(أخوف ما أخاف على أمتي) ؛ اتباع (الهوى) ؛ بالقصر؛ وهو ميل النفس وانحرافها نحو المذموم شرعا؛ على ما مر؛ (وطول الأمل) ؛ بالتحريك؛ رجاء ما تحبه النفس؛ كما مر؛ وذلك لأنه إذا أنس بالدنيا ولذتها ثقل عليه فراقها؛ وأقلع عن التفكير في الموت؛ الذي هو سبب مفارقتها؛ فيمني نفسه أبدا بما يوافق مرادها؛ وهو البقاء في الدنيا؛ فلا يزال يتوهمه؛ ويقدره في نفسه؛ ويقدر توابع البقاء بما يحتاجه من مال؛ وخدم؛ ودار؛ وغيرها؛ فيعكف قلبه على هذا الفكر؛ فيلهو عن الموت؛ ولا يحذر فوته؛ فإن خطر بباله سوف؛ وقال: الأيام بين يديك؛ فإلى أن تكبر تتوب؛ فإذا كبر قال: حتى أشيخ؛ فإذا شاخ قال: حتى أفرغ من بناء داري؛ وعمارة ضيعتي؛ وقهر عدوي؛ الذي يشمت بي؛ فلا يزال كذلك لا يفرغ من شغل إلا علق بتمام آخر؛ إلى أن تخطفه منيته في وقت لا يحتسبه؛ فمن ثم خافه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عليهم؛ قال الحراني : أكبر الهم والاهتمام إنما هو من طول الأمل؛ فلأجله يتكلف الأعمال والأشغال؛ ويجمع ويدخر الأموال؛ الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا ؛ ونبه بقوله: " وطول الأمل" ؛ على أن المذموم الاسترسال فيه؛ وعدم الاستعداد للآخرة؛ أما أصله فلا ذم فيه؛ إذ لولاه لم يتهن أحد بعيش؛ ولولاه لم يصف العلماء.
(عد؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ) ؛ قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف؛ ورواه عنه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم باللفظ المزبور؛ وزاد: " أما الهوى فيصد عن الحق؛ وأما طول الأمل فينسي الآخرة" ؛ ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم ؛ عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي؛ وزاد: " ألا وإن الدنيا ترجلت مدبرة؛ ألا وإن الآخرة قد ترجلت مقبلة؛ ولكل واحدة منهما بنون؛ فكونوا من أبناء الآخرة؛ ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب؛ وغدا حساب ولا عمل" .