(قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين) ؛ أي: القائمين بما وجب عليهم من حق الحق والخلق (ما لا عين رأت) [ ص: 474 ] أي: ما لا رأت العيون كلها لا عين واحدة فإن العين في سياق النفي تفيد الاستغراق ومثله قوله (ولا أذن سمعت) بتنوين (عين وأذن) وروي بفتحها (ولا خطر على قلب بشر) معناه أنه تعالى ادخر في الجنة من النعيم والخيرات واللذات ما لم يطلع عليه أحد من الخلق بطريق من الطرق فذكر الرؤية والسمع؛ لأن أكثر المحسوسات تدرك بهما والإدراك ببقية الحواس أقل ولا يكون غالبا إلا بعد تقدم رؤية أو سماع ثم زاد أنه لم يجعل لأحد طريقا إلى توهمها بذكر وخطور على قلب؛ فقد جلت عن أن يدركها فكر وخاطر واستشكاله بأن جبريل رآها في عدة أخبار وأجيب بأنه تعالى خلق ذلك فيها بعد رؤيتها وبأن المراد عين البشر وآذانهم وبأن ذلك يتجدد لهم في الجنة كل وقت وبأن جبريل إنما ينظر ما أعد لعامتهم، ولهذا قال بعض العارفين: المراد هنا التجليات الإلهية التي يتفضل بها الحق في الآخرة على خواصه؛ لأنها نعم خالقيات وأما النعم الخلقيات التي أخبر بها النبي - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم - في جنة النعيم؛ فقد رأتها الأعين وسمعتها الآذان وخطرت على قلوب البشر وإلا لما أخبرها أحد وأما التجليات الإلهية التي يتفضل بها الحق في الآخرة على خواصه فما رأتها عين ولا سمعت حقيقتها أذن ولا خطرت على قلب بشر؛ إذ كل ما يخطر بالبال أو يمر بالخيال فالله بخلافه بكل حال وظاهر كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه، والأمر بخلافه بل بقيته في صحيح مسلم ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن لا ملك مقرب ولا نبي مرسل؛ أي نوع عظيم من الثواب ادخر لأولئك وأخفي عن الخلق وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم عقيب قوله ولا خطر على قلب بشر ما نصه nindex.php?page=hadith&LINKID=690481 (ذخرا، بله ما أطلعكم الله عليه) ثم قرأ فلا تعلم نفس الآية اهـ وزعم بعضهم أن قراءة الآية من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة لا المرفوع وسياق مسلم يرده [تنبيه] في قوله أعددت دليل على أن الجنة مخلوقة الآن، وقول الطيبي تخصيص البشر؛ لأنهم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهتمون بشأنه بخلاف الملائكة عورض بما زاده nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في حديثه الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل
(حم ق ت هـ عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ) وفي الباب nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره