(كاد الفقر) ؛ أي: الفقر مع الاضطرار إلى ما لا بد منه كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي (أن يكون كفرا) ؛ أي: قارب أن يوقع في الكفر؛ لأنه يحمل على حسد الأغنياء والحسد يأكل الحسنات وعلى التذلل لهم بما يدنس به عرضه ويثلم به دينه وعلى عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق، وذلك إن لم يكن كفرا فهو جار إليه ولذلك استعاذ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الفقر، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذلي في سؤال الناس، قال: ووالله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت ببلية من فقر أو مرض فلعلي أكفر ولا أشعر فلذلك قال: كاد الفقر أن يكون كفرا؛ لأنه يحمل المرء على ركوب كل صعب وذلول وربما يؤديه إلى الاعتراض على الله والتصرف في ملكه كما فعل ابن الراوندي في قوله:
هذا الذي ترك الأوهام حائرة . . . وصير العالم النحرير زنديقا
والفقر نعمة من نعم الله إلى الإنابة والالتجاء إليه والطلب منه وهو حلية الأنبياء ورتبة الأولياء وزي الصلحاء ومن ثم ورد خبر: (إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين) فهو نعمة جليلة بيد أنه مؤلم شديد التحمل [تنبيه] قال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : هذا الحديث ثناء على المال ولا تقف على وجه الجمع بين المدح والذم إلا بأن تعرف حكمة المال ومقصوده وإفادته وغوائله حتى ينكشف لك أنه خير من وجه شر من وجوه وليس بخير محض ولا بشر محض، بل هو سبب للأمرين معا يمدح مرة ويذم مرة والبصير المميز يدرك أن المحمود منه غير المذموم ( وكاد الحسد أن يكون سابق القدر ) ؛ أي: كاد الحسد في قلب الحاسد أن يغلب على العلم بالقدر فلا يرى أن النعمة التي حسد عليها أنها صارت إليه بقدر الله وقضائه كما أنها لا تزول إلا بقضائه وقدره، وغرض الحاسد زوال نعمة المحسود ولو تحقق القدر لم يحسده واستسلم وعلم أن الكل بقدر [تنبيه] قال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في الإنصاف: لا يستعمل أن مع كاد في اختيار ولذلك لم يأت في القرآن ولا في كلام فصيح، فأما حديث كاد الفقر أن يكون كفرا فإن صح فزيادة أن من كلام الراوي لا من كلام الرسول؛ لأنه أفصح من نطق بالضاد، وقال النووي : إثبات أن مع كاد جائز لكنه قليل، وقال ابن مالك : وقوع خبر كاد مقرونا بأن قد خفي على أكثر النحاة وقوعه، والصحيح جوازه لكنه قليل، ولذلك لم يقع في القرآن لكن عدم وقوعه فيه لا يمنع من استعماله قياسا
(حل) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15244المسيب بن واضح عن nindex.php?page=showalam&ids=17399يوسف بن أسباط عن سفيان عن حجاج بن قرافصة عن يزيد الرقاشي (عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ) ويزيد الرقاشي قال في الميزان: تالف، وحجاج، قال nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة : ليس بقوي، ورواه عنه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الشعب وفيه يزيد المذكور ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من وجه آخر بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=940919 (كاد الحسد أن يسبق القدر وكادت الحاجة أن تكون كفرا) قال الحافظ العراقي : وفيه ضعف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي : طرقه كلها ضعيفة، قال الزركشي : لكن يشهد له ما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مرفوعا (اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر) فقال رجل: ويعتدلان؟ قال (نعم) .