(قال الله تعالى إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه) بالتثنية؛ أي: محبوبتيه؛ أي: بفقدهما وفسره الراوي أو المصنف بقوله (يريد عينيه) سماهما بذلك؛ لأن العالم عالمان عالم الغيب وعالم الشهادة وكل منهما محبوب ومدرك الأول البصيرة ومدرك الثاني البصر واشتق الحبيب من حبة القلب وهي سويداؤه نظير سواد العين، قال أبو الطيب:
يود أن سواد الليل دام له . . . يزيد فيه سواد القلب والبصر
؛ ولأن السرور يكنى عنه بقرة العين لما يشاهد المحبوب ويكنى عن الحزن بسخونتها للمفارقة عنه (ثم صبر) زاد nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي واحتسب بأن يستحضر ما وعد به الصابرون ويعمل به (عوضته منهما الجنة) ؛ أي: دخولها؛ لأن فاقدهما حبيس فالدنيا سجنه حتى يدخل الجنة فيا له من عوض ما أعظمه والالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا والالتذاذ بالجنة باق ببقائها قال الطيبي: وثم للتراخي في الرتبة؛ لأن ابتلاء الله العبد نعمة، وصبره عليه مقتض لتضاعف تلك النعمة لقوله إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ولما أصيب nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ببصره أنشد:
إن يذهب الله من عيني نورهما . . . ففي لساني وقلبي للهدى نور
عقلي ذكي وقولي غير ذي خطل . . . وفي فمي صارم كالسيف مأثور
(حم خ) في كتاب المرض (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) بن مالك