(قال الله تعالى إذا تقرب إلي العبد) ؛ أي: طلب قربة مني بالطاعة (شبرا) ؛ أي: مقدارا قليلا (تقربت إليه ذراعا) ؛ أي: أوصلت رحمتي إليه قدرا أزيد منه وكلما زاد العبد قربا زاده الله رحمة (وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا) معروف وهو قدر مد اليدين (وإذا أتى إلي مشيا أتيته هرولة) وهو الإسراع في المشي؛ أي: أوصل إليه رحمتي بسرعة، قال النووي : معناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة؛ أي: صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، وقال في المطامح: الذراع والباع والشبر والهرولة ونحوها مقامات وأحوال مختلفة في الإجابة بحسب اختلاف درجات الخلق عند الحق سبحانه، وقال القاضي : العبد لا يزال يتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات وأصناف الرياضات ويترقى من مقام إلى آخر أعلى منه حتى يحبه فيجعله مستغرقا بملاحظة جناب قدسه بحيث ما لاحظ شيئا إلا لاحظ ربه فما التفت إلى حاس ومحسوس وصانع ومصنوع وفاعل ومفعول إلا رأى الله وهو آخر درجات السالكين وأول درجات الواصلين
(خ عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) بن مالك (وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . هب [ ص: 483 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان) الفارسي