[ ص: 89 ] (كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه) تعليما لأمته آداب الأكل؛ فإن الأكل مما يلي الغير مكروه لما فيه من مزيد الشره والنهمة وإلحاق الأذى بمن أكل معه، وسببه أن كل آكل كالحائز لما يليه من الطعام فأخذ الغير له تعد عليه مع ما فيه من تقذر النفوس مما خاضت فيه الأيدي، ثم هو سوء أدب من غير فائدة إذا كان الطعام لونا واحدا، أما إذا اختلفت أنواعه فيرخص فيه كما أشار إليه بقوله: (وإذا أتي بالتمر جالت) بالجيم (يده فيه) أي دارت في جهاته وجوانبه فتناول منه ما أحب، من جال الفرس في الميدان يجول جولا وجولانا قطع جوانبه، والجول الناحية، وجال في البلاد طاف فيها غير مستقر، وذلك لفقد العلة المذكورة فيما قبله، ومنه أخذ nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي أن محل ندب الأكل مما يليه ما إذا كان الطعام لونا واحدا وما إذا كان غير فاكهة، أما هي فله أن يجيل يده فيها لأنها في معنى التمر. قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : إذا كان الطعام صنفا واحدا لم يكن للجولان فيه معنى إلا الشره والمجاعة، وإذا كان ذا ألوان كان جولانها له معنى وهو اختيار ما استطاب منه. اهـ. وقضيته ما مر أنه لا يكره الأكل من غير ما يليه إذا أكل وحده، لكن صرح بعض الشافعية بالكراهة.
(خط) في ترجمة عبيد بن القاسم (عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ). وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب خرجه وسكت عليه، وهو تلبيس فاحش ؛ فقد تعقبه بما نصه: قال أبو علي هذا كذاب، وعبيد ابن أخت سفيان كان يضع الحديث، وله أحاديث مناكير. اهـ. كلامه.