(لتركبن) في رواية للشيخين: لتتبعن (سنن) بفتح السين: طريق (من كان قبلكم) سبيلهم ومناهجهم ، قيل: يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذن؟ هكذا هو ثابت عند الحاكم (شبرا بشبر وذراعا بذراع) بذال معجمة ، و "شبرا" نصب بنزع الخافض ، أي لتتبعن سنن من قبلكم اتباعا: شبرا متلبسا بشبر ، وذراعا متلبسا بذراع ، وهو كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي ، لا الكفر ، ثم إن هذا لفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم ، ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام ، لأن نوره قد بهر الأنوار ، وشرعته نسخت الشرائع ، وذا من معجزاته ، فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم ومراكبهم وملابسهم وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها ، وأهل الكتابين في زخرفة المساجد ، وتعظيم القبور ، حتى كاد أن يعبدها العوام ، وقبول الرشا ، وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء ، وترك العمل يوم الجمعة ، والتسليم بالأصابع ، وعدم عيادة المريض يوم السبت ، والسرور بخميس البيض ، وأن الحائض لا تمس عجينا ، إلى غير ذلك مما هو أشنع وأبشع (حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم) مبالغة في الاتباع ، فإذا اقتصروا في الذي ابتدعوه فستقتصرون ، وإن بسطوا فستبسطوا ، حتى لو بلغوا إلى غاية لبلغتموها ، حتى كانت تقتل أنبياءها ، فلما عصم الله رسوله قتلوا خلفاءهم تحقيقا لصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو بضم الجيم وسكون الحاء المهملة ، والضب حيوان معروف يشبه الورل ، قال ابن خالويه: يعيش سبعمائة سنة فأكثر ، ولا يشرب ماء ، وخص جحر الضب لشدة ضيقه ، ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم مناهجهم لو دخلوا في مثل ذلك الضيق الرديء لوافقوهم ، وفي التنقيح أخذ من المعارضة: إنما خص الضب لأن العرب يقولون: هو قاضي الطير والبهائم ، وإنما اجتمعت إليه لما خلق الإنسان فوصفوه له ، فقال الضب: تصفون خلقا ينزل الطائر من السماء ويخرج الحوت من البحر ، فمن كان ذا جناح فليطر ، ومن كان ذا مخلب فليختفي (وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه) قال nindex.php?page=showalam&ids=13028ابن تيمية: هذا خرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك والذم لمن يفعله ، كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14085الحرالي: وجمع ذلك أن كفر اليهود أضل من جهة عدم العمل بعلمهم ، فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملا ولا قولا ، وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم ، يجتهدون في أصناف العبادة بلا شريعة من الله ، ويقولون ما لا يعلمون ، ففي هذه الأمة من يحذو حذو الفريقين ، ولهذا كان السلف - كسفيان بن عيينة – يقولون: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى . قضاء الله نافذ بما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بما سبق في علمه ، لكن ليس الحديث إخبارا عن جميع الأمة ، لما تواتر [ ص: 262 ] عنه أنها لا تجتمع على ضلالة ، ثم إنه فسر هنا باليهود والنصارى ، وفي خبر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بفارس والروم ، ولا تعارض لاختلاف الجواب بحسب اختلاف المقام ، فحيث قيل فارس والروم ، كان ثم قرينة تتعلق بالحكم بين الناس وسياسة الرعية ، وحيث قيل اليهود والنصارى ، كان هناك قرينة تتعلق بأمر الديانات: أصولها وفروعها
(ك) في الإيمان (عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس) وقال: على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وأقره الذهبي ، ورواه عنه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار ، قال الهيثمي: ورجاله ثقات ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم بدون قوله "حتى لو أن أحدهم جامع امرأته...... إلخ