ولكل عمل من المأمورات خصوص اسم في الإخلاص؛ كإخلاص المنفق بأن الإنعام من الله؛ لا من العبد؛ وكإخلاص المجاهد بأن النصر من الله؛ لا من العبد المجاهد؛ قال الله (تعالى): وما النصر إلا من عند الله ؛ وكذا سائر الأعمال؛ وأساس ذلك طمأنينة النفس بربها؛ في قوامها من غير طمأنينتها بشيء سواه؛ فمتى اطمأنت النفس بما تقدر عليه؛ أو بما تملكه من مملوك؛ أو بما تستند إليه من غير الله؛ ردت جميع عبادتها لما اطمأنت إليه؛ وكتب اسمها على وجهه؛ وكان عبد الرياء والمراء؛ وما المرء إلا عبد ربه؛ " تعس عبد الدينار [ ص: 218 ] والدرهم والخميصة" ؛ وهذا هو الذي أحبط عمل العاملين؛ من حيث لا يشعرون؛ إنا لله؛ وإنا إليه راجعون؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الإمام الغزالي : سبيل النجاة أن تخلص عملك؛ وتجرد إرادتك لله؛ والقلوب والنواصي بيده - سبحانه وتعالى -؛ فهو يميل إليك القلوب؛ ويجمع لك النفوس؛ ويشحن من حبك الصدور؛ فتنال من ذلك ما لا تناله بجهدك؛ وقصدك؛ وإن لم تفعل وقصدت رضا المخلوق دونه؛ صرف عنك القلوب؛ ونفر منك النفوس؛ وأسخط عليك الخلق؛ فتكون من الخاسرين.
(قط)؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=190الضحاك بن قيس)؛ ابن خالد الفهري ؛ الأمير المشهور؛ ولم يرمز له بشيء.