(لأن يهدي الله على يديك رجلا) واحدا كما جاء في رواية (خير لك) عند الله (مما طلعت عليه الشمس وغربت) [ ص: 260 ] فتصدقت به ، وذلك لأن الهدى على يديه شعبة من الرسالة ، لأن الرسل إنما بعثت لتؤدي عن الله ، فإذا ورد القيامة فله حظ من ثواب الرسل ، فإنه إنما هداه بما جاءت به الرسل عن الله ، والرسل أقرب الخلق إلى الله في دار الإسلام في الدرجات ، فمن دون الرسل إذا كان داعيا إلى الله فهدى به عبدا فقد حاز من ثواب الرسل حظا من الكرامة ، ومن يحصي من ثواب الرسل شيئا فهو خير له مما طلعت عليه الشمس وغربت ، يعني: فأنفقه كله في سبيل الله . أوحى الله إلى داود: إن استنقذت هالكا من هلكته سميت عبدي جهرا ، هذا في حياة الدنيا ، فكيف بمن أحيا قلبه حتى ظفر بحياة الآخرة ؟ وإذا هدى الله قلبا على لسان ناطق بالهدى فقد أكرم الناطق بجزيل الكرامة ، فمن الكرامات أن جعل لكلامه من النور كسوة تلج آذان السامعين مع تلك الكسوة ، فتخرق حجب الشهوات حتى تصل إلى مستقر الإيمان من قلوبهم ، فتحيي ما مات منهم ، وتشفي ما سقم ، ومنها أن جعل لكلامه من السلطان ما يذهل نفوس المخلطين عن شهواتهم ، ومنها أن تأخذ نعمه النورانية بنواصي قلوب العباد الأباق فتردهم إلى الله جذبا وسيرا ، ومنها أن جعله من العملة الخزنة للقلوب ببذر يبذره فيزرعه الله فيها وينميه منها ، فلا منقبة أعلى منها
(طب عن رافع) قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=8عليا إلى اليمن ، فعقد عليه لواء ، فلما مضى قال: يا أبا رافع الحقه ، ولا تدعه من خلفه ، وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه ، فأتاه فأوصاه بأشياء.... فذكره ، رمز المصنف لحسنه ، قال الهيثمي: فيه يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني في الرواية عن nindex.php?page=showalam&ids=96أبي رافع ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في الثقات .