صفحة جزء
6548 - كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه ثم يأكل ويشرب - د ن هـ) عن عائشة .


(كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ) أي غسل أعضاءه الأربعة بالنية، ولما كان الوضوء لغويا وشرعيا دفع توهم إرادة اللغوي الذي هو مطلق النظافة بقوله: (وضوءه للصلاة) احترازا عن الوضوء اللغوي، فيسن وضوء الجنب للنوم ويكره تركه، ونقل ابن العربي عن مالك والشافعي أنه لا يجوز النوم بدونه إن أراد به نفي الحل المستوي الطرفين فمسلم، وإلا فهو باطل عند الشافعي إذ لم يقل هو ولا أحد من صحبه بوجوبه، ونوم المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بغير وضوء وهو جنب بفرض صحة الخبر به لبيان الجواز، وحكمة الوضوء تخفيف الحدث سيما إن قلنا بجواز تفريق الغسل فينويه فيرتفع الحدث عن تلك الأعضاء، ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة بسند. قال ابن حجر : رجاله ثقات عن شداد رفعه: إذا أجنب أحدكم من الليل ثم أراد أن ينام فليتوضأ فإنه نصف غسل الجنابة. وقيل: حكمته أنه أحد الطهارتين، وعليه فيقوم التيمم مقامه. وقد روى البيهقي بإسناد قال ابن حجر : حسن عن عائشة : كان إذا أجنب فأراد أن ينام توضأ أو تيمم، أي عند فقد الماء. وقيل: حكمته أن ينشط إلى العود أو الغسل. ونقل ابن دقيق العيد عن نص الشافعي أنه مثل الجنب الحائض بعد الانقطاع وفيه ندب التنظف عند النوم قال ابن الجوزي : وحكمته أن الملائكة تبعد عن الوسخ والريح الكريه بخلاف الشياطين. (وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه ثم يأكل ويشرب) لأن أكل الجنب بدون ذلك يورث الفقر كما جاء في خبر الديلمي عن شداد بن أوس يرفعه: ثلاث تورث الفقر: أكل الرجل وهو جنب قبل أن يغسل يديه، وقيامه عريانا بلا مئزر وسترة، والمرأة تشتم زوجها في وجهه.

(د ن هـ عن عائشة ) قال الهيثمي : رجاله ثقات، وفي الميزان عن ابن عدي : منكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية