(إذا أثنى) ؛ بتقديم المثلثة على النون؛ (عليك جيرانك) ؛ الصالحون؛ للتزكية؛ ولو اثنان؛ فلا أثر لقول كافر وفاسق ومبتدع؛ (أنك) ؛ أي: بأنك؛ (محسن) ؛ أي: من المحسنين؛ يعني: المطيعين لله (تعالى)؛ (فأنت محسن) ؛ عند الله (تعالى)؛ (وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء) ؛ أي: عملك غير صالح؛ (فأنت) ؛ عند الله (مسيء) ؛ ومحصوله: إذا ذكرك صلحاء جيرانك بخير؛ فأنت من أهله؛ وإذا ذكروك بسوء؛ فأنت من أهله؛ فإنهم شهداء الله في الأرض؛ فأحدث في الأول شكرا؛ وفي الثاني توبة واستغفارا؛ فحسن الثناء وضده علامة على ما عند الله (تعالى) للعبد؛ وإطلاق ألسنة الخلق التي هي أقلام الحق بشيء في العاجل؛ عنوان ما يصير إليه في الآجل؛ والثناء بالخير دليل على محبة الله (تعالى) لعبده؛ حيث حببه لخلقه؛ فأطلق الألسنة بالثناء عليه؛ وعكسه عكسه؛ وفي الحديث دليل لابن عبد السلام؛ حيث ذهب إلى أن الثناء يستعمل في الخير؛ والشر؛ لكن هل هو حقيقة فيهما؛ أو في الخير فقط؟ خلاف؛ وما تقرر من أن لفظ الحديث: " وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء..." ؛ إلى آخره؛ باطل.
( nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ (عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) - رضي الله (تعالى) عنه -؛ قال: قال رجل: يا رسول الله؛ متى أكون محسنا؟ ومتى أكون مسيئا؟ فذكره؛ وهذا بمعناه في مستدرك nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ؛ قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل إذا أنا عملت به دخلت الجنة؛ قال: " كن محسنا" ؛ قال: كيف أعلم أني محسن؟ قال: " سل جيرانك؛ فإن قالوا: إنك محسن؛ فأنت محسن؛ وإن قالوا: إنك مسيء؛ فأنت مسيء" ؛ انتهى؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : على شرطهما.