(كان إذا صلى بالناس أقبل عليهم بوجهه) أي: إذا صلى صلاة ففرغ منها أقبل عليهم، ولضرورة أنه لا يتحول [ ص: 147 ] عن القبلة قبل الفراغ وذلك ليذكرهم ويسألهم ويسألوه (فقال: هل فيكم مريض أعوده؟ فإن قالوا: لا، قال: فهل فيكم جنازة أتبعها؟ فإن قالوا: لا، قال من رأى منكم رؤيا) مقصور غير منصرف وتكتب بالألف كراهة اجتماع مثلين (يقصها علينا) أي لنعبرها له. قال nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم : كان شأن الرؤيا عنده عظيما؛ فلذلك كان يسأل عنه كل يوم، وذلك من أخبار الملكوت من الغيب، ولهم في ذلك نفع في أمر دينهم بشرى كانت أو نذارة أو معاتبة. اهـ. وقال القرطبي : إنما كان يسألهم عن ذلك لما كانوا عليه من الصلاح والصدق، وعلم أن رؤياهم صحيحة يستفاد منها الاطلاع على كثير من علم الغيب، وليسن لهم الاعتناء بالرؤيا والتشوق لفوائدها ويعلمهم كيفية التعبير وليستكثر من الاطلاع على الغيب. وقال ابن حجر : فيه أنه يسن قص الرؤيا بعد الصبح والانصراف من الصلاة. وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الدلائل: nindex.php?page=hadith&LINKID=939889كان عليه السلام إذا صلى الصبح قال: هل رأى أحد منكم شيئا، فإذا قال رجل: أنا، قال: خيرا تلقاه وشرا توقاه، وخيرا لنا وشرا لأعدائنا، والحمد لله رب العالمين، اقصص رؤياك. الحديث، وسنده ضعيف جدا. قال ابن حجر : في الحديث إشارة إلى رد ما خرجه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم: لا تقصص رؤياك على امرأة، ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس. ورد على من قال من أهل التعبير يستحب أن يكون تفسير الرؤيا بعد طلوع الشمس إلى الرابعة من العصر إلى قبيل المغرب؛ فإن الحديث دل على ندب تعبيرها قبل طلوع الشمس، ولا يصح قولهم بكراهة تعبيرها في أوقات كراهة الصلاة. قال المهلب : تعبير الرؤيا بعد الصبح أولى من جميع الأوقات؛ لحفظ صاحبها لها لقرب عهده بها وقل ما يعرض له نسيانها، ولحضور ذهن العابر وقلة شغله فيما يفكره فيما يتعلق بمعاشه، وليعرض الرائي ما يعرض له بسبب رؤياه.
[تنبيه] قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : صور العالم الحق من الاسم الباطن صور الرؤيا للنائم، والتعبير فيها كون تلك الصور أحوال الرائي لا غيره فما رأى إلا نفسه، فهذا هو قوله في حق العارفين: ويعلمون أن الله هو الحق المبين أي: الظاهر، فمن اعتبر الرؤيا يرى أمرا هائلا ويتبين له ما لا يدركه من غير هذا الوجه، فلهذا كان المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يسألهم عنها لأنها جزء من النبوة فكان يحب أن يشهدها في أمته، والناس اليوم في غاية من الجهل بهذه المرتبة التي كان المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يعتني بها ويسأل كل يوم عنها، والجهلاء في هذا الزمان إذا سمعوا بأمر وقع في النوم لم يرفعوا له رأسا، وقالوا: ليس لنا أن نحكم بهذا الخيال، وما لنا وللرؤيا فيستهزئون بالرائي وذلك لجهل أحدهم بمقامها وجهله بأنه في يقظته وتصرفه في رؤيا وفي منامه في رؤيا فهو كمن يرى أنه استيقظ وهو في نومه، وهو قوله (عليه السلام): الناس نيام. فما أعجب الأخبار النبوية؟ لقد أبانت عن الحقائق على ما هي عليه وعظمت ما استهونه العقل القاصر؛ فإنه ما صدر إلا من عظيم وهو الحق تعالى.
(تكميل) قالوا: ينبغي أن يكون العابر دينا حافظا ذا حلم وعلم وأمانة وصيانة كاتما لأسرار الناس في رؤياهم وأن يستغرق المنام من السائل بأجمعه، ويرد الجواب على قدر السؤال للشريف والوضيع، ولا يعبر عند طلوع الشمس ولا غروبها ولا زوالها ولا ليله، ومن آداب الرائي كونه صادق اللهجة وينام على طهر لجنبه الأيمن، ويقرأ والشمس والليل والتين والإخلاص والمعوذتين، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من سيئ الأحلام، وأستجير بك من تلاعب الشيطان في اليقظة والمنام، اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة نافعة حافظة غير منسية، اللهم أرني في منامي ما أحب. ومن آدابه أنه لا يقصها على امرأة ولا على عدو ولا جاهل.
( nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ) في تاريخه (عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر) بن الخطاب .