(كف عنا جشاءك) هو الريح الذي يخرج من المعدة عند الشبع؛ (فإن أكثرهم) يعني الناس (شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة) والنهي عن الجشاء نهي عن سببه وهو الشبع وهو مذموم طبا وشرعا، كيف وهو يقرب الشيطان ويهيج النفس إلى الطغيان، والجوع يضيق مجاري الشيطان ويكسر سطوة النفس فيندفع شرهما، ومن الشبع تنشأ شدة الشبق إلى المنكوحات، ثم يتبعها شدة الرغبة إلى الجاه والمال اللذان هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات، ثم يتبع ذلك استكثار المال والجاه وأنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات، ثم يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء، ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء، ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء والبطر والأشر وذلك مفض إلى الجوع في القيامة وعدم السلامة إلا من رحم ربك.
(ت هـ عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) بن الخطاب قال: تجشأ رجل عند النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فذكره. قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن غريب وذلك الرجل هو nindex.php?page=showalam&ids=9473أبو جحيفة كما صرح به في عدة روايات، وكان لم يبلغ الحلم. قال في المعارف: ولم يأكل بعد ذلك ملء بطنه حتى فارق الدنيا، رمز المصنف لحسنه.