6019 - nindex.php?page=hadith&LINKID=63784 (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل: فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) (حم م 4) عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - (صح) .
(قال الله تعالى قسمت الصلاة) ؛ أي: قراءتها بدليل تفسيره بها قاله nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري يعني الفاتحة، سميت بذلك؛ لأنها لا تصح إلا بها كقوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=663184الحج عرفة، وقيل من أسماء الفاتحة الصلاة فهي المعينة في الحديث (بيني وبين عبدي) وقدم تعالى نفسه في البينية، فقال أولا بيني؛ لأنه الواجب الوجود لنفسه وإنما استفاد العبد الوجود منه (نصفين) باعتبار المعنى لا اللفظ؛ لأن نصف الدعاء من قوله وإياك نستعين يزيد على نصف الثناء أو المراد قسمين والنصف قد يراد به أحد قسمي الشيء؛ أي: نصف عباده إلى مالك يوم الدين وهو حق الرب، ونصف منا له إلى آخرها، وهو حق العبد ولا ضمير في زيادة كلمات أحد القسمين على الآخر؛ لأن كل شيء تحته نوعان أحدهما نصف له وإن لم يتحسد عددهما (ولعبدي ما سأل) ؛ أي: له السؤال ومني الإعطاء فـ الحمد لله رب العالمين آية الرحمن الرحيم آية ثانية مالك يوم الدين ثالثة إياك نعبد وإياك نستعين رابعة اهدنا الصراط المستقيم خامسة صراط الذين أنعمت عليهم سادسة غير المغضوب عليهم ولا الضالين سابعة، فثلاث آيات لله تعالى وثلاث للعبد وواحدة بين العبد ومولاه فالتي لله هي الثلاث الأول وحينئذ (فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين) تمسك به من لا يرى البسملة منها لكونه لم يذكرها وأجيب بأن التنصيف يرجع إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة (قال الله تعالى حمدني عبدي) ؛ أي: مجدني وأثنى علي بما أنا أهله، قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن عربي : ومن هو العبد حتى يقول الله سبحانه وتعالى يقول العبد كذا فيقول الله كذا لولا العناية الإلهية والتفضل الرباني لما وقع الاشتراك في المناجاة بقوله قال لي وقلت (فإذا قال: الرحمن الرحيم) ؛ أي: الموصوف بكمال الإنعام (قال الله أثنى علي عبدي) لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية (فإذا قال: مالك يوم الدين، قال مجدني عبدي) عظمني (فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) فالذي للعبد منها إياك نعبد ؛ أي: والذي لله وإياك نستعين (فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي) ؛ أي: خاص به (ولعبدي ما سأل) قال الطيبي: السورة في هذا التقدير أثلاث وقال في الثلث الأول حمدني وأثنى علي فأضافهما إلى نفسه، وقال في الثلث الآخر هذا لعبدي ولعبدي ما سأل فخصه بالعبد وفي [ ص: 476 ] الوسط جمع بينهما، وقال هذا بيني وبين عبدي، قال العارف البوبي : وإذا حققت وجدت الآيات كلها لله تعالى فإنك إنما عبدته بإرادته ومعونته إذ العبد لا حول له ولا قوة ولا إرادة إلا بحوله تعالى وإرادته. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في خلق الأعمال: قد بين بهذا الحديث أن القراءة غير المقروء، فالقراءة هي التلاوة والتلاوة غير المتلو فبين أن سؤال العبد غير ما يعطيه الله، وأن قول الغير غير كلام الرب هذا من العبد الدعاء والتضرع، ومن الله الأمر والإجابة فالقرآن كلام الرب والقراءة فعل العبد اهـ وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن عربي : فيه أن القراءة في الصلاة لا تجزئ إلا بأم القرآن؛ لأنه تعالى بين أنه لا يناجى إلا بكلامه وبالجامع من كلامه، والأم هي الجامعة، فالحديث القدسي مفسر لما تيسر من القرآن [تنبيه] قال بعض العارفين: من كان في صلاته يشهد الغير معرى عن شهود الحق فيه فليس بمصل فلا يكون مناجيا، والحق لا يناجى في الصلاة بالألفاظ بل بالحضور، فالقائل الحمد لله بغير حضور مع الله لسانه لا عينه، فيقول الله عند ذلك حمدني لسان عبدي لا عبدي، فإن حضر قال حمدني عبدي المفروض عليه مناجاتي فالعبد إذا حضر تضمن اللسان وسائر الجوارح وإذا لم يحضر لم تقم عنه جارحة من جوارحه ولا من غير نفسها اهـ قال القاضي : وهذا الحديث يدل على فضل الفاتحة لا وجوبها إلا أن يقال قسمت الصلاة من حيث إنها عامة شاملة لأفراد الصلاة كلها في معنى قولنا: كل صلاة مقسومة على هذا الوجه ويلزمه أن كل ما لا يكون مقسوما هكذا لا يكون صلاة والخالي عن الفاتحة لا يكون مقسوما على هذا الوجه فلا يكون صلاة